طبيعة العلاقة الثقافية في عالم متعدد الثقافات:
في عصر انفجار التقنية وانتشارها بشكل كبير أصبح من السهل التواصل بين الشعوب مهما بعدت المسافات فلا يوجد أي مشكلة اتصالات ولا غياب رسائل بحجة أن ساعِي البريد أضاع الرسالة، فسرعة الاتصال واللامحدوديّة في المسافة خلق ترابطاً بين الثقافات وتقبّل بعضهم لبعض باختلافاتهم دون تعجّب أو استنكار لبعضهم.
فكل الدول أصبحت ظاهرة بما فيها من اختلافات وتنوعات كالمصابيح لا تخفى عن الظهور، فخلق هذا الأمر انسجاماً ومزجاً بين الدول فنرى في الدولة الواحدة مصنوعات عشرات الدول الأخرى من ملابس وأغذية ومنتجات وإلكترونيات، والتنوع الثقافي في جميع المجالات يثريه بمزيد من الأفكار المتنوعة ويعجّل في تطويرها وهي من السمات الهامّة في المنظمات المعاصرة.
ومن أمثلة مشاكل اللغة بين الشخص الذي يقوم بالارسال والشخص المستقبِل للرسالة وكما أن هناك شركات أجنبية كانت على قرابة الإفلاس وتلقت رسالة من إحدى الشركات باللغة المعقدة وتعذر عليهم فهم محتواها، ثم فيما بعد تبيّن أن الشركة كانت تطلب طلبيّة ضخمة كانت تخرجهم من أزمة الإفلاس، لكن تعذر عليهم تفسير الرسالة وفهمها في الوقت المناسب.
اختلاف اللغات والمشاكل التي تسببها:
وكما تختلف وتتنوع الأمثلة في أن اختلاف اللغات وعدم معرفتها بعملها قد تسبب كوارث غير متوقعة فعلى سبيل المثال: في أثناء محاولة إحدى شركات السيارات تسويق سيارة جديدة صنعتها الشركة في إسبانيا لكن من صمم اللافتة الإعلانية أن الأسم الذي اختير للسيارة كانت بمعنى لا تعمل باللغة الإسبانية.
تلكَ مشكلة كبيرة غير متوقعة للشركات العالمية وذلك بسبب اللغة، وقد يعتقد بعضهم أن العقائد في مكان العمل لا معنى لها أو قد لا تخلق فارقاًٍ رغم أنها من الأمور المهمة التي لا بدّ أن تكون بين أفراد المجموعة الثقافية، وهي ذات فعاليّة للتواصل العاطفي وتصنع من جذور البيئة الثقافية عمل نقيّة خالية من النزاعات التي ستضر بالعمل عاجلًا أو آجلاً.
والنتيجة المترتبة على ذلك هو التعامل مع بعض الجماعات وتمييزهم مما يجعل من الصعوبة التعامل معهم، ويظهر معنى النزعة العرقية والثقافية أيضاً مع كل شخص يعرّف بثقافته، ويتصور أن ثقافات الآخرين هي أقل شأناً لذلك لا بدّ أن تتغير فكرة التحيز والبدء بتعزيز إيجابيات الاحتضان الثقافي وتنوعه.
