من الممكن القول بأن القرابة يمكن تحديدها فـى أحد معانيها فى ضوء العوامل البيولوجية. فالشخص يرتبط بأبيه وأمه بسبب مولده، وبذلك يرتبط الأب والأم بعضهما البعض بسبب معيشتهما المشتركة، وفي اتخاذ قرار مشترك فى إنجاب الأطفال.
في النهاية إن الأطفال من نفس الأبوين يرتبطون ببعضهم من خلال الانتماءإلى سلالة نفس الزوجين أو الأبوين، ولكن هذه العلاقات البيولوجية لا يمكن تحديدها بشكل مؤكد.
يتضّح لنا أن القرابة ما هى إلا ظاهرة سوسيولوجية، مرتبطة مع بعضها بالظواهر البيولوجية، ولكنها لا تتطابق بأي شكل من الأشكال. فالمجتمعات تختلف وتتباين في الواقع في فهم طبيعة القرابة. ويمكن القول بأن العلاقات البيولوجية ليست سوى نقطة بدء لظهور المفاهيم السوسيولوجية للقرابة التى تتصف بتعددها وتباينها واختلافها.
نجد أن أنساق القرابة يمكن أن تختلف من مجتمع لآخر تماماً كما تختلف الجوانب الأخرى في الثقافة بعضها عن بعض.
أنساق القرابة:
أول نسق يعرف باسم أساس الجيل: حيث نجد أن مصطلحات القرابة تقتصر على جيل واحد، من غير أبناء أو بنات العم (حيث أن هذه الفئة يمكن أن تجمع فى أغلب الأحيان أفراد من جيل الأبوين). وبهذه الطريقة نجد أربع فئات في جيل الوالدين هي: الأب، والأم والعم أو الخال، والعمة أو الخالة. كما أنه من الممكن أن نجد فى نفس الجيل ثلاث فئات هى الأخ، والأخت، وابن أو بنت العم أو الخال. وفي جيل آخر أربع فئات هى: الأبن والبنت وأبن الأخ أو الأخت، وبنت الأخ أو الأخت.
النسق الثانى هو الذي يصنف الأقارب تبعاً للنوع (ذكر أو أنثى): فالوالدين هم: آباء، وأمهات. وفي هذا النسق ينقسم أخوة الوالدين تبعاً للنوع البشري إلى: أعمام وأخوال، وعمات وخالات. ويطبق نفس المبدأ على الأقارب من نفس الجيل فينقسمون إلى: أخوة، وأخوات. ووفي هذا النسق نبتعد عن استخدام مصطلح أبناء العم، لأنه يطلق على الأقارب من الذكور والإناث. ولكن مبدأ النوع البشري يبقى مطبقاً بشكل عام على الأقارب فى الجيل الذي يليه، حيث نجد أربع فئات، هي: الأبناء، البنات، وأبناء الأخ، وبنات الأخ.
أخيراً يجب علينا أن نأخذ فى عين الاعتبار أن الأقارب الخطيين (المباشرين) (مثل الأب والأبن أو البنت، أو الأم والأبن أو البنت) يتميزون عن الأقارب المجانبين أو المحايدين غير المباشرين (مثل الأبناء العم وأبناء الأخ وبنات الأخ).
ويجب الأخذ بعين الاعتبار من خلال أنساق القرابة أن هناك قرابة المصاهرة (أي الأقارب بسبب الزواج). وإن كان يستثنى من هذا النسق زوجات الأعمام والأخوال، وأزواج العمات والخالات الذين يصنفون إلى فئات مختلفة.