طريقة المسح الاجتماعي في البحث الاجتماعي:
عادة ما يقوم علماء الاجتماع بالبحث لكي يحددوا ما يحدث في المجتمع، ولاكتشاف سمات وخصائص الظاهرة الاجتماعية، ووفقاً لهذا فهم يقومون بالمسوح وسؤال الناس لجمع البيانات التي تصف حياتنا، وللخروج بنظريات جديدة عن الأسباب الاجتماعية لسلوكنا.
والمسح هو محاولة منظمة للحصول على معلومات من جمهور معين أو عينة منه، وذلك عن طريق استخدام استمارات البحث أو المقابلات، وإذن فالوظيفة الأساسية للمسح هي توفير المعلومات حول موقف أو مجتمع أو جماعة.
ولا تتميز المسوح الاجتماعية فقط بإمكانية تطبيقها على جماهير عديدة متنوعة ولكن يميزها أيضاً ذلك النطاق العريض من البيانات التي تتضمنها، فهي في الغالب تضم بيانات شخصية كالأسئلة الخاصة بالنوع، والسن والمهنة والتعليم والديانة والمستوى الاقتصادي والبيئة وبيانات سلوكية.
وأحياناً ما توصف أبحاث المسح الاجتماعي بأنها أبحاث الإنسان الفقير، فهي طريقة للعمل الاجتماعي للكشف عن طبيعة وطريقة حياة بعض الطبقات الأشد فقراً لمعرفة أحوالهم السكنية والاقتصادية والمهنية والتعليمية والصحية، وقد يكون هدف المسح هو دراسة موضوع واحد مثل عائلات العمال أو أعضاء حرفة أو أوقات الفراغ عند الطلبة أو يتطلب المسح في البداية تعريف الظاهرة التي يدرسها ووصفها وصفاً عميقاً متعمقاً.
والتعريفات المختلفة للمسح تتفق على أنه:
- الدراسة العلمية للظواهر الموجودة في جماعة معينة من مكان معين.
- أنه ينصب على الوقت الحاضر حيث أنه يتناول أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء المسح وليست ماضيه.
- أنه يتعلق بالجانب العلمي إذ يحاول الكشف عن الأوضاع القائمة لمحاولة النهوض بها ووضع خطة أو برنامج للإصلاح الاجتماعي.
ولقد استخدم مصطلح المسح الشخصي للتعبير عن البحث الاجتماعي الشامل من جهة، والدلالة على أحد الأساليب النوعية المستخدمة في البحث الاجتماعي من جهة أخرى.
وهناك انتقاء شائع يربط المسح الاجتماعي بمعنى الحصر، حيث يتصور أصحاب هذا الاعتقاد أن الدراسة المسحية معناها الوقوف على كافة الجزيئات في موضوع معين أو منطقة معينة.
وأسلوب الحصر الشامل ليس من مستلزمات المسح الاجتماعي ولكنه يهتم بتوضيح الطبيعة الحقيقية للظاهرة عن طريق تحليلها والوقوف على الظروف المحيطة بها أو الأسباب التي تدفع إلى ظهورها فهو كما عرفه كارادوج جونس، هو تعريف بمجتمع معين وقياس لمستوى هذا المجتمع.
