صعود الظاهر بيبرس للسلطة

اقرأ في هذا المقال


كان السلطان  الظاهر بيبرس من أذكى القادة المماليك، وحالفه الحظ إذ انتهى الأمر به من عبد في أسواق مصر وسوريا إلى سلطان ومؤسس دولة، لاقى الكثير من الصعوبات في حياته منذ هجوم المغول على بلدته وهو طفل وأسره وبيعه كعبد واشتراه السلطان الصالح أيوب من سوق العبيد وأصبح جنديًا في البلاط الأيوبي حتى تم نفيه في عهد السلطان عز الدين أيبك.

اغتيال الظاهر بيبرس لتوران شاه

بعد هزيمة المسيحيين في الحملة الصليبية الأخيرة رأى بيبرس والمماليك الآخرون فرصتهم الآن مناسبة ، كل ما وقف بينهم وبين السيطرة على مصر هو ابن السلطان الصالح أيوب توران شاه، في (2) مايو (1250)، هاجم المماليك السلطان توران شاه خلال وليمة كان يقيمها، جُرح توران شاه، واستطاع الفرار إلى برج محصن (محاط بسور ومحمي) في نهر النيل.

عندما أشعل المماليك النار في البرج الذي كان فيه، قفز توران شاه في النهر، وذكرت المصادر التاريخية أن الظاهر بيبرس قضى عليه بنفسه وبسيفه، بعد هذا الاغتيال، لم يعد هناك أقارب حي للسلطان الصالح لتولي العرش، وهكذا أُعلنت شجرة الدر أرملة السلطان، سلطانة مصر، كان وضعها على العرش المصري وسيلة لجعل الحكام الجدد يبدون أكثر شرعية، لكن في الحقيقة، كان المماليك الحكام الفعليون.

عندما اشتكى بقية العالم الإسلامي من وجود زعيمة في القاهرة، تقرر أن يتولى الرجل العرش مكانها، لسوء حظ بيبرس، تم تجاوزه في هذه المرحلة لرجل آخر، هو عز الدين أيبك، الذي حكم مع شجرة الدر للسنوات السبع التالية.

نفي الظاهر بيبرس

كان هناك خلاف بين بيبرس وأيبك، وبحلول عام (1254) كان بيبرس قد ذهب إلى المنفى، وعاش كجندي في سوريا، بحلول عام (1260)، واجه المنطقة تهديد جديد في مصر وكل الشرق الأوسط، كان المغول يتدفقون إلى المنطقة من قاعدتهم الأصلية في آسيا الوسطى، قام المغول بقيادة هولاكو، حفيد جنكيز خان، بمهاجمة بغداد عام (1258)، ونهبوا المدينة وسلبوها وقتلوا ما لا يقل عن مائة ألف نسمة.

أدى هذا إلى إنهاء الخلافة العباسية بشكل نهائي، حكم العباسيون بغداد منذ عام (1055) وكانوا القلب الروحي للإسلام حتى ذلك الوقت على الرغم من أن القوة السياسية والعسكرية للعباسيين نمت بشكل تدريجي منذ صعود الأتراك السلاجقة في القرن الحادي عشر، إلا أن دورهم كمرشدين روحيين للإسلام لا يزال مهمًا، وجه تدمير مدينتهم وسلالتهم ضربة قاسية للعالم الإسلامي، المغول لم يتوقفوا عند العراق، انتقلوا إلى سوريا، وكان من الواضح أنه كان لديهم توجه على مصر.

صعود الظاهر بيبرس للسلطة

في هذه اللحظة المهمة، رحب السلطان الجديد قطز بعودة الظاهر ببيبرس إلى القاهرة، قاد السلطان قطز والظاهر بيبرس معًا جيشًا لمواجهة المغول الغزاة، بقيادة جنرالهم كيتبغا. التقى الجيشان في معركة عين جالوت، بالقرب من الناصرة في فلسطين، في سبتمبر (1260) في هذه المعركة قاد الظاهر بيبرس الهجوم على صفوف المغول.

كان القتال في هذه المعركة شرسًا، لكن في النهاية انتصر المماليك، تذكر المصادر التاريخية أن الظاهر بيبرس قتل بنفسه الجنرال المغولي كيتبوغا، شعر الظاهر بيبرس بخيبة أمل لأنه لم يكافأه السلطان قطز بشكل صحيح، وقام الظاهر بيبرس بقتل السلطان قطز في طريق عودته إلى القاهرة ونصب نفسه على العرش المصري كسلطان للدولة، استغرق الأمر عمليتي اغتيال، لكن في النهاية شق الظاهر بيبرس طريقه إلى القمة.

استطاع الظاهر بيبرس قهر الصليبيين والمغول والحشاشين، والحشاشين هم طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين، وطالبت بالإمامة نزار المصطفى لدين الله وكان مقرهم في بلاد فارس، وكانت شديدة العداء للخلافة العباسية وامتدت لسنوات طويلة وزرعت الرعب في قلوب الحكام والشعوب بسبب العمليات الفدائية التي كانوا يقومون بها، وقد تمكنوا من اغتيال الكثير من الشخصيات المهمة استطاع المغول والظاهر بيبرس القضاء عليها) .

في نهاية المقال نستطيع القول أن الظاهر بيبرس قطع شوطًا كبيرًا وشاقًا حتى تمكن من الوصول للسلطة، وتمكن من الحكم لمدة (17) عامًا، وسُمي بقاهر المغول، ونابليون مصر في العصور الوسطى.

ويمكننا تلخيص الأحداث التاريخية في هذا المقال بالجدول التالي:

الحدث التاريخيالتاريخ
بداية الخلافة العباسيةعام (1055)
اغتيال توران شاه(2) مايو (1250)
نفي الظاهر بيبرسعام (1254)
سقوط بغداد بيد المغولعام (1258)
معركة عين جالوتسبتمبر (1260)

شارك المقالة: