عبد الله بن قيس الجاسي قائد الأسطول الإسلامي في الشام

اقرأ في هذا المقال


نهاية عبد الله بن قيس الجاسي قائد الأسطول الإسلامي في الشام:

قام معاوية بن أبي سفيان باستعمال عبد الله بن قيس الجاسي على البحر وهو حليف بني فُزارة، فعمل على غزو خمسين غزاة ما بين شاتية وصائفة في البحر، وخلال هذه الغزوات لم يغرق أحد ولم ينكب، وكان عبد الله دائم الدعاء لله تعالى بأن يرزقه الله العافية في جنده، ولا يبتليه بأن يصاب منهم أي مكروه، وحتى وإن أصابه المكروه هو وحده، فخرج من قاربه طليعة حتى وصل لمرفأ بأرض الروم وعليه سؤَّال يعترون.


عندما خرج السؤَّال أمام عبد الله بن قيس الجاسي تصدَّق عليهم ، فرجعت امرأة من الواتي كان يسألن فضل الصدقة إلى قريتها، فقالت للرجال: هل لكم في عبد الله بن قيس؟ قالوا: وأين هو؟ قال: في المرفأ، قالوا: أيا عدوة الله، ومن أين تعرفين عبد الله بن قيس؟ فوبَّختهم، وقالت: أنتم أعجز من أن يخفى عبد الله على أحد، فذهبوا له إلى المرفأ وهاجموه وقاتلوه وقاتلهم.
وأصيب عبد الله بن قيس وحده، وأفلت الملَّاح حتى أتى أصحابه فجاءوا حتى قتلوه وكان منهم الخليفة، وخرج لقتالهم وضجر وبدأ يعبث بأصحابه ويشتمهم، فقال جارية عبد الله بن قيس: واعبد الله، ما هكذا كان يقول حين يُقاتل! فقال سفيان بن عوف: وكيف كان يقول؟ قال: الغمرات ثُمَّ يُنجينا وأُصيب المسلمين يومئذ، وذلك آخر زمان عبد الله بن قيس الجاسي.
عند سُئلت المرأة التي كشفت أمر عبد الله بن قيس الجاسي بأنها كيف عرفته قالت: كان كالتاجر، فلما سألته أعطاني كالملك، فعرفت أنه عبد الله بن قيس، وهكذا يكون أمر الله بأن اختار لهذا القائد العظيم الشهادة في وضع لا يضر بسمعة المسلمين البحرية، إذ كان يخرج لوحده حتى يستطلع أمر أعدائه ويراقب تحركاتهم، فكانت تلك المرأة الذكية التي أبصرت غورها من نساء تلك البلد.
إذ إن تلك المرأة رأت ذلك الرجل والذي هو عبد الله بن قيس الذي كان يظهر بأنه تاجر من مظهره الخارجي ولكنه كان يُعطي كالملوك، فعرفت أنه قائد المسلمين الذي كان يُدوِّخ المحاربين في تلك البلاد، وكانت سماته وعطائه لغير المسلمين سبباً كافياً لكشف أمره ومعرفة مركزه المرموق، ليقضِ الله أمراً كان مفعولاً، فيتم الهجوم عليه والشهادة في ذلك المكان والزمان.
وبهذا يكون عبد الله بن قيس الجاسي قد أعطى قادة المسلمين درساً، وكان لهم المثل الأعلى في الشجاعة والتضحية بأن تتم الإنجازات الكُبرى على أيديهم، وأن قيام عبد الله بتلك المهمة كان شجاعةً كبيرة بأن يضحي بنفسه بالرغم من الخطر الذي يمكنه الحصول حينها، ولكنه اختار أن يكون هو كبش الفداء وليس أحد جنوده.



شارك المقالة: