اقرأ في هذا المقال
في عام (1451) سقطت جميع المدن الرئيسيّة البيزنطيّة في يد الإمبراطوريّة العثمانيّة، التي احتلت ما يقارب من نصف الأناضول ومعظم البلقان
واجه العثمانيّون العديد من المعارضين بين (1424) و (1453)، بعد أن حاصرهم حصار ثيسالونيكي، كان على العثمانيّون أنّ يتعاملوا مع الصرب تحت حكم جورج برانكوفيتش، والمجريين تحت حكم جون هونيادي والألبان بقيادة جورج كاستريوتي سكانديربيرغ.
بلغت هذه المقاومة ذروتها في الحملة الصليبيّة في فارنا عام (1444)، والتي على الرَّغم من الدعم المحلي والخداع المحليّين، تمّ إبطال معاهدة السلام من جانب المجريّين من جانب واحد.
في عام (1448) و (1451)، كان هناك تغيير في القيادتين البيزنطيّة والعثمانيّة على التوالي توفي مراد الثاني وخلفه محمد الفاتح، في حين خلف قسطنطين الحادي عشر باليولوجوس جون الثامن.
لم ينسجم قسطنطين الحادي عشر ومحمد الفاتح بشكل جيد، إنّ الغزوات السابقة الناجحة للأراضي الصليبيّة في البيلوبونيز أزعجت السلطان محمد الفاتح، الذي أُخضع منذ ذلك الحين كتوابع للصليبيين في المنطقة، وأرسل محمد حوالي (40.000) جندي لإبطال هذه المكاسب.
هدّد قسطنطين الحادي عشر بالتمرد ضد السلطان محمد الفاتح، ما لم يستوف السلطان شروطًا مُعيّنة فيما يتعلق بالوضع الرّاهن ردّ محمد على هذه التهديدات من خلال بناء التحصينات في البوسفور، وبالتالي أغلق القسطنطينيّة من المُساعدة البحريّة الخارجيّة.
سيطر العثمانيّون بالفعل على الأرض المُحيطة بالقسطنطينيّة ولذلك بدأوا في شنِّ هجوم على المدينة في 6 أبريل (1453)،على الرّغم من اتحاد الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة لم يتلق البيزنطيّون أي مُساعدة رسميّة من البابا أو أوروبا الغربيّة، باستثناء عدد قليل من الجنود من البندقيّة وجنوة.
كانت إنجلترا وفرنسا في المراحل الأخيرة من حرب المئة عام، لم يرغب الفرنسيّون في أنّ يفقدوا ميزتهم في القتال بإرسال الفرسان، ولم يكن الإنجليز في وضع يسمح لهم بذلك كانت إسبانيا غير قادرة على تقديم أي نوع من المُساعدة.
مزيد من القتال بين الأمراء الألمان، قلّل بشكل كبير من رغبة مُعظمهم في شن حملة صليبيّة، كانت بولندا والمجر مُشاركين رئيسيّين في فارنا، والهزيمة هناك جنبًا إلى جنب مع الحروب البولنديّة التوتونيّة أبقتهما مشغولتين وغير راغبتين في المزيد من الالتزامات.
بخلاف هذه القوى الأوروبيّة الكبرى، كانت الدول الأخرى هي المدن الإيطاليّة مثل جنوة والبندقيّة كلاهما عدوين للعثمانيّين، ولكن أيضًا لبعضهما البعض فكر الفينيسيّون في إرسال أسطولهم لمُهاجمة التحصينات التي تحرس الدردنيل والبوسفور، ممّا أدّى إلى إراحة المدينة لكن القوة كانت صغيرة جدًا ووصلت مُتأخرة.
كان العثمانيون سيتغلبون على أي مُساعدة عسكريّة تقدمها مدينة واحدة، حتى واحدة كبيرة وقوية مثل جمهوريّة البندقيّة على أي حال وصل حوالي (2000) من المُرتزقة، مُعظمهم إيطاليّون تحت قيادة جيوفاني جوستينياني لونغو، للمُساعدة في الدفاع عن المدينة.
سقط دفاع المدينة بالكامل أمام هؤلاء المرتزقة و (5000) جندي من الميليشيات التي أثيرت من مدينة كان سكانها قد تآكلوا بشكل خطير بسبب الضرائب الثقيلة والطاعون والصراع المدني.
على الرّغم من ضعف التدريب، كان المدافعون مُسلحين جيدًا بالعديد من الأسلحة، باستثناء أي مدافع تتناسب مع المدفعيّة العثمانيّة تمّ تحويل آيا صوفيا، أكبر كنيسة في المدينة، إلى مسجد، وهي اليوم بمثابة متحف تراث القسطنطينيّة.
كان سبب سقوط المدينة نتيجة للمدفعيّة العثمانيّة وتفوقها البحري (تمكنت العديد من السفن الإيطالية من المساعدة ومن ثمّ الهروب من المدينة). وتمّ التغلب على المدافعين من خلال الاستنزاف المُطلق وكذلك مهارة الإنكشاريّين العثمانيّين، بينما واصل العثمانيّون اعتداءاتهم الفاشلة والمكلفة بدأ الكثيرون في معسكرهم يشككون في نجاح الحصار.
أظهر التاريخ أنَّ المدينة لا تُقهر من الحصار العثماني في محاولة لرفع الروح المعنوية، ألقى السلطان خطابًا يذكّر فيه قواته بالثروة الهائلة ونهب المدينة القادمة.قام العثمانيون بهجوم شامل على المدينة في 29 مايو (1453) مع اندفاع العثمانيين إلى طردهم من المدينة، بدأ انضباطهم البحري في الانهيار، وهرب العديد من مُحاربين جنوة والبندقيّة في السفن من المدينة بما في ذلك نيكولو باربارو جراح البندقية الموجود في الحصار الذي كتب: “طوال اليوم قام الأتراك بذبح المسيحيّين في المدينة تدفق الدم في المدينة مثل مياه الأمطار بعد عاصفة مُفاجئة، وتمّ إلقاء جثث الأتراك والمسيحيين في الدردنيل، حيث طافوا إلى البحر مثل البطيخ على طول القناة”.
بعد الحصار، استولى العثمانيّون على موريا عام (1460)، وتريبزوند عام (1461) مع سقوط تريبزوند، جاءت نهاية الإمبراطوريّة الرومانيّة التي استمر الأعتراف بها منذ العصر الحجري القديم كأباطرة شرعيين في القسطنطينيّة، من قبل الرؤساء المتوجين لأوروبا حتى القرن الخامس عشر، وعند انخفاض الاهتمام بالحملات الصليبيّة من القوى الأوروبيّة، أجبر الإصلاح والتهديد العثماني العالم على الاعتراف بالإمبراطوريّة العثمانيّة كسادة للأناضول و بلاد الشام.