الإدارة الأموية في تجهيز القادة
كان موسى بن نصير قد قام برسم أسس دراساته الدينية والأدبية من الأرض التي ولد فيها (الحجاز)، لكنّه كان يدين بتعليمه السياسي والعسكري إلى المكان الذي تعلم فيه (بلاد الشام)، أصبحت دمشق منذ خلافة عثمان بن عفان قاعدة لنشاط البيت الأموي الذي كان مكان للطموح إلى السلطنة، ومركزًا يستقطب كل العناصر الصحيحة لدعمها وخدمة أهدافها.
كان معاوية بن أبي سفيان رجلاً على درجة عالية من الذكاء في اختيار الرجال، فأدرك المهارات العسكرية لأيّ شخص يراه، والتي كان والد موسى بن نصير(نصير اللخمي) يعرف أن ابنه يمتلكها، عندما كلف معاوية حرسه بالبحث عن من يمتلك المهارات لجلبه وتدريبه في البيت الأموي، فسمح والد موسى له بالانتقال إلى منزل معاوية بن ابي سفيان الخليفة الأموي الأول.
صعود موسى بن نصير إلى السلطة الأموية
من أجل التدرب هناك في أكبر وأعظم مدرسة للتدريب والأعداد العسكري التي كانت الدولة الإسلامية العربية تحتاجها في طليعة حياتها، بحسب المؤرخ الدكتور إبراهيم العدوي، شهد موسى مجيء الغزوات على الأراضي الرومانية التي كانت تعرف بـ “الصوائف” التي كانت في أشهر الصيف، و “الشواتي” التي كانت تخرج في أشهر الخريف والشتاء.
كما شارك بنفسه في النشاط البحري الإسلامي المبكر برعاية معاوية بن أبي سفيان عندما بدأ بغزو إحدى الجزر، قبرص ومعركة “الصواري” سنة 34 هـ / 654 هـ، انتصر المسلمون في هذه المعركة انتصاراً مهماً دفعهم إلى تطوير قدراتهم البحرية، وكبح جماح الأساطيل الرومانية في البحر الأبيض المتوسط ، التي كانت تشبه بحيرة أوروبية مغلقة، فشرع موسى بن نصير في المشاركة في هذه البحرية، حملات عسكرية، منذ أن كان عمره 15 عامًا.
بعد تولي الخليفة الأموي مروان بن الحكم، حكم الدولة الأموية، قام معاوية بن الخليفة يزيد الثاني بالتنازل عن الخلافة، وقام بجعل ابنه الأكبر عبد العزيز بن مروان أخ الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان أقرب إلى موسى بن نصير وذلك لحنكته وتعليمه المميز، وكان هذا سببًا في تاريخ عائلته الكبير في التي قامت بخدمة البيت الأموي حيث كانت وظيفة موسى بن نصير افتتاحًا جديدًا وبداية مهمة جدًا حيث أعطته الكثير من الخبرة التي أفادته في مسيرته المهنية في مختلف المجالات السياسة والحرب، ونتيجة لبراعة موسى بن نصير في عمله قام عبد العزي بتعيينه كمستشار ووزيرًا مقربًا له وذلك خلال فترة خدمته.
في مصر منذ عام (65) للهجرة، وعندما كان الخليفة عبد الملك بن مروان قد صعد إلى السلطنة واستقر في عاصمته(دمشق)، في العام التالي، أرسل خبرًا إلى أخيه عبد العزيز من أجل إرسال القائد المسلم موسى بن نصير ليصبح وزيرًا ومستشارًا له، وقال أنا أخوك أتمنى أن ترسل لي قائدًا يفي بمهمته محنكًا سياسيًا بارعًا في قيادة الجيوش، فأرسل له عبد العزيز موسى بن نصير وهذا كان الطريق الصعب الذي مر به موسى بن نصير للصعود إلى السلطة.