بدأ العلماء اللجوء إلى استعمال علم الاجتماع الرقمي على هذا الإسم منذ حوالي خمس سنوات فقط، ويعتبر هذا أمر غامض نوعا ما، حيث قام علماء الاجتماع على دراسة المجتمعات الرقمية، واستعملوا التقنيات الرقمية لسنوات عديدة، من خلال الرجوع إلى الدراسات المعنية بدراسة أجهزة الحاسوب في مكان العمل وذلك في بداية عهد الثمانينيات وحتى العهد الماضي، وتنمية حزم البرامج من أجل القيام على معالجة بيانات المسح، فقد سبق مصطلح الأنثروبولوجيا الرقمية علم الاجتماع الرقمي بعشر أعوام.
تاريخ علم الاجتماع الرقمي
أدت عمليات التطور في الصناعة والأخبار والإعلام وغيرها على ظهور علم الاجتماع الرقمي كرد فعل على تلك العمليات، حيث تقوم مجموعة البيانات الرقمية أن تقوم على تغيير الطرق التي يعرف من خلالها المجتمع، ويقوم علم الاجتماع الرقمي على طرح طرق أخرى للتعريفات غير الواسعة للبحث الاجتماعي الرقمي.
تعرّف العديد من العلوم الاجتماعية الحاسوبية بأنها عبارة عن شكل تحليلات البيانات، على العكس من ذلك يتقيد علماء الاجتماع الرقمي على التحقيق في مجموعة أوسع من التفاعلات بين البيانات والأفراد والتقنيات، والتي لا تتناسب مع الأشكال الجديدة لتحليل البيانات التي تأخذ مكان أساليب البحث الاجتماعي القديمة مثل الاستطلاعات.
يأخذ ما يحدث في الثقافة الرقمية شكل العمليات الاجتماعية، لكن نادرًا ما يتم فهمها بهذه المصطلحات، بعد فترة وجيزة من إطلاقها أصبحت هذه الأداة محور النقد عبر الإنترنت، وهذا سلط الضوء على جميع أنواع التأثيرات غير المقصودة لإصدار التطبيق لاحظ المدونون أن تحديد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على أنهم يشكلون مخاطر، أن مراقبة الانحراف تشكل تهديدًا للتعبير الرقمي، ومن شأنها أن تشجع الرقابة الذاتية في المحادثات عبر الإنترنت.
قام علماء الاجتماع بلفت الانتباه إلى هذه التأثيرات التي تحول عن طريقها الفئات المستخدمة من أجل القيام على فهم الظواهر الاجتماعية وإدارة الحياة الاجتماعية، ومن أجل ذلك يحتاج علماء الاجتماع إلى الاهتمام بعمل تقنيات الوسائط الرقمية وتكاثرها في الحياة الاجتماعية.
ما الفرق الذي تحدثه التكنولوجيا الرقمية في علم الاجتماع
لكل من علم الاجتماع وعلم الاجتماع الرقمي مساهمات ضرورية في المناقشات الأوسع والتي تتعلق بدور العلم والبحث في المجتمعات الرقمية في الوقت الحالي، وتملك رؤية بديلة من أجل القيام على تقديمها فيما يتعلق بطرق معرفة المجتمع بالبيانات الرقمية والأدوات الرقمية.
إن مجال العلوم الاجتماعية الحاسوبية يتأثر بصورة كبيرة بالفيزياء وذلك في الأعوام السابقة، وفي غالبية الأحيان يتم التعامل مع بيانات التتبع الرقمية باعتبارها بيانات سلوكية، ويعتقد أن علم الاجتماع يقوم على كرح مجموعة من المساهمات الضرورية من أجل القيام على تحدي مثل هذه الافتراضات المنهجية، وليس فقط من أجل القيام على انتقاد علوم الحاسوب ولكن من أجل القيام على تحديد مجموعة من البدائل لتقليل البيانات الرقمية للبيانات السلوكية، قد يكون لهذا النهج استعمالاته، ولكنه ينتج نقطة سوسيولوجية عمياء، فهو يعمل على تجاهل التفاعل بين الأفراد والأفكار، وبين الأفراد والأفكار والتقنيات.
يمكن أن يساعد علم الاجتماع الرقمي في توضيح الدور المتغير لأساليب البحث في المجتمع الرقمي، تم تصميم الأجهزة الرقمية مثل الهواتف والمنصات مثل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صريح لتمكين تحليل الحياة الاجتماعية تتيح الهواتف الذكية إمكانية التتبع المكاني، وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي الشبكات الاجتماعية للتحليل للمستخدمين وكذلك للباحثين من الأطراف الثالثة.
نحتاج أن نتساءل عن الأساليب الاجتماعية التي يتم دمجها في التكنولوجيا، وأن ندرس آثار ذلك على الحياة الاجتماعية، وأن نجادل حيثما أمكن لصالح تصميم معين وليس غيره، علم الاجتماع ليس وحده في القيام بذلك ففي الثقافة الرقمية ظهرت العديد من ممارسات البحث الإنتاجية خلال الأعوام الماضية، مثل المدونين الذين يراقبون صناعة التكنولوجيا بحثًا عن أدوات المعرفة التي تنطوي على مشاكل.
مثل الرسوم البيانية للبحث الزاحف على (Facebook)، والتي جعلت الملفات الشخصية على (Facebook) قابلة للبحث عن طريق السمة، ويمكن لعلماء الاجتماع تقديم مساهمات مهمة ليس فقط من خلال إضافة أمثلة وصوت لهذا النقد، ولكن أيضًا لنشر الوعي على نطاق أوسع حول كيف أن أدوات البحث الاجتماعي والتحليل لا تعكس فقط ولكن تتدخل أيضًا في الاجتماع.
من القضايا الرئيسية التي يسمح لنا علم الاجتماع الرقمي أن نتصالح معها هي أن الرقم الرقمي لا يشير أو لم يعد يشير إلى مجال أو مجال منفصل من المجتمع، ولم يعد مجرد موضوع لعلم اجتماع التكنولوجيا، منذ عقد واحد فقط كان لا يزال من الممكن اعتبار التكنولوجيا الرقمية مصدر قلق متخصص للمهوسين أو الخبراء أو الشباب أو الأذكياء أو الذين يميلون للتجربة.
اليوم يلعب الرقم الرقمي دورًا أساسيًا في مجموعة واسعة من التطورات المجتمعية واختبار الذات، يشكل الرقم الرقمي اليوم حقيقة اجتماعية كاملة، إنها تعمل عبر القطاعات الاجتماعية المختلفة وفيما بينها وتؤثر على جميع جوانب المجتمع، بطريقة مشابهة لكيفية فهم البيئة الآن من قبل الكثيرين على أنها ذات صلة بجميع مجالات المجتمع.
تشير الإشارات الرقمية إلى تحولات كبيرة في المجتمع، ولكنها قد تتطلب أيضًا تغييرات في كيفية فهمنا والتحقيق في الحياة الاجتماعية، أن القضايا التي قد تبدو منفصلة عن التكنولوجيا، مثل علم اجتماع التمييز تثبت أنها متشابكة معها، تكافؤ خوارزميات النظام الأساسي المحتوى الذي تم النقر عليه ومشاركته مع الرؤية، مما يؤدي إلى تضخيم الآراء النمطية، وتدعو المنصات إلى رؤية أكثر، وهذه ليست مجرد ديناميكية اجتماعية بحتة ولكنها ليست تقنية بحتة هو على حد سواء، ومن أجل القيام على فهم هذا نحتاج إلى علم اجتماع رقمي.
صفات مهمة لعلماء الاجتماع الرقمي في علم الاجتماع الرقمي
يقوم علماء الإجتماع الرقمي على دراسة المجتمع الرقمي وذلك عن طريق محموعة من الفحوصات للمجموعات الإجتماعية وللثقافات والعمليات كذلك، التي يتم تطويرها في حال تفاعل وعمل الأشخاص مع بعضهم البعض، حيث يتمتع علماء الاجتماع بمجموعة من الصفات، وتتمثل هذه الصفات من خلال ما يلي:
مهارات تحليلية
يجب أن يكون علماء الاجتماع الرقمي قادرين على فحص البيانات والمعلومات الأخرى، وغالبًا ما يستخدمون الأساليب الإحصائية لاختبار نظرياتهم.
مهارات التواصل
يحتاج علماء الاجتماع الرقمي إلى مهارات اتصال قوية عند إجراء المقابلات والتعاون مع الزملاء وكتابة نتائج البحث وتقديمها.
مهارات التفكير الناقد
يقوم علماء الاجتماع على تصميم مجموعة من المشاريع البحثية ويجمعون ويعالجون ويحللون المعلومات لاستخلاص استنتاجات منطقية حول المجتمع ومجموعات مختلفة من الناس.