عادات وتقاليد شهر رمضان في قرغيزستان:
طقوس استقبال شهر رمضان الكريم في دولة قرغيزستان، تتميز أجواءها بمظاهرها المميزة ومحتواها الحضاري، وسط الجبال المرتفعة والمساحات الخضراء اليانعة وبحارها الكبيرة الصافية، التي تضم أكثر من 5 مليون نسمة مواطن من مختلف الأصول العرقية والثقافات، يُشكل المسلمون منهم نحو 80 في المئة من سكانها.
يوجد في دولة قرغيزستان يوجد العديد من العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك، التي تحافظ عليها جميع الفئات الصغيرة والكبيرة على حد ما، فلشهر رمضان في هذا البلد أجواء فريدة مختلطة بعبق تاريخ الأجداد القدماء، ومن هذه التقاليد الرمضانية الموروثة، يحرص أطفال قرغيزيا على ترديد أناشيد خاصة بالشهر الفضيل، في الشوارع والأحياء، مع توزيع الهدايا والحلوى، ويطلق على هذه الأناشيد اسم “جاء رمضان“.
يعمدون خلال هذه الأناشيد على قرع أبواب البيوت جميعها، والعمل على دعوة الناس للاستماع إليهم ومشاركتهم فرحة شهر رمضان الكريم، ويبدأ الأهالي في هذا الوقت تقديم الهدايا والحلوى والفواكه لهم وكذلك النقود.
كما تحرِص الأمهات في قرغيزستان دائماً على استقبال شهر رمضان الكريم بالعمل على تنظيف المنزل وتجهيزه بالكامل، والحفاظ على الالتزام بأن متطلبات الطعام متواجدة بشكل كامل، إما توفيرها بشكل يومي أو في بداية الشهر الفضيل، لأغلبِ ما يحتاجه البيت مِن الطعام في رمضان الكريم؛ حتى تكونَ على استعداد تام لإعداد الطعام بما يشتهيه أهل المنزل، ومَن يستضيفونهم.
كما تشهد الأسواق والمَحال التجارية والتجمعات الشعبية في جميع المدن القيرغيزنية، إقبالاً غير معتاد خلال شهر رمضان الكريم، ولا سيما تزداد في العاصمة بيشكيك التي توفر في أسواقها مختلف أنواع البضائع، ومنها الصناعات اليدوية، والأواني الفخارية، وكؤوس الشاي المزخرفة، والحِلي والملابس المطرّزة والعطور بمختلف أنواعها، والبهارات والفواكه المجففة اللذيذة.
تقاليد تنظيف المساجد في قرغيزستان في شهر رمضان:
عند حلول شهر رمضان الكريم في دولة قرغيزستان، يقوم كافة الأفراد بتجهيز المساجد بالكامل؛ ذلك استعداداً للترحيب بشهر رمضان الكريم وصلاة التراويح، وذلك من أجل منح أجود الخدمات للمسلمين طيلة أيام شهر رمضان الكريم، فالجميع يبذل أقصى ما في وسعه لتأكيد معاني الوحدة والاتحاد والسلام في شهر رمضان.
تشتهر دولة قرغيزستان بجميع أنحائها خلال شهر رمضان الكريم بتقاليد دينية، حيث تفوح مساجدها بقراءة آيات القرآن الكريم، وتضم أعداد كبيرة من المصلّين خاصةً في صلاة التراويح وليلة القدر، وهناك مجموعة من المساجد التي تحتضنها جمهورية قرغيزستان، ومنها الجامع المركزي في العاصمة “بيشكك” “BISHKEK” وهو مسجد منذ الزمن القديم بُني منذ أكثر من عشرين سنة، و”المسجد الأزرق” الذي يُزيّن المدينة القيرغيزية “نايرين” “NARYN” ويغمر بالمصلّين خاصة أيام الجمعة وخلال رمضان في مشهد تزيد جماله الهالة الإيمانية والطبيعة الخلابة.
تقاليد الطعام في قرغيزستان في شهر رمضان الكريم:
تنفرد وجبة الإفطار عن غيرها وتتميز بتميز المطبخ القيرغيزي الذي تتنوع أطباقه ومأكولاته الشعبية الكثيرة، ومن أشهر الأطباق “بيش بارماق” الذي يتكون من رقائق العجين ولحم الغنم، حيث تُطهى رقائق العجين في مرق اللحم مع إضافة البصل وبعض التوابل ويُمكن إضافة البطاطا، ويزيَّن الطبق عند التقديم بأعشاب خضراء كالكزبرة.
وكذلك الطبق الأكثر شهرة طبق “البلوف” الذي يتكون من الأرز ومكونات أخرى، وأقراص “مانتي” التي تتكون من عجين محشو باللحم أو الخضراوات، وتتزين المائدة القيرغيزية دائما بأجود أصناف الفواكه الطازجة والمجففة والتمور وأطباق الحلو مثل “تشاك تشاك” الذي يمزجون فيه العجين مع العسل.
للخبز في قرغيزستان أنواع متعددة، ومنها قطع رقائق العجين المقلية تُسمّى “بورسوك“، و”خبز نانت” الذي تخبزه ربّات البيوت في أفران التنور، وخبز “شباتي” المجفف والمسكوب عليه الحليب والسمن الطبيعي. وبالنسبة للمشروبات خلال شهر رمضان يعتبر الشاي المشروب الشعبي والذي يقدم في زبدية “سلطانية” مزخرفة، وهناك حليب الفرَس الذي يقدم خصيصاً في شهر رمضان.
طيلة أيام هذا الشهر المبارك أيضاً تعمل دولة قرغيزستان على تقديم دروس القرآن وصلاة التراويح، حيث يحضر كافة الخطباء العاملين في العاصمة القرغيزية، حلقات الفطور الجماعي وبرامج القرآن الكريم التي ينسقها أهالي المدينة، ويقومون كذلك بتعليم الأطفال القرآن الكريم خلال شهر رمضان، كما تشهد المساجد استقبال الأعداد الكبيرة في رمضان عن غيره من الأيام، وحضور أكبر عدد من المصلين، ومتابعتهم للدروس العلمية، وصلاة التراويح.
ويستعد العلماء في قرغيزستان بأفضل التجهيزات، في الصلاة أو غيرها، والاستعداد يكون من خلال ضبط آيات القرآن الكريم في الصلوات جميعها، والعمل على تقديم كافة الدروس العلمية والمواعظ للناس في شهر رمضان المبارك، حيث أكبر عدد يمكن أن يتجمع في هذه الأيام.