الأعياد في البحرين:
يتجمع أبناء الشعب البحريني يوم العيد منذ الصباح الباكر لتأدية صلاة العيد، وبعدها يقبلون على بعض بالتصافح والزيارات بين بعضهم البعض وسط أجواء الفرحة والمحبة التي تملأ كل الأنحاء.
حيث يتميز العيد في المملكة البحرينية بالكثير من المواقف الجميلة التي ترتبط بقيم فخر الزمن الماضي وتراثه الشعبي الذي يرجع إلى الزمن الماضي، الذي ينغرس في قلب المواطن البحريني، والفرحة التي تغمر الأطفال الذين يمرحون ويلهون مع أصدقائهم في الحدائق وفي المجمعات الترفيهية بملابسهم الجديدة، تغمرهم الفرحة والسعادة.
يكون الاحتفال بالعيد عادةً لدى الشعب البحريني مسبوقاً بالتجهيزات له قبل انتهاء رمضان بعدة أيام، سواء بتجهيز البيوت لاستقبال الضيوف أو توفير العيدية للصغار وشراء الملابس الأنيقة.
وفي حلول اليوم الأول من عيد الفطر، يقوم أبناء الشعب البحريني بزيارة الأهل وتناول وجبة الغداء في “البيت العود”، وهو بيت الرجل الأكبر منهم، إذ يجتمع جميع أفراد العائلات في منزل كبير العائلة لهذا الغرض، فيما تقسم باقي أيام العيد لزيارة الأصدقاء واصطحاب الأطفال إلى المنتزهات وصالات اللعب.
ومن العادات التراثية التي لا زالت موجوة في البعض من قرى البحرين، تجمّعهم بعد صلاة العيد والذهاب إلى جميع منازل الأقارب برفقة بعضهم البعض، فيما يقوم أهل المنازل بضيافة العصائر والمأكولات أو ما يسمى في البحرين بـ “القدوع″ للضيوف.
كما يتم تنظيم الكثير من الاحتفالات في مختلف المناطق البحرينية. وهناك الكثير من التقالد البحرينية المتبعة في طرق الاستعداد لقدوم عيد الفطر المبارك، حيث يقوم أبناء الشعب البحريني بتبادل الزيارات في ما بينهم للتهنئة، ويتم تقديم ماء الورد والعود للزوار، حيث يقوم الأهالي بتهنئة بعضهم البعض، وتحضر الأسر البحرينية للعيد بشراء الملابس الجديدة والعطور والحلي والمأكولات التي يتميز بها الشعب البحريني. ولم تختلف العادات كثيراً بين الماضي والحاضر لدى الشعب البحريني.
هناك مظاهر وعادات قديمة في هذا اليوم السعيد، تزداد في مملكة البحرين وجميع دول مجلس التعاون الخليجي، ما زال الكثير منها قائماً حتى يومنا هذا، ومن هذه العادات تعطيل الأعمال حيث كان أبناء دول الخليج يعطلون أشغالهم لمدة أسبوع كامل ويتم التحضير للعيد قبل قدومه بفترة.
وترتيب البيت حتى يكون مناسباً بهذه المناسبة لاستقبال الضيوف، وتجهيز الملابس الجديدة حيث تُخاط للكبار وللصغار بأجمل التطريزات، وأجود أنواع القماش، وتجهيز الحلويات، وعرضة العيد حيث تقام الحفلات لها كامل النهار في أيام العيد، ويقوم الرجال بالرقص في العرضة بالبنادق والسيوف وينشدون الأناشيد الحماسية. وكل هذه المظاهر تكون من أجل إدخال البهجة والفرحة لقلوب الشعب في هذا اليوم.
يكون الاحتفال بالعيد في العادة مسبوقا بالعديد من التجهيزات له قبل انتهاء شهر رمضان الكريم بعدة أيام، سواء بتجهيز المنازل لاستقبال الضيوف أو تجهيز العيدية للصغار وشراء الملابس الجديدة، إن يوم العيد هو يوم البهجة والفرحة ولذلك يسعى الجميع إلى بث السعادة على من حوله من الأهل والأصدقاء والجيران وجميع المقيمين على أرض المملكة. ولا تكتمل فرحة العيد إلا بإعداد الأكلات الشعبية الخاصة بالمناسبة وأهمها”الهريس والثريد والبلاليط والعصيد”.
أبرز الأطباق البحرينية في أيام العيد:
من أبرز المأكولات البحرينية في أيام العيد، طبق الأرز واللحم والذي كان يسمى “غداء العيد” والذي كان قديماً يتم إعداده ليلة العيد حتى يكون جاهزاً في الصباح، ويتناوله الجميع بعد صلاة العيد مباشرة. إذ أنَّ طبق الأرز باللحم يكون مختلفاً في العيد عن الأيام العادية، حيث يسمى “مكلف” أي أنه يكثر فيه وضع حبات الهيل والزعفران والمكسرات والليمون الأسود والزبيب بصورة أكبر، وكان أحياناً يستبدل فيه اللحم بالسمك.
وفي ثاني أيام العيد تقدم أطباق السمك الروبيان المملح والمبهر، ويجب أنّ “غداء العيد” يطبخ على الفحم طوال الليل وتقوم الأسر والعائلات البحرنية بطبخ كميات كبيرة منه، حيث يتم توزيعه على الجيران والأقارب والفقراء وعلى باقي سكان المنطقة، مما يشكل نوعاً من التواصل والتكافل المجتمعي بين أهالي المنطقة ويدخل البهجة والسرور على الجميع.
ومن أهم الأطباق أيضاً هو طبق “الجدوع أو القدوع أو الفالة”، وهو وعاء ممتلئ بجميع أنواع المكسرات المحمصة والحلويات وأصبحت الشوكولاتة تحل محل الحلويات المحلية، وهناك أيضاً طبق “العقيلي” وهو نوع من أنواع الكيك بالزعفران وماء الورد.
ووجود العديد من الجاليات العربية والأجنبية أضاف أطباقاً جديدة على المطبخ البحريني في أيام العيد، مثل “الكعك والبسكوت” من مصر أو “المعمول” من الشام، و “الكليجة” من العراق، بالإضافة إلى أنواع الشوكولاتة المتعددة التي أصبحت منتشرة في السوق البحريني حالياً.