تُعَدّ ظاهرة العنف ضِدّ الأطفال من أبرزِ المشكلات العالمية التي لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء وُصِف بالتقدّم أو الرجعيّة في البيئة التي يعيش بها .
ظاهرة العنف ضِدّ الأطفال أو إيذاء الأطفال:
هي ظاهرة ما تزال تتفاقَم وتنمو بشكل مضطرد حتى بدت السيطرة عليها أمراً مستحيلاً وذلك بسبب خصوصية هذه المشكلة. فهذه الظاهرة تتراوح بين حدود خارجة عن الإرادة المجتمعيّة. وحدود تدخلات الدولة وتشريعاتها. إنَّ ظاهرة العنف في المجتمعات الإنسانية تعدّدت أشكالها وأنواعها، حتى تفنَّن رجال السياسة والمجتمع فأَطلقوا على العنف أسماء ونعوت مختلفة ومهما تعدّدت أنواع العنف، وإنَّ معناه العام لا يتعدَّى كَونه الخَرق المُتَعمّد للمبادىء والنُظم الإنسانية وتجنّب الرفق فيها، واستخدام الشِدَّة والبَطش على المجتمعات .
وقد أصبحت ثقافة العنف منتشرة بالمجتمع العربي في الآونة الأخيرة من خلال الأفلام الوافدة والمحلية والإسراف في نشر الجريمة وتفخيمها بوسائل الإعلام المختلفة كل ذلك له مردود في مجتمع يتَّسم بالزِحام.
معاني كلمة عنف:
كلمة عنف مشتقة من كلمة لاتينية تعني ينتهك أو يؤذي أو يغتصب، وهو استخدام الضّغط أو القوّة استخداماً غير مشروع أو غير مُطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما وإجباره على ما يكره بالقوة والظلم والتجبُّر .
ويشير مفهوم العنف إلى عدَّة معانٍ منها: استخدام القوة أو الإكراه غير المشروع. وُيعرَّف العنف على أنَّه أَحد الأنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي تُعبِّر عن رفض الآخر نتيجة الشعور والوعي بالإحباط في إشباع الحاجات الإنسانية، وهو أي عمل يُرتَكب ضِدَّ الإنسان ويُحطم كرامته، ويترواح بين الإهانة بالكلمة واستخدام الضرب.
ولقد برزت عِدّة تعريفات للعنف منها الوارد في اتفاقية حقوق الطفل بأنَّه: “كافة أشكال العنف أو الضَّرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية”.
كما عرَّفته منظمة الصّحَّة العالمية في تقريرها العالمي عن العنف والصحة بأنَّه: “الاستخدام المهدد بها أو الفعلية ضد أي طفل من قِبَل أي فرد أو جماعة تؤدِّي إلى أو من المُرَجَّح أنْ تؤدي إلى ضرر فعلي أو مُحتمل لصحَّة الطِّفل أو بقائه على قيد الحياة أو نموِّه أو كرامته”.