طبيعة التحضر في البلدان النامية

اقرأ في هذا المقال


تُعَدّ ظاهرة النمو الحضري من الظواهر التي تستهدفها المجتمعات الإنسانية منذ بداية القرن التاسع عشر، حيث ظهرت هذه الظاهرة في البلدان المتقدمة، في فترة القرن التاسع عشر وصلت تلك المجتمعات إلى حالة من التجمع الحضري في المجتمعات النامية لم تبدأ في النمو الحضري السريع إلّا في بداية القرن العشرين.

خصائص التحضر في البلدان النامية:

بدأ الاهتمام بالقضايا التي تتعلق في التحضر في الدول النامية في الستينات من القرن الماضي، وظل هذا الموضوع غير مهم بالنسبة لعلماء الاجتماع في ذلك الوقت حتى قام العالم (فريدمان) الذي كان له الفضل في الجمع بين العديد من أفكار التنمية الاقتصادية والتغير المكاني.
قام فريدمان بتقديم نموذج يشتمل على أربع مراحل مَرّ بها العالم الثالث في مسيرته من أجل الوصول إلى التحضر كما ساعد هذا النموذج على فهم التعليمات التي أدت إلى ظهور النمو الحضري والمظاهر المتباينة ومظاهر التباين الإقليمي في الكثير من بلدان العالم الثالث، وهذه المراحل تدرجت حسب تطور النسق المكاني والإقليمي المتكامل وهي:
المرحلة الأولى: كانت تقدم تصور تاريخي للمناطق السكانية المهملة في وجود الاستعمار الاقتصادي الذي يستخدم في هذه المناطق التي تعمل في الإنتاج الزراعي واستخراج المعادن، ومن خلال هذا الإنتاج تنمو وتظهر المراكز الحضارية التي تشرف على إدارة وتصدير الموارد.
المرحلة الثانية: ما يميز هذه المرحلة هي بداية التصنيع، والعمل على تكثيف الناتج المتنامي للاستثمار في مدينة أو أكثر وبهذا الشكل تتشكل مظاهر الحياة الحضارية بين مناطق الإنتاج الصناعي ومناطق الإنتاج الزراعي، ومن خلال هذا التصنيع تشهد مراكز الإنتاج نمو حضري يرتبط بالاقتصاد مع هذه المراكز وهذه محصلة مدن الإنتاج.
المرحلة الثالثة: ما يميز هذه المرحلة هو النمو الصناعي والوعي السياسي، حيث أنَّ الحكومة توجه برامج التنمية في المناطق الصناعية مع البرامج التي تتماشى مع النظم الاقتصادية لهذه المناطق، كما أنَّ تأثير التنمية في هذه المناطق يتجلى في ارتفاع الدخل القومي واقتصاديات السوق التي تنعكس على النشاط الزراعي في المناطق المحلية في المدن الصناعية وفي النهاية يتضاءل التباين بين مناطق المدن الصناعية ومناطق المراكز الزراعية.
المرحلة الرابعة: وهي المرحلة الأخيرة وفي هذه المرحلة نتائج ثمار نمو الاقتصاد في المناطق الحضرية على شكل متكامل فيها جهود المجتمع مع سياسة الدولة، وفي ضوء هذا التكامل ينحصر الخلل الاقتصادي بين المناطق التي تتجه إلى الحياة الحضرية تتنامى مع رأس المال الوطني ودعم الاقتصاد الحكومي ويعتبر هذا النموذج تصوري ومعياري في نفس الوقت.


شارك المقالة: