عادات الزواج في الباكستان

اقرأ في هذا المقال


الزواج في باكستان:

يحظى الزواج بأهمية عظيمة لدى أبناء الشعب الباكستاني، حيث يكون مرتبط عندهم ببعض العادات والتقاليد المهمة، وقد يراها البعض عادات غير متعارف عليها في مجتمعاتنا العربية، فمثلاً في بعض المناطق الباكستانية تتحمل العروس الكثيرمن أعباء مصاريف الزواج وبنسبة تفوق الرجل بكثير، فهى من تتكفل بتجهيز المنزل من كافة الأغراض كالأثاث والأجهزة جميعها، والأغرب من هذا الأمر أن العروس تسترد أغلب ما تنفقه من أموال في ليلة الزفاف حيث يطالب أهل العروس بسداد ما قاموا بإنفاقه على عش الزوجة.

ويشهد حفل الزفاف في الباكستان الكثير من الأمور الطريفة، والتي قد تسبب حرجاً كبيراً للعريس في تنفيذها، فمثلاً من المتعارف عند الباكستانيين في حفل الزفاف عدم ارتداء العريس الحذاء أثناء الجلوس بجانب العروس، حيث تقوم أخت العروس بالعمل على إخفائه، وبعد ذلك يتم مطالبة العريس بدفع المبالغ التي تم إنفاقها على منزل الزوجية من قبل العروس حتى يتمكن من استرداد الحذاء.

يعتبر الزواج في دولة باكستان أمراً مكلف مادياً بشكل كبير جداً، إذ يتحمل أهل العروس القيمة الأكبر من هذه التكاليف، حيث يعمل أبناء الشعب الباكستاني على الحرص على العادات والتقاليد حتى ولو كانت مكلفة للغاية، حيث يعملون على توريثها من جيل لآخر، حيث تعتبر الديانة الإسلامية هي الديانة السائدة في جميع أنحاء دولة باكستان، فيتواجد المسلمين بنسبة كبيرة تزيد عن ثلثي السكان.

يلتزم أبناء الشعب الباكستاني في تقاليد التواصل الأسري والمجتمعي، ويحرصون كامل الحرص الكبيرعلى إنجاب أعداد كبيرة من الأطفال، حيث يزداد عدد أطفال الأسرة الواحدة من الأسر الباكستانية عن سبعة أفراد مثلاً، وهناك ترابط كبير بين الجيران والأقارب وبعضهم البعض، ويتشاركون فى كافة المناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية وغيرها.

كما حرص أبناء الشعب الباكستاني على تقوية العلاقات الاجتماعية من خلال تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب جميعهم، وقد عملوا على تعليم هذه التقاليد والعادات للأطفال الصغار. ووفقاً لـعادات وتقاليد الباكستانيين نجد الأم تحتل الدور الأكبر والأهم في تربية الأبناء، وتتولى مهمة تعليمهم الأسس الدينية بجانب مهمة التعليم، والعمل على إصلاح سلوكياتهم في جميع المجالات المختلفة، فهي تتحمل عبئاً كبيراً في تربية الأطفال وتنشأتهم، وتهتم الأم الباكستانية في غرس عادات وتقاليد الشعب الباكستاني فى أولادها، وتكسبهم كافة الصفات التي يمتاز بها الباكستانيين وأهمها: كرم الضيافة وحسن الاستقبال والود والترحاب بالضيوف.

احتفالات الزواج لدى الشعب الباكستاني:

الشعب الباكستاني يختار الفتاة ذات العمر الأكبر بين أخواتها، ومعنى ذلك أنه عندما يتقدم العريس لطلب الفتاة يجب عليه أن يطلب يد البنت الأكبر سناً في العائلة، في بعض القبائل يُخطب الابن للبنت منذ أول طفولتهم “منذ الصغر”، ويكون أحياناً منذ الشهر الثامن من عمر الفتاة، وعند الخطبة تذهب أُم العريس وأخواته لطلب يد الفتاة على سنة الله ورسوله، وتجري العادات أن تلبس العروس طرحة ذات اللون الأحمر.

تستمر احتفالات الزواج لأسبوع قبل عقد القران، ويحضر فيها العريس لعروسه السمن البلدي وحليب الغنم والبسكويتات والكريمات اللذيذة، وفي فترة الأسبوع تكون فترة راحة ودلال 100% للعروس والعريس، ومن تقاليد الزواج فى باكستان خلال أسبوع الاحتفال يحتفل الرجال والنساء منفصلين عن بعضهم، وتنشِد كبيرات العائلة الأغاني والأهازيج التراثية الباكستانية القديمة.

يكون واجب الطبخ في الزواج على الرجال، ومن أشهر المأكولات الباكستانية في الأفراح عموماً طبق “الشباتي” يكون قريب للخبز المحمص والأطباق الأخرى كلايدامات والبرياني” على اختلاف أصنافه. ومن أصناف الحلوى “بتاي و لردو”.

ومن عاداتهم أيضاً أن يقوم أصحاب العريس بعمل حمام له، بحيث يقومون بواجب الاستحمام عنه، حيث يرتدي الفوطة المعروفة عند الهنود بالعمامة البيتية، ويصبون الماء على رأسه في بئر أو بحيرة ويلبسونه ملابسه قطنية، وغالباً ما يصوره أصحابه في جو لا يخلو من الطرافة والمزح.

تكون حنة العرس قبل العقد بيوم أو يومين ويحنى العريس والعروس منفصلين عن بعضهما، مع وجود الأغاني الشعبية عند الاثنين، ومن غريب عاداتهم أنه عند القيام في مراسم حناء العريس، توضع ورقة نقدية على يده ثم تحنى. وطبعاً تحنيه أخته أو خالته أو عمته أو أحد قريباته. حيث يستخدمون “الحنة السودانية” ويضعونها في باطن اليد كاملاً، وخطوط عريضة على ظاهر اليد. وحنة العروس مع نساء عائلتها مع الأناشيد التراثية التقليدية.

وفي يوم الزواج يستمرالاحتفال ذو الطابع “المنفصل” حيث يُحضر الرجال مغنياً، وغالباً ما يصورون المناسبة على شكل فيديو، أما النساء يكتفين بالنشيد مع جميع النساء المتواجدات ولا تصور النساء الحفلة.

يكون عقد الزواج غالباً في نفس يوم الزواج، يكون بحظور المأذون والعريس والشهود معاً، والعروس في غرفتها برفقة والدتها، وعندما يأتي وقت سؤالها يُرسَل لها أحد الشهود لمعرفة رأيها بالقبول، الذي بطبيعة الحال لا يجد منها سوى ابتسامة خجولة وايماءة بالراس.

زيّ الزواج في الباكستان:

تعرف العروس الباكستانية بأنها العروس التي لا ترتدي اللون الأبيض، فهي ترتدي اللبس “البنجابي” المتعارف عليه لدى الشعب الباكستاني، وهو عبارة عن بلوزة طويلة مع سروال واسع أو تنورة ذات الألوان الزاهية، ويميز رداء العرس لدى الشعب الباكستاني بالتطريز وخياطة المجوهرات، وغالباً ما يكون هذا اللباس غالي الثمن، يتميز في لباس العروسه التطريز في الطرحة التي توضع على رأس العروس، فهي تعتبر مصدر جمال الزي في يوم زفافها. وقد كان من المتعارف أن يكون أحمر أو ذهبي، وترتدي الذهب المنقوش المعروف عند الشعب الهندي والباكستاني.

أما العريس فيرتدي اللباس “البنجابي” مع غطاء على الرأس “طاقية”مميزة بالمرصعات اللامعة. ويرتدي شال ذو اللون الأحمر، يوضع على رقبته ويربط طرفاه على ظهره، وفي المدن يرتدي العرسان اللبس البنجابي “المطور” وهو يشبه البدلة في الفخامة والترتيب ويختلف عنها في الطول وزيادة التطريز.

طرائف تقاليد وعادات الشعب الباكستاني في الزواج:

من طرائف تقاليد وعادات الشعب الباكستاني، بأنه عندما يذهب العريس للقاء عروسته، بعد مجموعة الاحتفالات المستمرة، حيث تقف أخوات العروس عند باب غرفتها ولا يتحركّن حتى يحصلن على مبلغ مالي من العريس وأهله. وأيضاً يحضر للعرسان سطل مملوء بالحليب يرمي فيه خاتم ذهب ويطلب منهما الحصول عليه وغالباً ما يجده العريس قبل العروس فيلبس العريس الخاتم.

تتكفل العروس وعائلتها حسب العادات والتقاليد المتبعة في باكستان، ما يقارب نسبة الـ 90% من جميع مصاريف الزواج، وتشمل شراء الذهب وجميع أثاث بيتها والملابس للعروسة، وتأمين المسكن وحتى الأرض والسيارة في أحيان أخرى.

وفي مقابل هذا العبء الثقيل والمسؤوليات الكبيرة التي تكون من واجب أهل العروس، يوجد لدى أعراف الزواج المتبعه في الباكستان، إعطاء أهل العروس فرص أثناء حفل الزواج لأخذ ما يمكن استرداه من أموال من العريس من خلال مواقف تعتمد في الباكستان، تتعمد على إحراج العريس وأهله أمام جمهور الحضور المتواجدين في حفل الزواج.

ولاستغلال الفرص من أولها، تتواجد العروس وأهلها في صالة الاحتفال قبل حلول موعد وصول العريس، حيث تعمل حسب الأعراف الباكستانية أخوات العروس على سد الطريق أمام العريس من دخول القاعة عند الباب الرئيسي، وذلك يكون باستخدام شريط قماشي أبيض اللون ويكون مزين، ويبادرن بطلب المال قبل فتح الطريق أمامه.

وهنا تحصل مفاوضات بين أهل العروس والعريس تستمر لمدة لا تقل عن خمسة دقائق، إلى أن يتفق على المبلغ، ويعتمد الأمر على تصرف أخوات العروس أو صديقاتها في إحراج العريس، من خلال تحفيزه على أنه من أهل الكرم مثلاً أو بسؤاله عن قيمة رؤية العروس عنده، وذلك لدفع أكبر مبلغ ممكن من المال.

أما الفرص الثانية فهي عندما يذهب العريس إلى رؤية عروسه، وهي تكون متواجدة في غرفة صغيرة داخل قاعة الحفل ويكون من الواجب عليه أن يشرب الحليب حسب العادات المتبعة في باكستان، وهنا تعود أخوات العروس إلى تخيير العريس في شرب الحليب، ويكون ذلك إما برضاعة الأطفال أو بكوب عادي أو فخاري، وما إلى ذلك ولكل نوع من الأكواب سعره الخاص.

وعند اختيار العريس للرضاعة على سبيل المثال فهذا يعني أنه لا يريد أن يدفع كثيراً من المال رغم الحرج الذي سيسبب له في هذه الحالة، أما إن أراد العريس أن يحفظ ماء وجه في هذا اليوم فعليه أن يختار الكوب، وعادة ما يتدخل أهل العريس لا سيما الأم والأب وأخواته في عملية التفاوض لدفع ما هو باستطاعتهم لإنقاذه من هذا الموقف.

الفرصة الأخيرة المتاحة التي تبقى أمام أخوات العروس، وهي الأكثر ربحاً وفائدة لاسترداد النقود، ويأتي وقتها عند إخراج العروس من الغرفة الصغيرة إلى القاعة الكبيرة أمام الناس لتجلس على المنصة، ويصعد معها العريس، ولكنه يكون في هذا الوقت بدون حذاء، فحسب العادات الباكستانية على العريس أن ينزع حذاءه أسفل المنصة قبل صعوده، وعندها تستغل إحدى أخوات العروس هذه الفرصة وتقوم بإخفاء فردة واحدة من حذاء العريس؛ ليتم التفاوض على إرجاعها له في نهاية الحفل.

وعند الخروج من القاعة مقابل مبلغ من المال يكون في العادة، قد تم قبض أكبر قدر من الأموال المستحقة من العريس، لما لهذا الأمر من حرج شديد للعريس أمام الحضور.

المصدر: آثار لبلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني،2015تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيدول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريموجز تاريخ العالم، هربرت جورج ويلز،2006


شارك المقالة: