طبيعة علم الاجتماع الطبي ومشكلاته

اقرأ في هذا المقال


طبيعة علم الاجتماع الطبي:

يقصد بطبيعة علم الاجتماع الطبي مكانته العملية بالنسبة للعلوم للعلوم الإنسانية والطبيعية، وعليه فهو علم يجمع بين المجال العلمي والمجال الإنساني والأدبي، ويمكن الإشارة إلى أن علم الاجتماع الطبي يشترك في بعض السمات المميزة للموضوع العلمي البحت ومنها:

1- يعتبر هذا العلم نظرياً لكونه يتضمن عدداً من النظريات والفرضيات كنظريات الطبقة الاجتماعية والمرض، ونظرية البيئة والوارثة والمرض، وغيرها من النظريات الأخرى وبطبيعة الحال قد تتغير هذه النظريات وتتحول إلى أن تتكامل.

2- كما أن هذا العلم تراكمي وذلك من منطلق أن نظرياته قابلة للتحول والتراكم من مرحلة لأخرى حسب الدراسات والبحوث التي يجريها العلماء في هذا المجال، مما يعني عدم ثبات هذه النظريات فهي تتصف بالتغير والديناميكية.

3- كما ويعتبر علماً تجريبياً، فالدراسة الميدانية يمكن اجراؤها في جميع موضوعاته للتحقق من مدى صحتها، وذلك من خلال استخدام الاستمارة والمقابلة والأساليب الإحصائية وغيرها من المراحل المعتمدة في البحوث العلمية.

4- فضلاً عن كونه علماً لا يهتم بما ينبغي أن يكون بل بما هو كائن.

ومن جانب آخر يشترك علم الاجتماع الطبي ببعض المعايير التي تتسم بها الآداب، ومنها أنه يدرس الفرد كوحدة بحث، ولهذا الفرد عقلان، عقل ظاهري وعقل باطني، والعقل الأخير يشغل مساحة أكبر من العقل الظاهري، وهذا يعني بأن الفرد لا يقول الحقيقة دائماً بل يخفيها في العقل الباطني، وأن ما يكشفه الإنسان للعالم الخارجي ينبعث من الأنا وما يخفيه يبقى مطموراً في منطقة الأنا السفلى أو الغرائز الحيوانية.

مشكلات علم الاجتماع الطبي:

لكل علم من العلوم معيقات ومشاكل تؤثر على علم الاجتماع الطبي كغيرها من العلوم ومن هذه المشاكل العلمية والمنهجية ما يلي:

1- وجود بعض المواضيع التي لها حساسية من حيث التناول بالدراسة والبحث كموضوع الآثار الاجتماعية التي تخلفها الأمراض المزمنة على المريض وأسرته.

2- حداثة نشأة هذا العلم تجعل من المختصصين فيه يشكلون نسبة قليلة مما ينعكس على كمية ونوعية الأبحاث العلمية التي تشكل بدورها نسبة ضئيلة جداً مقارنة باختصاصات أخرى مما يجعله غير قادر على تفسير المظاهر الطبية الجسمية والمظاهر السببية للأمراض الاجتماعية.

3- إن الاختصاص في علم الاجتماع الطبي يتطلب ضرورة الاختصاص في مجالين علم الاجتماع والطب، ونظراً لتعسر تحقيق هذا الأمر فإنه من الطبيعي توفر نسبة قليلة من الاختصاصين في علم الاجتماع الطبي.

4- عدم تواجد جوانب مبيّنه بين علم الاجتماع الطبي وعلم الاجتماع من جانب، وبين اختصاص الطب وعلم الاجتماع الطبي من جانب آخر.


شارك المقالة: