اقرأ في هذا المقال
الأزياء والمنسوجات اليمنية:
عُرِف في اليمن أنواعاً مختلفة وكثيرة من المواد اللازمة لصناعة المنسوجات اليمنية العريقة، منها الكتان والحرير والقطن والصوف وشعر الماعز، إلى جانب الخامات ذات النخبة المتعددة اللازمة لصناعة النسيج، وكانت اليمن تحرص على استيراد الكثير من القطن الجيد من الهند، ومن أهمها الأقمشة ذات الخامة الهندية أو ثياب العراسنة التي كانت تصنع في منطقة “دقلي” في الهند.
كما كان القطن يتواجد بكثرة في مناطق الحج، وبين أحور ودثينة وبراميس وتهامة والجوف، ونلاحظ أن مناخ هذه المناطق وتوافر مصادر المياه بشكل كبير يتناسق مع زراعة القطن التي تحتاج إلى ري دائم.
الملابس والمنسوجات اليمنية:
من الصعب تصنيف الكثير من المنسوجات اليمنية لعدم وجود وصف ثابت ومميز لها، إضافة لذلك عدم وجود دراسات محددة لها لوصفها بشكل دقيق لمثل هذه المنسوجات، غير أن أكثر الخامات المتعددة عرفت مصادرها، وهي خامات طبيعية تُعدّ الأكثر استخداماً في اليمن، أهمها القطن والكتان، وهاتان الخامتان كان يتم الحصول عليهما من عزف ألياف القطن والكتان، ثم تنسجان بعد ذلك على المنسج اليدوي ثم يتم استخدامها في صنع أغطية الرأس والألحفة والمعاجر والمقاطب والمعاوز والملابس الداخلية والخارجية.
وأيضاً كان اليمنيون يحصلون على الصوف من غزل صوف الأغنام والماعز بعد عملية جز الصوف وغسله وتقشيره، ثم نسجها على المنسج اليدوي وتصنع منها العباءة والشمل والفريد والبرود الجيشانية، وفيما يتعلق بالحرير كان يتم الحصول عليه عن طريق الاستيراد أما استخدامه فكان قاصراً على صناعة ملابس الولاة والحكام والميسورين وفي أحيان كثيرة كان يخلط الحرير بالكتان أو القطن فتصنع منه القمصان والضالات والشالات والأقمشة الخفيفة.
طرق الصناعات اليمنية:
تعد طريقة الوصايل اليمنية واحدة من أفضل الطرق المعروفة التي استخدمها الشعب اليمني في صناعة المنسوجات، وكان الشعب اليمني يطبقها عن طريق حجز بعض من خيوط الغزل ذات اللون الأبيض، يكون ذلك بواسطة مادة عازلة قد تكون مصنوعة من الجلد أو الشمع أو الطَفل الأسود، بحيث إذا وضعت هذه الخيوط في الأصباغ أخذت الأجزاء الظاهرة لون الصبغة المطلوبة، فإذا جفت وكشفت الأجزاء المحفوظة بعد ذلك ظلت بيضاء فإذا شدت هذه الخيوط المتعددة الألوان على الأنوال نجد أن جزءاً من الخيط بلون الصبغة يعقبه لون أيضاً وهكذا.
ومن الطرق الصناعية التي استخدمها الشعب اليمني طريقة “الطبع بواسطة القالب”، وعادة كانت هذه الطريقة تتم عن طريق حفر الزخارف على هذه القوالب حفراً بارزاً وغائراً بشكل واضح، ثم بعد ذلك يتم غمس هذه القوالب في الأصباغ الملونة أو ماء الذهب، ويختم في هذه القوالب على المنسوجات، وإلى جانب الطرق السابقة استخدم النساج اليمني طريقة التطريز، وعادة ما كانت أشرطة الطراز تتم بواسطة هذا الأسلوب، وقد أقبل صناع النسيج في اليمن على استخدام طريقة الصباغة في عمل المنسوجات وفي العصور الوسطى كانت معظم الأصباغ التي تستخدم نباتية؛ لأن الأصباغ الكيميائية لم تستخدم إلا في العصور الحديثة حينما بدأت أوروبا تصدرها إلى إيران والهند وبعض الدول الأخرى، وقد اعتمد النساجون المحليوون على الأصباغ المحلية أو المستوردة.
أهم الأصباغ اليمنية:
الزعفران: وهذا النوع من النباتات يسمى الورس مظهره يشبه السمسم، وكانت جِمال اليمن التي تحمل نبات الزعفران إلى الشمال تصفرّ ألوانها بتأثير أحمالها الكبيرة.
الفوة: هو من النباتات التي ذكرت عنها المصادر التاريخية أنه في عام 615هجري، زرع الفلاحون اليمنيون في جميع جبال اليمن نبات الفوة وهو نوع من الأصباغ، إذ امتنعوا عن زراعة الغلال كالحنطة والشعير، إذ كان يعود عليهم ربحاً كبيراً من المال، وعندما ملك الملك المسعود بلاد اليمن منع الناس من زراعته وكان آخر العهد بزراعة هذا النبات سنة 624هـ، ومن المعروف أن هذا النبات يعطي اللون الأحمر الداكن الجميل.
الحور الوطني: هو نبات كان يزرعه الفلاحون اليمنيون بوادي زبيد .
النيل أو النيلة: وهي مادة زرقاء اللون كان الصباغون يستعملونها.
كما ذكر ذلك ابن المجاور في “تاريخ المتبصر” وكان يأخذ على القطعة التي يقوم الصّباغ بصبغها منه أربعة دنانير وأيضاً كان يأخذ ربع الدينار عند خروجه من ميناء عدن في القرن السادس الهجري، كما ذكر الكاتب أريك ماركر في كتابه المشهور “اليمن والغرب” بعض المحاولات الأوروبية في بداية القرن الحادي عشر للتجاره في النيل في منطقة تسمى ميناء المخا.