مبادرة علماء الاجتماع للتحرر من ظاهرة التدخين

اقرأ في هذا المقال


تعتبر ظاهرة التدخين ظاهرة منتشرة على نطاق واسع، إذ أنها ظاهرة موجودة في جميع دول العالم وفي مختلف البيئات ومختلف الفئات العمرية والنوعية، كما أنها ظاهرة خطيرة جداً بسبب آثارها السيئة على الصحة والجسم.

ظاهرة التدخين

التدخين هو ظاهرة خطيرة للغاية مع الآثار السيئة التي من أهم مظاهرها المشاكل التالية:

1- التدخين منتشر ليس فقط في محيط المدرسة والجامعة بل على نطاق واسع.

2- ليس مقياس بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا في المرحلتان الثانوية والإعدادية مما يشكل خطراً كبيراً على صحتهم في سن مبكرة.

3- عدم وجود برامج كافية لإرشاد الشباب للإقلاع عن التدخين وبيان مخاطره، وكذلك عدم وجود العدّ الدقيق للمدخنين الشباب للتحقق من العمق من المشكلة.

4- تشجيع بعض المواد الإعلامية مثل الأفلام وغيرها على التدخين بشكل غير مباشر مثل التدخين يبدو كعادة اجتماعية مقبولة.

5- وجود وسائل تدخين جذابة مثل “الشيشة” في العديد من المرافق السياحية والترفيهية والمقاهي تساهم في انتشار التدخين بشكل كبير المدى مما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل مرض السل.

6- عادة التدخين مرتبطة بالإدمان حيث أن التدخين يمكن أن يكون الخطوة الأولى على طريق الإدمان، وارتفاع تكلفة تأهيل الشباب المدمن والضعيف آفاق القدرة على إكمال دراساتهم وخسارة وجنوح مستقبلهم.

أسباب ظاهرة التدخين

1- إهمال الأسرة من حيث إهمال الأبناء والبنات وعدم تربيتهم تربية جيدة له آثار ضارة على سلوكهم.

2- الأصحاب السيئون حيث قد تساهم رفقة الأصحاب السيئون المدخنون إلى تعلم عادة التدخين.

3- الإعلام إذ أن للإعلام دور مؤثر في إفساد الشباب والشابات وخاصة القنوات الفضائية التي تحمل في العديد من برامجها التشجيع والتشجيع كدعاية لشركات التدخين والتبغ.

4- ومما ساعد على انتشار ظاهرة التدخين المحاكاة والتقليد للمدخنين.

5- الهروب من الواقع.

6- الضغوط النفسية والعائلية.

أضرار ظاهرة التدخين الصحية

1- السرطان.

2- ارتفاع ضغط الدم.

3- تضيق الأوعية الدموية تحت الجلد.

4- تضييق القصبات الهوائية.

5- السعال.

6- السكتة الدماغية.

7- الإجهاض.

8- ولادة أطفال متخلفين.

9- سرطان عنق الرحم.

10- هشاشة العظام.

11- الكثير من مشاكل الحمل والحيض.

12- سرطان الرئة ويبلغ 40٪ بين المدخنون والمدخنات.

13- أمراض القلب والأوعية الدموية مثل زيادة معدل ضربات القلب.

مبادرة علماء الاجتماع للتحرر من ظاهرة التدخين

بدأت مبادرة علماء الاجتماع للتحرر من ظاهرة التدخين بشكل منظم ورفيع المستوى مع منظمة الصحة العالمية والتي تهدف إلى جذب الانتباه وتركيز الموارد والإجراءات على المستوى الدولي في الاستجابة لوباء التدخين العالمي الذي يقتل حاليًا حوالي خمسة ملايين شخص كل عام، ومع التعاون مع الصحة العالمية أعلنت مبادرة علماء الاجتماع للتحرر من ظاهرة التدخين برنامج الأولوية القصوى لمكافحة التدخين، والاهتمام الممنوح للعالم من قبل منظمة الصحة في مكافحة جائحة التدخين أكسب مبادرة علماء الاجتماع زخماً وأخذ مبادرتهم إلى الأمام.

إذ أن استخدام التدخين هو السبب الرئيسي للوفاة في العالم ويمكن الوقاية منه، وهو أيضًا أخطر تهديد للصحة العامة التي يواجهها العالم، حيث يقتل التدخين 5.4 مليون شخص من الناس كل عام وإذا لم يتم السيطرة على هذا فإن الموت قد يرفع عدد القتلى إلى أكثر من عشرة ملايين سنويًا بحلول عام 2030، ويتعرض مستخدمو الدخان على المدى الطويل لخطر الموت المبكر بنسبة 50٪ بسبب مرض يسببه التبغ، وفي كل عام يقتل التبغ حوالي 4 ملايين شخص قبل الأوان، منهم مليون في بلدان لا تستطيع تحمل عبء الرعاية الصحية.

وظاهرة التدخين من المحتمل أن تصبح بحلول عام 2030 السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة، حيث سينهي حياة أكثر من 10 ملايين فرد سنويًا، وهو رقم يتجاوز عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من العدوى والسل والوفيات النفاسية وحوادث السيارات والانتحار والقتل مجتمعة، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية تشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 1.1 ألف مليون مدخن.

الأسباب التي تجعل الشباب يميلون إلى الدخان

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الشباب يميلون إلى الدخان:

فترة المراهقة والشباب

لا شك أن فترة المراهقة والشباب هي فترة جسدية وعاطفية في التكوين العاطفي، وخلال هذه الفترة الخارجية يتم تسهيل التأثير على الشباب، ومن هنا يتأثر الشباب بشكل كبير بالإعلانات المنقولة من قبل شركات السجائر، وبالتالي يتم ملاحظة أن العديد من الإعلانات البغيضة والمرفوضة ترتبط دائمًا بالرياضيين والمغنين؛ لأن هذه الشخصيات يتخذها بعض الشباب على أنها مثال أو نموذج يحتذى به للأسف، وهذا يعني تقليد الآخرين.

البحث عن إتمام ذاتي

هناك مشاعر داخلية لدى الشباب أن التدخين يكمل رجولته ويجعله أكثر قدرة وأكثر قبولًا اجتماعيًا، لذا فهو نوع من البحث عن إتمام ذاتي، وهذا هو أحد الأسباب الكبيرة جداً للتدخين، وأظهرت الدراسة أن 4.1٪ من المدخنين يطبقون ذلك عليهم.

البحث عن التجربة

بعض الشباب يدخلون التدخين فقط مع نية التجربة والرغبة في تجربة ما يفعله الآخرون، وسؤال نفسه داخليًا: لماذا لا يجب علي فعل هذا؟ ويحب العادة ويواصلها.

ضغوط الزمالة

مما لاشك فيه أن هناك ما يعرف بضغوط الزمالة، وهو التأثير الذي يجده الشاب من أقرانه، بأن يقول له صديقه: لماذا لا تفعل انت وتحاول؟ هل مازلت صغيراً لقد كبرت حاول وهكذا، وهذا بالطبع يؤدي إلى الكثير من الخضوع، خاصة إذا كان الشاب صغير السن، وسهل التأثير والبناء النفسي لشخصيته غير مكتمل.

الرضا الاجتماعي من قبل العائلات

ينتمي بعض الشباب إلى العائلات التي لا تحارب التدخين أو ربما توافق عليه أو ربما تشجعه، كأن يطلب الأب من ابنه أن يحضر له علبة سجائر، فلا شك أن هذا يؤدي إلى نوع من الاتصال العقلي بين هذا الشاب والسيجارة وهي نوع من الرضا الاجتماعي المرفوض جداً والدراسة أظهرت أن أكثر من 38٪ من الشباب المدخنون الآباء هم أيضاً مدخنون.

عدم إدراك أضرار التدخين الجسيمة

بعض الشباب ولو بنسب صغيرة لا يدركون أضرار التدخين الجسيمة، لا سيما الأضرار الصحية التي تؤثر على القلب والكبد والكلى والرئتين وجميع أجزاء الجسم الأخرى، وبعض الشباب ترى مبالغة من جانب أولئك الذين يتحدثون عن الأضرار الصحية التي يسببها التدخين ويرون أنفسهم أقوياء وشباب ولا يدفعون أي نوع من الاهتمام به.

النيكوتين الموجود في السيجارة

إن النيكوتين الموجود في السيجارة مادة حساسة، والمعنى إنه يؤدي إلى نوع من الشعور بقليل من زيادة التركيز واليقظة لدى الشخص ويزيد من انتباهه خاصة في أيامه الأولى وكثرة السجائر، وتخدع الشركات بإعلانها أن هذا النوع من السجائر قليل النكهة لكن حقيقة الأمر تضع تركيزًا أعلى من النيكوتين من أجل أن يؤدي إلى تأثيره الكيميائي.

توصيات علماء الاجتماع لمكافحة ظاهرة التدخين

1- تكثيف الأنشطة التوعوية واللقاءات التثقيفية والندوات المجتمعية حول ظاهرة التدخين وآثارها السلبية.

2- أهمية تفعيل العمل التطوعي في منطقة مجال مكافحة ظاهرة التدخين.

3- ضرورة تكامل الأدوار بين المؤسسات الرسمية والخاصة وبذل كل الطاقات والقدرات للحد من انتشار ظاهرة التدخين.

4- تكثيف الجهود والضغط على القيادة السياسية والتشريعية لتشريع حظر صارم للتدخين في المؤسسات الحكومية وخاصة الجامعات والمستشفيات والأماكن المغلقة وعربات النقل العام.

5- أهمية دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في زيادة الوعي والحد من انتشار التدخين.

6- العمل على إيجاد برامج وأنشطة للاستفادة من أوقات الفراغ لتفريغ الطاقة الزائدة لدى الشباب وتوجيهها.

7- حث الآباء المدخنين على الامتناع عن التدخين في الداخل وبالقرب من الأطفال الصغار.

8- تنفيذ سياسات ضريبية تهدف إلى تثبيط عزيمة التدخين، مثل زيادة الضرائب المفروضة على التبغ.

9- استخدام جزء من الأموال المحصلة من ضرائب التبغ إلى تمويل تدابير أخرى لمكافحة التبغ والصحة وترقية وظيفية.

10- منع التعرض اللاإرادي للدخان المنبعث من المدخنون أو التعرض البيئي للدخان.


شارك المقالة: