علاقة الثقافة بالمجتمع

اقرأ في هذا المقال


علاقة الثقافة بالمجتمع:

تعتبر الثقافة مصطلح اجتماعي يعكس مدى علم الأفراد في كافة أنحاء المجتمع الواحد للمنظومة الاجتماعية التي يتأقلمون معها، من عادات وتقاليد وأعراق وطقوس وأنظمة معروفة ومشتهرة.

ومن الواجب على أفراد المجتمع أن يتأقلمون مع التوجه العالمي للثقافة في حدود أعرافهم، والتأقلم مع التجديد الحاصل في المجتمعات بهدف التطوير والتعايش البناء.

فكل إنسان يحمل مجموعة من المصطلحات والشعائر والتصورات الإدراكية التي تمكنه من فهم الكون والحياة الاجتماعية.

وبناء على ذلك، فإن محتوى مصطلح الثقافة التي ينتهي بشكل تام من دون وجود المجتمع، وكم أن المجتمع ليس له معنى بدون ثقافة ومن هنا نشأ الالتزام والتداخل بين الثقافة والمجتمع، ذلك الالتزام الذي أكدت عليه معظم الدراسات الثقافية والاجتماعي والأنثروبولوجية، خاصة بعد أن تحول الاهتمام والنظر إلى الثقافة من البعد الفردي إلى البُعد الاجتماعي.

وعليه، حاول أحد الدارسين في علم الاجتماع البحث عن التراكيب والمصطلحات المتعددة والمختلفة لمفهوم الثقافة فلوازم ومعاني هذه الكلمة كما يتحدث هذا الباحث تتعدد بحسب ما نعنيه من اسهامها بنمو الأفراد، أو نمو فئة أو طبقة، أو نمو مجتمع بأسره لكن الأساس عنده هو ربط معنى الثقافة بالمجتمع، لأن ثقافة الفرد في تصوره تتوقف على ثقافة الفئة أو الطبقة، وثقافة الفئة أو الطبقة تتوقف على ثقافة المجتمع كله والذي تنتمي إليه تلك الفئة أو الطبقة.

أما بالنسبة إلى خلو الصورة عند العالم الذي قدم انتقاده من الأساس الاجتماعي وفي نظر العالم تيري إيجلتون، أن الثقافة كان البد لها أن تحتفظ ببعدها الاجتماعي، لكي يكون بإمكانها فاعالا ومؤثراً، ولم يعد باستطاعتها أن تقفز عائدة إلى معناها الباكر حسب وصف أن تمثل نقدا إيجلتون، والخاص بالتهذيب الفردي.

تعريف تايلور للثقافة:

وكما يعد تعريف تايلور للثقافة على أنها ذلك الكل المزيج الذي يشمل الشعائروالفن والأخلاق داخل المجتمع والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يأخذها الإنسان بوصفه عضواً أول تعريف يدعم العلاقة بين الثقافة والمجتمع.

ومن المفاهيم التي ربطت الثقافة بالمجتمع حديث أحد علماء الاجتماع عن مصطلح الثقافة، وشكلها الأكثر بروزاً الذي تحدث عنه الدكتور الفاروق زكي بأنه من أبسط مفاهيم الثقافة ، حيث عرفت واشتهرت في أواخر خمسينات القرن الماضي، بقوله: “إن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه، أو نقوم بعمله، أو نتملكه كأعضاء في مجتمع”.

لشدة الترابط القائم بين الثقافة والمجتمع، ظلت هذه العلاقة محور جدل بين الباحثين في ونظراً الدراسات الثقافية والاجتماعية حول: هل أن الثقافة هي التي تكون المجتمع ، أم المجتمع هو الذي يصنع الثقافة، وهل هناك مجتمع للأفراد قبل الثقافة، أو ثقافة قبل المجتمع؟ وأمام مختلف هذه التساؤالت الثقافية وجد الباحثون صعوبة في تحديد أسبقية أحدهما عن الآخر لذلك، تركز اهتمام العلماء الاجتماعيين على الأبعاد المشتركة بينهما.

من القيم والعلاقات الاجتماعية تكون بشكل يتبادل مع الأشكال الثقافية الأخرى إلى أنه في الحقيقة، هناك علاقة تبادلية بينهما، فكل على الأخرى ويقويه، فالمؤسسات تولد مجموعات متميزة من التفضيلات المتعددة الأخرى، كما أن الالتصاق والتعلق بقيم معينة يضفي التساؤل حول ما الذي يأتي أولا، أو ما المشروعية على الترتيبات المؤسسية المناسبة لها وإذا تم طرحن الذي يجب إعطاؤه أولوية سببية فهو أمر متعذر.

“وإن الترابط والتماسك قوي بين المفهومين الثقافة والمجتمع ىمن وجهة نظر البعض وفي المحور الاجتماعي الرئيسي يعتبر كذلك، وحتى لو من الممكن التباعد النظري بينهما، إلى أن الظواهر التي تعبرعنها يمكن أن تنفصل بعضها عن بعض في الحقيقة والواقع”.

فالثقافة لا تتكون إلا من خلال تواجد المجتمع نفسه، ثم إن المجتمع الذي يتكئ على الثقافة إلا أن الثقافة تعد الطريق المتميز لحياة الجماعة، ونمط متكامل وشامل لحياة الأشخاص، ومن ثم تتكئ الثقافة على وجود المجتمع، ثم أنها تمد المجتمع بالأدوات اللازمة للحياة فيه.

لقد شاركت الثقافة في تطوير وتحديث المفهوم العام والخاص للمجتمع، كما شارك المجتمع في تقدم مفهوم الثقافة ولهذا، كما قال أحد الكتاب : “إن اعتقادي للثقافة هو أنها من خلق المجتمع ككل، إذ هي من وجهة أخرى ما إنها ليست من خلق أي جزء واحد من ذلك المجتمع الثقافي”.


شارك المقالة: