اقرأ في هذا المقال
ظهور طريقة خدمة تنظيم المجتمع في الخدمة الاجتماعية:
يرجع الباحثون الأصول الأولى لظهور طريقة خدمة تنظيم المجتمع إلى إنجلترا وأمريكا، وذلك في الربع الأخير من القرن التاشع عشر لمواجهة المشكلات التي ترتبت على الثورة الصناعية، وكذلك فترة الكساد العالمي، وما ترتب على الحرب العالمية الأولى والثانية من آثار وحركات الهجرة من الريف إلى الحضر إلى جانب ظهور المحلات الاجتماعية، وجمعيات تنظيم الإحسان ومجالس الهيئات الاجتماعية.
فلقد ظهرت طريقة تنظيم المجتمع مستهدفة تنمية المجتمعات المحلية وتنسيق خدمات الرعاية الاجتماعية في المدن الكبرى، نتيجة تضارب خدمات المؤسسات وتكرارها من ناحية، والفوضى في تمويلها من ناحية أخرى، مما أدى إلى ظهور الطريقة لتمتد خدماتها للمجتمع بعيداً عن التعامل مباشرة مع الأفراد والجماعات.
وبدأت المحاولات تظهر لتوضيح معالم طريقة تظيم المجتمع، من خلال المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية بأمريكا عام 1920م، والذي طالب فيه ادور ليندمان، بأن يمارس تنظيم المجتمع على أسس علمية وأعقبها نشره لكتابه عن المجتمع، عام 1921م، وأوضح فيه أهداف تنظيم المجتمع، ثم كتاب ستينز عام 1925م، عن تنظيم المجتمع، والذي أعاد طباعته عام 1930م، وتقرير روبرت لين، عام 1939م، عن مفهوم تنظيم المجتمع في المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية، وتعريف أرثر دنهام عام 1940م، لتنظيم المجتمع وإشارات أرلين جونسون، إلى أن الأخصائي الاجتماعي حتى يكون مهنياً لا بدّ أن يساعد سكان المجتمع في التعرف على مشكلاتهم، التي تعترض حياتهم والعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلات.
متى تم الاعتراف بطريقة خدمة تنظيم المجتمع؟
وفي عام 1946م، تم الاعتراف بطريقة تنظيم المجتمع عندما أقرتها الهيئة القومية للخدمة الاجتماعية، وتولى تطور تنظيم المجتمع عبر مراحل متعددة من مرحلة التخطيط ثم مرحلة الاهتمام بالتنمية المحلية، فمرحاة النظر إلى تنظيم المجتمع كدفاع إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من حيث وجود مفاهيم ونماذج تطبيقية توجه الأخصائيين الاجتماعيين في مجالات التعامل المهني مع المجتمعات، بحيث يساهم المنظم الاجتماعي في إحداث تغييرات اجتماعية مقصودة تنصب على الجانب البشري والبيئي معاً، لمواجهة المشكلات وإشباع الحاجات مستخدماً الموارد البشرية والمادية حكومية أو أهلية، من خلال خطة تقوم على أساس علمي في ضوء مبادئ واستراتيجيات الطريقة.