عادات وتقاليد عيد الفطر في إندونيسا:
عيد الفطر أو ما يعرف بِ “ليباران” وهذا هو الاسم المعروف لعيد الفطر في دولة إندونيسيا، وهو أحد الأعياد الدينية الكبرى المعروفة في إندونيسيا، ولكن كلمة ليباران هي الأكثر شيوعاً عند الشعب الإندنوسي، بينما “عيد الفطر” يشتهر بين الشباب الإندنوسيين الذين يرغبون في تقليد العرب أكثر.
تبقى إجازة عيد الفطر الرسمية لمدة يومين، وتعلن الحكومة عادة أيضاً بضعة أيام إضافية قبل أو بعد العيد، حيث يستفيد العديد من الأفراد والعائلات، وخاصة المسلمين من إجازة مدفوعة الأجر من مكان عملهم خلال هذه الأيام.
تزدحم أماكن التسوق والبازارات عادة بالناس خلال شهر رمضان الكريم في إندونيسيا وذلك لشراء مستلزماتهم وحتى أيام العيد للحصول على السلع المتعلقة بالعيد مثل الملابس الجديدة والأطعمة المختلفة، مما يخلق أجواء احتفالية مميزة وجميلة في جميع أنحاء البلاد.
كما تتسبب احتفالات عيد الفطر السعيد في الكثير من الازدحامات المرورية في الشوارع ، وتشهد البلاد واحدة من أكبر الهجرات البشرية المؤقتة على الصعيد العالمي، وهو العرف السائد حيث يعود العمال والطلاب إلى قراهم ومدنهم الأصلية للاحتفال مع عائلاتهم.
هناك حوالي 30 مليون من الشعب الإندنوسي يسافرون إلى مكان ولادتهم خلال عطلة عيد ليباران من كل عام، وتعرف هذه الهجرة السنوية في إندونيسيا باسم “موديك” وتعني الذهاب إلى منطقة الأصول “أوبولانغ كامبونغ” لعودتهم بعد ذلك إلى القرية، وأمام هذا التقليد السنوي الذي يصدر من المدن الكبيرة مثل جاكرتا وسورابايا باتجاه الأماكن الأخرى، فإن حكومة إندونيسيا توفر وسائل النقل الإضافية للتعامل مع الكم الهائل من المسافرين، بيد أن الأثر يبقى هائلاً مع ملايين السيارات والدراجات النارية في الطرق السريعة.
يطلق على الليلة التي تسبق عيد الفطر اسم “تاكبيران”، وتكون مليئة بأصوات المؤذنين الذين يرددون تكبيرات العيد طيلة الليل في المساجد والمصليات، وعادة ما يملأ الناس الشوارع، ويرددون التكبيرات معاً أيضاً، وفي أجزاء كثيرة من إندونيسيا وخاصة المناطق الريفية.
تضاء المشاعل والمصابيح والأضواء خارج وحول وداخل المنازل، مع إطلاق مختلف المفرقعات والألعاب النارية التي تضيء سماء إندونسيا، وفي يوم عيد الفطر بعد أداء صلاة العيد في الصباح يتجمع الناس بملابسهم الجديدة لتهنئة عائلاتهم وجيرانهم وأقاربهم.
وتتمثل عبارات التهنئة لدى أبناء الشعب الإندونيسي “سيلامات عيد الفطر” التي تعني “عيد سعيد”، ودعوة للتسامح تعني حرفياً “العفو بيننا ظاهراً وباطناً”، وبعدها يتزاور الناس فيما بينهم، فيخصصون الزيارات الأولى للعائلات القريبة واليومين الثاني والثالث للأصدقاء والعائلات البعيدة، كما تسمى الزيارات في إندونيسيا “حلال بحلال” وفيها تقدم الأسر وجبات خاصة خلال هذه الأيام مثل “كيتوبات وآيام أوبور ورندانج وسامبال غورنغ أتي”، وتتمثل حلوياتهم في “ليمنج” وهو عبارة عن طبق من أنواع كعكة الأرز اللزج المطبوخ في الخيزران، إضافة إلى أنواع مختلفة من الأطباق الحلوة.