عادات وتقاليد شهر رمضان في بروناي:
اعتاد أهالي دولة بروناي استقبال شهر رمضان شهر المغفرة بطقوس مميزة وتبدأ فور التأكد من رؤية هلال شهر رمضان الكريم، كما يخرج الشعب في دولة بروناي ويكون غالبيتهم من المسلمين إلى الشوارع مهللين وتعلق الزينات وتضاء الفوانيس أمام المنازل، ويستمر السهر حتى السحور ثم صلاة الفجر بالمساجد، حيث يعتبر أول أيام الشهر الكريم إجازة رسمية. واعتاد أهالي بروناي على تناول العصائر كإفطار خفيف ثم يذهبون لصلاة المغرب ويعودون لتناول الإفطار الرئيسي.
وغالباً يكون أحد الأطباق المتواجدة على مائدة الطعام من الأرز مع اللحم، أو مع أنواع مختلفة من الأسماك ويتوسط المائدة طبق كبير من الشوربة، والتي يتم إعدادها من اللحم المسلوق أو الأسماك وأحياناً يضاف إليها بعض أنواع الخضراوات. وتتميز مائدة الإفطار في بروناي بالذوق الرفيع في تجهيز المائدة بالمفارش وأدوات الطعام المميزة، ويعتبر الأرز المحلى من الأطعمة الشعبية الأساسية خاصة في رمضان وهو مميز برائحته العبقة.
أما بالنسبة الفطائر والمخبوزات فتعتبر من الأطباق الجانبية التي تأخذ مكانها بصورة ثابتة مع تعدد الحشوات حيث يتم إعدادها من الطحين واللحم، وأحياناً يتم إضافة بعض البقول والفطائر يتم حشوها بأنواع من الأسماك أو الجمبري وفواكه البحر.
ومن أهم الوجبات التقليدية التي تحرص المرأة في دولة بروناي على طهيها في شهر رمضان “روني براتا“، وهي نوع من الخبز المقلي الذي يتم تقديمه مع السمك أو الدجاج بالكاري، فهو أحد الأطباق التقليدية وله شعبية كبيرة ومن الأطباق المميزة في ولائم رمضان “ليماك ناسي“، ويتم إعداده من جوز الهند والأرز والفول السوداني والبيض والخيار.
أما بالنسبة للشوربة الشعبية المميزة على موائد رمضان في دولة بروناي “سوتو” وهي عبارة عن حساء لزج يتم إعداده من الدجاج أو اللحم البقري، ويضاف إليه الكريمة وقليل من لبن جوز الهند وأحياناً بعض الخضراوات الطازجة.
عند حلول وقت السحور يفضل الشعب البروناي تناول أحد الأطباق المكونة من الأرز المحلى، أو بعض أنواع الفطائر أو الكعك المخبوزة أو المعجنات المحشوة بالفواكه مع العصائر الطازجة، ومن التقاليد الموروثة في شهر رمضان أن يقوم السلطان بحضور الاحتفالات الدينية في المسجد الكبير مسجد السلطان عمر علي سيف الدين ويشرف السلطان وعدد من الوزراء على إعداد طعام السحور لعامة الشعب في أول ليالي رمضان.
تعتبر دولة بروناي من أكثرالدول الإسلامية التي ترتبط بالإسلام وبالعادات الدينية والتقاليد المعروفة والقديمة، وبالذات أثناء الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية، ومن هذه الاحتفالات الاحتفال بشهر رمضان الكريم، الذي تأخذ الدولة من أول أيامه عطلة رسمية، وعادة ما يتحرى رؤية هلاله عبر تليسكوب خارج العاصمة، كما أن الصوم لا يرتبط فيها بالمسلمين فقط بل إن غير المسلمين تعودوا على الصيام؛ احتراماً للمسلمين الذين يشكلون الأغلبية وكدلالة على نجاح التعايش الاجتماعي.
ومن العادات المهمة في دولة بروناي، أن تقوم الدولة على إغلاق المحال التجارية جميعها وتغلق المطاعم أبوابها طوال فترة النهار، وتفتح مرة أخرى بعد وجبة الإفطار، حيث يستغل المسلمون الشهر الكريم في الطاعات وطلب العفو والمغفرة، ويحرص المسلمون في بروناي على عقد تجمعات بالمساجد بعد صلاة التراويح؛ ليقرأ كل من الموجودين سورة من سور القرآن الكريم حتى يختموا جزءاً كاملاً من القرآن يومياً.
تُعد دولة بروناي من الدول القليلة التي لا تضع قانون الغرامات والسجن على الأشخاص الذين لا يصومون في نهار شهر رمضان الكريم من غير المسلمين، ولمحبتهم لأصحاب الديانات المختلفة يُقدم غير المسلمين على صيام أيام من شهر رمضان؛ احتراماً للمسلمين من أصدقائهم.
ومنع القانون البرناوي من لا يصوم عن تناول الطعام أو التدخين في الأماكن العامة، وإذا وجد أحد الأشخاص غير صائم في هذه اأماكن، يتم معاقبته حسب القانون المتبع في هذه الدولة.