سوسيولوجيا النخبة عند فلفريدو باريتو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


سوسيولوجيا النخبة عند باريتو في علم الاجتماع:

يعد فلفريدو باريتو من أبرز علماء الاجتماع السياسي الذين ركزوا على دراسة النخبة، في اقتران وطيد بقضية اختلال المجتمع وتوازنه، بل يمكن القول، إنه أول من اعتنى بمقصود النخبة في المجالين الاجتماعي والسياسي وفي هذا السياق، يقول جون سكوت، أعطى باريتو الكثير من المساهمات المعروفة بالذكر إلى علم الاقتصاد وعلم الاجتماع السياسي، ويفترض علماء الاقتصاد بأنه ليبرالي كلاسيكي، وله ريادة في تنفيذ نظرية الاختيار العقلاني على اقتصاديات الرفاهية.

وعلى العكس من ذلك، فعلى الرغم من كونه منشأ علم الاجتماع السياسي، وخصوصاً نظرية النخبة، فقد عرف عنه في هذا المجال، أنه ذلك المتعصب والمناهض للديمقراطية، ويبحث في اللاعقلانية في السياسة، وفي الحقيقة ظل باريتو إلى مدى معين مخلصاً لمثله السالفين، ولكنه عزى عدم تحقيقها إلى فشل السياسات الديمقراطية.

ويقدم باريتو للنخبة مقصودَين أحدهما شامل، والثاني محدود، فالنخبة بالمقصود الشامل، هي تلك المجموعة الضئيلة من المجتمع التي حققت إنجازاً في أنشطتها المهنية والوظيفية، فقد بلغت إلى أعلى مكانة في الهرم المجتمعي، مثل رجل الأعمال الناجح، الصانع المتفوق والأستاذ المبدع، ويعني هذا أن هذه النُخب غير حاكمة.

المحدودية عند باريتو:

أما المقصود بالمحدودة، فالنخبة هي تلك الطائفة أو الأقلية المسيطرة التي تملك النفوذ والقرار، وتمارس تأثيرها في باقي الطبقات الاجتماعية الأخرى، قصد التأثير بتوجيهاتها السياسية ومعتقداتها وأفكارها، وقد تنشأ هذه النخب من الوزراء والمسؤولين النقابيين، ورجال المقاولات الصناعية النافذين.

وعليه فالنخبة هي تلك الطائفة أو الأغلبية التي تمتلك سمات فريدة، وتتميز بقدرات وكفاءات طبيعية أو مكتسبة عظيمة جداً في بعض المجالات أو في بعض الأعمال من أعمال الحياة الاجتماعية، وفي هذا يقول باريتو، لنعتقد أن نعطي لكل فرد في كافة حقول الأعمال البشرية، علامة تشير على مهارته بالطريقة نفسها بصورة مقربة، التي تمنح فيها علامات في الامتحانات، ومثال على ذلك، نمنح من يبرز في مهنته عشرة، ونعطي من لا يفوز في الحصول على زبون واحد علامة واحدة، بصورة نتمكن معه منح صفر لمن يكون مغفلاً حقاً، ونعطي عشرة لمن عرف أن يربح الملايين، سواء كان جدياً أم سيئاً.

ومن هنا، يميز باريتو بين الطبقة الشعبية العامة والنخبة الخاصة، إذ تميل العامة على المستوى الذاتي، إلى الأفكار غير المنطقية وغير العقلانية، وهذا ما يجعل النخبة المتميزة بالدهاء والقوة والإيديولوجيا تتمكن من استغلالهم للربح بالقيادة السياسية والظفر بها.


شارك المقالة: