عادات وتقاليد الزواج في المالديف

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الزواج في المالديف:

تتميز طقوس الزواج في المالديف بشكل كبير عما هي عليه في الدول الأخرى، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة المعقدة، التي يتم في إطارها “الزواج” والخطوات المتعددة التي يتوجب على العروسين القيام بها من أجل إتمام عملية الزواج بالشكل الناجح.

ورغم أن طقوس الزواج في المالديف قد شهدت تطوراً مميزاً في شتى الجوانب على الصعيد الاجتماعي، إلّا أنها فقدت خلاله نسبة كبيرة من طبيعتها المعقدة، إذّ أنها لا تزال تبدو الأكثر تمايزاً في القارة الآسيوية قاطبة، وخصوصاً أنها لا تزال أسيرة عوامل واعتبارات يلتزم بها الشعب المالديفي، بدقة بغض النظر عن التغييرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع المالديفي عموماً.

يخدم الزواج في المالديف أهدافاً أساسية لا يمكن التهاون فيها على الإطلاق، وهي تُعتبر أصلاً خارج إطار أي مساومة، وأهمها تقوية الأواصر والترابط بين العائلات والمحافظة على النسل.

تبدأ مراسم الزواج في المالديف بتبادل ثلاثة أنواع من الخطابات:

1- الخطاب الأول: يكون عبارة عن كلام موزون يتقدم فيه أهل العريس في طلب يد الفتاه للزواج، الذي يؤكد الشروع في الإعداد الرسمي لهذا الطقس، ترسل عائلة العريس هذا الخطاب إلى عائلة العروس مصحوباً بالهدايا الأولى التي يرسلها العريس إلى عروسه.

2- الخطاب الثاني: عبارة عن الهدايا التي تُرفق بالهدايا الرسمية التي ترسل إلى عائلة العروس، وهو عبارة عن تسجيل لنوعية الهدايا المرسلة وحجمها.

3- الخطاب الثالث: يكون عبارة عن مراسم حفلة الزفاف التي يقوم أهل العريس بإرسالها إلى عائلة العروس في يوم الزفاف الحقيقي، ويعني تأكيداً لعملية إرسال العروس إلى منزل عائلة العريس.
تبدأ مراسم الخطوبة لدى أبناء الشعب المالديفي بطلب الزوج وموافقة أهل العروس على طلبهم، وتتم هذه العملية من خلال إرسال متحدث باسم أهل العريس، إذّ أنه لا يلبث أن يلعب دور الوسيط بين العائلتين، عندما يختار أهل العريس فتاة يجدونها مناسبة لابنهم يعمدون إلى إرسال هذا المتحدث محملاً بالهدايا إلى والدي العروس، ويطلبون منه نقل رغبتهم في تزويج ابنهم من تلك الفتاة.

في حال موافقة الأهل على الزواج ورد طلب الموافقة، يتم إبلاغ أهل العريس بهذا القبول من خلال المتحدث باسمهم، بعدما يطلب أهل العريس من أهل العروس وثيقة تفيد بتاريخ ميلاد العروس وفق التقويم المالديفي، وعندما تصل هذه الوثيقة إلى منزل عائلة العريس، يجري تعليقها في منزل العائلة الكبير طوال ثلاثة أيام؛ لاختبار ما إذا كانت ذات فأل حسن على المنزل أم لا.

ففي حال حدوث أي منازعات لو كانت بسيطة في منزل العائلة خلال فترة تعليق تلك الوثيقة أو في حالة حدوث سرقة لها، فإن الأمر يعتبر فألاً سيئاً ويتم صرف النظر عن طلب الزواج، لأن ذلك يعني برأيهم أن هذا الزواج ستقابله مشكلات عدة، أما في حالة عدم حدوث أي شيء يُرسل أهل الزوج مباركتهم لهذا الزواج إلى أهل العروس الذين يطلبون بدورهم وثيقة مشابهة لتاريخ ميلاد الزوج ويخضعونها للطقوس نفسها.

في الزمن الماضي كانت تستمر فترة الخطوبة لدى أبناء الشعب المالديفي لمدة لا تقل عن عامين أو أكثر، إذّ يتم خلالها عزل العروس المنتظرة في غرفة منعزلة في منزلها، ولا تُكلف القيام بأي واجبات في المنزل، وتصاحبها صديقاتها ممن لم يتزوجن بعد، وغالباً ما تنشد الفتيات بعض الأغاني التي تعبر عن حزنهن بسبب مغادرة العروس لمنزل عائلتها.

خلافاً للعادات المتبعة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية جميعها، إذّ تشهد الأيام التي تسبق الزواج فرحة عارمة واحتفالات يقيمها الأقارب والأصدقاء برفقة أهالي العروسين.

غير أن الوضع في المالديف مختلف تماماً عن بقية الدول الأخرى، حيث تلجأ الفتيات إلى إنشاد الأغاني التي تهاجم المتحدث باسم أهل العريس الذي ساهم في إتمام الزواج، وكذلك والدي العروس نفسيهما اللذين لا يسلمان من ألسنة صديقات العروس بسبب تفريطهما في ابنتيهما.

وأخيراً يأتي يوم الزواج المنتظر ويشهد هذا اليوم احتفالات خاصة تتوسطها عمليتا تجهيز شعر العروس وتتويج العريس بتاج الزواج.

وترمزهذه العملية إلى انتقال الفتى والفتاة من عمر الطفولة إلى مرحلة البلوغ ويمثل اللون الأحمر في ثقافة دولة المالديف مكانة مهمة في يوم الزواج وله دلالة كبيرة إذ انه يرمز إلى السعادة والسرور الأبدي في الحياة الزوجية، ولذلك فإنه يتم استخدامه بكثافة في تلك الاحتفالات.


شارك المقالة: