من بين فروع علم الأحياء هناك علم السيميولوجيا الذي يشير إلى دراسة العلامات والأعراض التي يتجلى من خلالها المرض ومنه يندرج علم سيميولوجيا طب العيون، الذي يحتوي على مجموعة من العلامات والرموز التي تساهم في دراسة وتشخيص طب العيون.
سيميولوجيا طب العيون
وفي حالة سيميولوجيا طب العيون من المفيد جدًا معرفة التقنيات الأكثر عمومية وبساطة لفحص المريض على الأقل من خلال العلامات والرموز لسيميولوجيا طب العيون.
وتنقسم دراسة سيميولوجيا طب العيون إلى:
1- استجواب.
2- الفحص الموضوعي.
3- الفحص الذاتي.
الاستجواب في سيميولوجيا طب العيون
من خلال الاستجواب يتم إجراء محاولة لتحديد سبب حضور المريض للاستشارة، وهذا هو مثال الاختبار حيث يبرز الطبيب المتمرس أكثر من غيره، لأنه من خلال معرفة المزيد من الحالات وأعراضها سيتمكن من توجيه نفسه بسرعة أكبر من خلال البيانات التي تم الحصول عليها من المحادثة مع المريض.
وتتجلى أسباب الاستشارة بشكل متكرر من قبل المرضى في عيادة طب العيون بسبب العلامات التالية وهي: انخفاض الرؤية والألم واحمرار العين والإفرازات والتمزق ورهاب الضوء والإحساس بجسم غريب والوهن كالصداع الأمامي والتعب البصري والصدمات.
ومن المثير للاهتمام أيضًا معرفة عمر المريض ووقت التطور وشكل المظهر المفاجئ أو التدريجي بالإضافة إلى شدته.
الفحص الموضوعي في سيميولوجيا طب العيون
يحتوي الفحص الموضوعي في سيميولوجيا طب العيون على بعض الدلالات التالية:
دلالات الفحص المباشر: التي تسمح بتقييم الهياكل السطحية للعين كجلد الجفون ورموشها وفتحة الجفن والزاوية الداخلية للعين والدمامل الدمعي والصوار الخارجي وإفرازات الجفن وملتحمة الجفن والملتحمة الصليبية وشفافية القرنية ومنعكسة القرنية.
وتناسق أو عدم تناسق مقل العيون، وبروز إحدى مقل العين أو كليهما وجحوظ العين، والموقف وحركات العضلات كوظيفة العضلات وحركات الاقتران ووجود أمراض بالعين مثل: احمرار أو احتقان، إلخ.
دلالات الفحص بالضوء الصناعي: ويتم في بيئة خافتة وإضاءة اصطناعية، ويسمح هذا الاختبار بتقييم الجزء الأمامي من العين القرنية والحجرة الأمامية والقزحية ومن خلالها العدسة.
وللقيام بذلك يجب أن يسقط ضوء جانبي أو مائل وضوء بؤري، يقع مصدر الضوء على جانب وأمام المريض على بعد حوالي 50 سم، تداخل بين المريض ومصدر الضوء عدسة مكبرة من 13 إلى 20 ديوبتر وذلك لجعل أشعة الضوء تتلاقى على مساحة صغيرة يتم فحصها.
دلالات المصباح الشقي: ويسمح بفحص الجزء الأمامي من مقلة العين، إلا عند استخدام عدسة جولدمان التي تسمح بتقييم القطب الخلفي.
والمصباح الشقي هو مجهر منخفض الطاقة مع قوة تركيز جيدة جدًا مقترنة بمصدر ضوء عالي الكثافة، والذي يمكن أن يختلف في الحجم والشكل واللون، اعتمادًا على الحجاب الحاجز الذي تم تركيبه، وتتم الملاحظة من خلال مجهر حيوي بتكبير متغير، بشكل عام 10 أو 16 ديوبتر.
دلالات تنظير العين المباشر: يدرس القطب الخلفي لمقلة العين حيث إنها طريقة بامتياز لتقييم الوسائط الانكسارية وشبكية العين.
دلالات تنظير العين المباشر يعد تنظير العين المباشر تقنية مهمة للغاية في سيميولوجيا طب العيون، حيث يوفر صورة شبكية مباشرة ومستقيمة وأحادية العين وغير مقلوبة.
وباستخدام هذه التقنية يمكن ملاحظة قاع العين (البقعة، والحليمة، والأوعية)، وكذلك باقي الهياكل العينية (الجفون، الجزء الأمامي، ووسط العين)، ويقوم الطبيب بإجراء هذا الفحص عن طريق تسليط شعاع من الضوء من خلال التلميذ باستخدام أداة تسمى منظار العين.
دلالات تنظير العين غير المباشر: يستخدم الطبيب أدوات الحدقة الخفيفة ثم يسلط ضوءًا ساطعًا جدًا على العين، باستخدام أداة يتم ارتداؤها على الرأس على غرار مصباح يدوي خاص بعمال المناجم.
ويمكن ممارسة بعض الضغط على مقلة العين باستخدام أداة صغيرة غير حادة، وسيطلب الطبيب من المريض أن ينظر في اتجاهات مختلفة، ويعطي تنظير العين غير المباشر صورة حقيقية مقلوبة ثنائية العين ومكبرة.
دلالات قياس التوتر: من الضروري التأكيد على إنه في كل شخص يحضر لاستشارة طب العيون، حتى الروتينية يجب أخذ ضغط العين، حيث إنه إجراء معمم في الوقت الحاضر في جميع مراكز طب العيون للوقاية من الجلوكوما.
وهذا بالإضافة إلى فحص قاع العين، ويبرر إنه حتى أبسط وصفة للنظارات يجب أن يقوم بها طبيب العيون، ويتم إجراؤه عادةً باستخدام مقياس توتر غولدمان التطبيقي المدمج في المصباح الشقي وهو الأكثر استخدامًا اليوم.
وفي حالة الممارس العام يمكن أيضًا إجراء ذلك يدويًا، عن طريق اللمس الثنائي لعين المريض، وإجراء مقارنة مع تصلب العين الأخرى أو مع الطبيب نفسه، وعلى الرغم من أنها طريقة ذات قيمة علمية قليلة، إلا أنها تعطي فكرة تقريبية عن ضغط العين، خاصة في هجوم الجلوكوما الحاد، حيث تزداد مقاومة العين للجس بشكل كبير.
الفحص الذاتي أو الوظيفي في سيميولوجيا طب العيون
في الممارسة العملية يشمل الفحص الذاتي دراسة المكونات المختلفة للوظيفة البصرية:
1- حدة البصر.
2- المجال البصري.
3- رؤية الألوان.
4- التكيف مع الضوء.
5- رؤية مجهر.
6- حساسية الرؤية أو التباين.
حدة البصر: تقيم الرؤية التمييزية المركزية أو البروتوباتية لشبكية العين، ويجب قياسها كميًا لكل من الرؤية البعيدة والقريبة، مع كل عين على حدة بدءًا من اليمين مع الحرص على عدم ضغط العين المسدودة حيث يمكن الحصول على انخفاض خاطئ في الرؤية.
ويتم إجراء التقييم أولاً بدون تصحيح بصري ثم باستخدام تصحيح بصري، ويمكن تقييم الرؤية القريبة بإعطاء المريض كتيبات تحتوي على نصوص أو رسومات.
وتُستخدم الأنماط البصرية للرؤية البعيدة العلامات أو الرموز المرسومة بالترتيب حسب الحجم المتناقص على ملصق أو لوحة، ويتم وضعها على مسافة حكيمة بين 4 و6 أمتار، ونظرًا لأنه من هذه المسافة ليس من الضروري توفير أماكن للرؤية بوضوح.
ويجب أن يتم تذكر أن المستقبلات الضوئية السائدة في البقعة هي المخاريط، بينما في الشبكية المحيطية تكون العصي، وهناك منطقة وسيطة بين الشبكية الطرفية والبقعة حيث يوجد خليط من كلا المستقبِلات الضوئية.
وفي حالة انخفاض حدة البصر من المهم تحديد السبب، وفي حالة إمكانية تحسين الرؤية كليًا أو جزئيًا باستخدام النظارات فقد يواجه المرء أيًا من رذائل الانكسار أو قصر النظر أو مد البصر أو الاستجماتيزم أو قصر النظر الشيخوخي.
وبمجرد التخلص من الحالات المذكورة أعلاه، والتي يمكن تسميتها انخفاض كاذب أو واضح في حدة البصر، تكون جميع الحالات الحقيقية موجودة، والتي تنتج عن تعديلات تشريحية أو وظيفية للعين.
المجال البصري: كما أن حدة البصر هي إحدى وظائف البقعة، فإن المجال البصري يُعلم عن وظيفة بقية الشبكية والمسار البصري.
ومن الضروري إجراء هذه الدراسة خاصةً عند وجود رؤية غير طبيعية وأعراض أمراض عصبية وتغيرات في الحليمة وتشخيص وتطور الجلوكوما.
وإن أبسط طريقة لفحص المجال البصري هي المواجهة مع المجال البصري للفاحص، وتتكون الطريقة من جلوس المريض أمام الفاحص، بحيث يكون الرأس على نفس الارتفاع وعلى بعد متر واحد، ثم يطلب من المريض أن يسد عينه اليسرى مثل الملعقة بيده بينما يفعل الطبيب عينه اليمنى.
وأثناء الفحص يجب أن تحدق العين المكشوفة في عين المحترف المكشوفة، بعد ذلك من خلال مد الذراع إلى أقصى حد ممكن وفي مستوى متساوي المسافة بين الاثنين، فإنه يقترب ببطء من مركز المجال البصري.
ويطلب منه التواصل عندما يدرك ذلك، وتتكرر هذه المناورة لما يقرب من عشرة خطوط طول ويتم مقارنة اللحظة التي يرى فيها المريض الجسم باللحظة التي يراها الطبيب، مع الأخذ في الاعتبار مجاله البصري كمرجع.
وبمجرد الانتهاء يتابع بنفس الطريقة مع العين الأخرى، وهذه التقنية ليست فعالة في الكشف عن الأورام العتارية الصغيرة، فهي غير صالحة كوسيلة تشخيص ومتابعة لمرضى الجلوكوما، إلا إذا كانوا في مراحل متقدمة للغاية مع فقد مجال بصري كبير.