عادات شهر رمضان الكريم في الباكستان

عادات وتقاليد الباكستان في شهر رمضان الكريم:

يلتزم أبناء الشعب الباكستاني بالعديد من العادات والتقاليد، وأبرزها تلك العادات التي تكون مرتبطة بشهر رمضان الكريم، وسنتعرف عليها بالتفصيل من خلال هذا المقال.

لشهر رمضان الكريم مكانة كبيرة جداً عند المسلمين في جميع أنحاء دول العالم، ولكنه يمتلك منزلة خاصة في نفوس الباكستانيين، كما يقيمون احتفالاً به على طريقتهم الخاصة ويتمسكون ببعض عاداتهم وتقاليدهم بشكل كبير جداً، ومن أهم هذه العادات والتقاليد:

الاهتمام بتعويد الأطفال على الصوم والثناء عليهم وتشجيعهم عليه، وترتيب احتفالات خاصة بهم. ويتم إعطاء الأطفال العديد من الهدايا من قبل الأًصدقاء والأقارب؛ تشجيعاً لهم على قيامهم بصوم شهر رمضان لأول مرة بحياتهم، وحثهم على مداومة الصوم فى السنوات القادمة.

كما تُعَد “العناقيد” أحد أشهر الهدايا التي يفضلها الأطفال الباكستانيين، إذ تشجعهم على تحمل أعباء صيام أول أيام الشهر الفضيل. كما يلتزم الشعب الباكستاني بالزي المحتشم الطويل الساتر للجسم لكل من الرجل والمرأة، وخاصة فى شهر رمضان الكريم، يلاحظ تزايد درجة الالتزام خاصة من قبل النساء، كما يحرصن على ارتداء الحجاب، ومن عاداتهن ارتداء الحجاب عند سماع الأذان، فلا يجوز لإمرأة أن تستمع إلى الأذان وهى كاشفة عن شعرها.

ومن أشهرالعادات والتقاليد الرمضانية في الباكستان الحفاظ على عادة “الإفطار الجماعي” فنادراً ما نجد شخص يفطر بمفرده، وغالباً نجدهم يجلسون فى تجمعات كبيرة تضم الأهل والأصدقاء، كما يعطون اهتماماً كبيراً للفقراء في هذا الشهر الفضيل.

كما يحرص الباكستانيون على توفير الطعام والشراب للجميع، كما للأغنياء دوراً كبيراً فى إطعام الفقراء والمساكين، ويعملون على توفير كميات كبيرة من الطعام وتوزيعها عليهم، وتتولى الجمعيات الخيرية مهمة تنظيم “الإفطار الجماعي” الذى يجمع الفقراء بالأغنياء فالجميع سواسية فى شهر رمضان.

كما يشتهر الباكستانيين بتناول أطعمة معينة عند الإفطار وأشهرها: “السمبوسة” بجانب رقائق البطاطا، ويفضلون تناول العديد من أنواع الحلوى الباكستانية اللذيذة، كما يتم إعداد الطعام على يدّ متخصصين فى المطاعم التي تمتاز بها باكستان، ومن أهم عادات وتقاليد الباكستانيين تناول وجبة الإفطار فى وقت قصير جداً ليكون جميع الوقت بعد ذلك للصلاة، ويحرصون على إقامة صلاة التراويح في كل ليلة من ليالي شهر رمضان الفضيل.

لشهر رمضان الكريم في الباكستان عادات وتقاليد رمضانية خاصة فيه، تكثر فيها مظاهر التعاون والتكافل الاجتماعي بين الباكستانيين في هذا الشهر الكريم. حيث يظهر التكافل في أجمل صورة خلال الشهر الكريم، حيث تقدم الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال الإفطار في المساجد والشوارع، وكما يتم توزيع وجبات “البرياني” الشهيرة على الفقراء والمساكين، وتبادل الزيارات بين الأقارب ودعوات الإفطار، وتزيد نسبة الإقبال الكبير من الناس على المساجد والأضرحة.

عند حلول اليوم الأول من شهر رمضان الكريم، تعلَن عطلة رسمية لكافة العاملين والمدارس، وتغلق جميع المطاعم والأماكن السياحية أبوابها في شهر رمضان، أو تقلل من ساعات عملها، في حين تشهد المساجد والأضرحة إقبالاً كبيراً من المسلمين.

ويأتي على رأس تلك الأضرحة، “ضريح الشيخ زكريا بهاء الدين” في مدينة ملتان، و”ضريح أبو الحسن علي الحاجويري” في مدينة لاهور، و”ضريح عبد الله شاه غازي” في كراتشي، ويتم خفض عدد ساعات العمل في رمضان في جميع أنحاء البلاد في القطاعين العام والخاص بنحو ساعتين، حيث تنتهي ساعات العمل بحلول الساعة الثالثة بعد الظهر.

كما تُعلن أيضاً في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم عطلة رسمية، تقوم خلالها بالعمل على تزيين المساجد والمباني العامة، بالزينات والأنوار الجميلة، حيث يصلي أفراد العائلة صلاة المغرب جماعة.

تقوم العديد من مساجد باكستان على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة أثناء صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم، حيث يُختم المرة الأولى في الأيام الـ 15 الأولى من الشهر الفضيل، وتكون الختمة الثانية للقرأن الكريم ليلة 27 من رمضان، ثم يُختم القرآن للمرة الثالثة في الليالي المتبقية من الشهر الفضيل.

يؤدي تعدد الختمات للقران الكريم إلى امتداد وقت صلاة التراويح حتى وقت السحور في أغلب الأحيان. ويتم اختيار أئمة صلاة التراويح من بين الحافظين للقرأن الكريم، وهم الأشخاص القادرين على قراءة القرآن عن ظهر قلب، كما تُعد صلاة التراويح فرصة لإعداد أئمة جدد، حيث أنه عادة ما يترك إمام المسجد موقعه للأئمة الشباب خلال جزء من صلاة التراويح.

وخلال أيام شهر رمضان الكريم، تُعرض في مسجد بادشاه في لاهور، الذي بُني خلال عهد سلطنة المغول، الكثير من التراث القديم الذي يُعتقد أنه يعود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وعائلته، ويزورها عدد كبير من الزوار المحليين والسياح الأجانب من جميع أنحاء العالم.