علاقة الثقافة بالهوية

اقرأ في هذا المقال


علاقة الثقافة بالهوية:

في أغلب الأوقات ما يرتبط البُعد الكبير للنجاح الذي حصل عليه مفهوم الثقافة بواسطة مفهوم آخر وهو مفهوم الهوية فلسفياً بأنها تعبر عن حقيقة الشيء أو بمفهوم الثقافة، فنقول: “الهوية الثقافية”، ويُعّرف المعجم الوسيط” وفي تعريفه لمصطلح “الثقافة” من منظور التصوف، بذكر المعجم أنه ُهَو الشخص التي تميزه عن غيره ضمن نطاق هذا العالم العالم الباطني، ويطلق عليه اسم “أبطن البواطن”.

الأمر الذي لا يصح مشاهدته للغير كأمر الهوية التي تعتبر هي الطريقة الوحيدة إلى تحديد عِرق وجنس الشخص، وكما يفسر المعجم معنى آخر للهوية حين تُضاف إلى كلمة “بطاقة”، أو تُوصف بالنعت الرئيسي ل “الشخصية”، تلك التي تجعلنا نحصل على المصطلح بشكل كامل وهو ما يسمى “بطاقة الهوية أو الشخصية”.

الحديث المتداول في هذا الوقت، فيذكُر فيه أن الهوية كرت يثبت فيه اسم الشخص وجنسيته ومكان ولادته وعمله ويعرف أحد الكتاب والمترجمين الهوية بأنها: “واحدة من الحقائق المطلقة التي تضم جزء من الحقائق الرئيسية التي تتميز باشتمال النُّواة على الشجرة في الغيب المطلق”.

تعد الهوية دليل على مميزات مترابطة لمجموعة من البشر، تميزهم عن الآخرين ويرتبط مفهوم الهوية وتشكلها بواسطة عمليات التنشئة الاجتماعية وما يحمله الفرد من معايير وقيم ومعتقدات، ويرى أحد المترجمين أن هوية الإنسان هوية ثنائية: بيولوجية وفيزيولوجية من جهة، ورموزية ثقافية من جهة أخرى.

إن الهوية مصطلح متعدد النواحي والمستويات، يرتبط بمفهوم الناس وتصوراتهم لأنفسهم، وما يعتقدون أنه مهم في حياتهم كالجنسية أو العرق أو الطبقة أو المكان الذي يسكنها.

تعتبر الهوية الشخصية التي تعمل على وضع الحدود المميزة لجميع الأشخاص، وكما تضم التنمية الذاتية التي نرسم بواسطتها ملامح مميزة لأنفسنا ولعلاقتنا مع العالم من حولنا، والثقافة جانب مهم من مكوناتها ودلالاتها، فهي حقول من الخبرات والتجارب والمنجزات الثابتة لغوياً ومعرفياً، والتي يمكن من خلالها تمييز الهويات.

ومن ناحية الجانب الثقافي، فالهوية لا تعتبر موضوع مغلق، وإنما هو موضوع متحول باستمرار وليست الهوية، وهي تحقق انجازاً، وإنما هي قيم ذات جودة عالية قابلة للتنزيل مجتمعياً في بيئة تتجدد فيها بفعل فهم الإنسان ووعيه، يسبح في فضاء من المعلومات وكما يملك قدرته على مواجهة مشكالت حياته وعصره، كما أن الهوية ليست مطلقاً ثقافياً، وإنما هي أمور ذات طوابع إنسانية فردية أو جماعية، تنصهر في ذات ثقافية تقوم على التعدد والوحدة.

وعلى الرغم من أن مفهوم الثقافة والهوية الثقافية مرتبطان، إلا أنه من اللازم والواجب الخلط بينهما، بل هناك أمور معينة، حيث يمكن للثقافة أن تعمل بدون وعي للهوية، بينما يمكن لاستراتيجيات الهوية أن تعالج فروق الثقافة أو تغيرها.

وبالتالي، الذي يبقى هناك شيء يتشارك مع الأحداث التي كانت لها مكانة كبيرة في الماضي، وقد تعمل الثقافة على إنشاء وعياً كبيراً؛ ذلك لأنه موجود في جزء كبير منها، عن عملية اللاواعية، أما الهوية فتحيل إلى معيار انتماء يجب أن تكون وتقوم على تعارضات ثقافية رمزية.

فكرة الهوية الثقافية في الخمسينيات:

ومثلاً لقد تحولت فكرة الهوية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصطلح له وزنه وأثره في نهاية الخمسينيات، وذلك الأمر يرجع إلى تعدد الأقليات كالسود، ويرى العالم السويسري بارث أن مفهوم الهوية الثقافية بمثابة أمر علائقي يسمح بتجاوز خيار الموضوعية الذاتية، فهو يعد الهوية شكلاً من أشكال التقسيم إلى فئات.

وما يهمنا هو البحث في الصفات التي يستخدمها كافة أفراد المجموعه المستقلة لتأكيد التميز الثقافي والمحافظة عليه كما يرى أن بعض الأفراد الذين يشكلون مجموعة مترابطة، وكما يمكنهم العلم بالعديد من المبادئ الثقافية الرئيسية، كذلك باعتبارهم على أنهم أشخاص محددين بشكل مطلق وذلك من خلال انتمائهم الثقافي، لأنهم هم الممثلون الذين ينسبون الدلالة إلى هذا الانتماء تبعاً للحالة العلائقية التي يجدون أنفسهم فيها، وهذا يعني أن الهوية تتشكل ويعاد تشكيلها باستمرار من خلال التبادلات الاجتماعية.

قام العالم بارث في وضع تحليل لأمرالهوية الثقافية، ذلك الذي يقوم بتسهيل عملية التخلص من الخلط الشائع بين مصطلحي الثقافة والهوية، فإن التطبّع بطابع ثقافة معينة التي يقتضي فيها أمر امتلاك هوية خاصة، مثل التطبع بطابع الثقافة الأمريكية من حيث العلوم والدراسات واكتساب اللغة، الذي يقوم باكتساب الهوية الأمريكية.


شارك المقالة: