علاقة السلطة في نظرية الصراع عند رالف دارندورف:
يعتني رالف دارندورف بعلاقات السلطة، التي تسمح بتشكل جماعات الصراع بصورة نظامية داخل التنظيمات، إن أهمية جماعات الصراع هذه، تكمن في أنها تنتج عندما تمارس السلطة، وهذا يعني أنه في كل المجتمعات وتحت الظروف التاريخية، يمكن الكشف عن ما يلي:
- إن علاقات السلطة هي باستمرار علاقات سيطرة وخضوع.
- عندما توجد علاقات السلطة، فإن عنصر القوة يتوقع اجتماعياً أن يسيطر بموجب الأوامر والتعليمات، والتقديرات والتحديات الواقعة على أداء العنصر الخاضع.
- إن التوقعات المنتسبة باستمرار تنسب بالمواقع الاجتماعية ذات الشرعية؛ ﻷنها لا تنتسب باﻷشخاص.
- إن التوقعات تشمل على تحديدات للأفراد الملزمين للسيطرة، وفضاءات مسموح بها لمن يسيطرون، والسلطة إذ تتميز عن القوة، فإنها لا تتضمن سيطرة معممة على الأفراد.
ويوضح رالف دارندوف بهذا الخصوص: أن تعريف السلطة يعتبر حاسماً وحرجاً، فالمدير الذي يريد السيطرة على الناس خارج حدود سلطته ليصل إلى حياتهم الخاصة في إطار السلطة، فإنه يتعدى الخط الفاصل بين السلطة والقوة، فعلى الرغم من أنه يمتلك سلطة على الأفراد في مكانه، فإن سلطته تتخذ شكل القوة، عندما يذهب خلف الفضاءات الشرعية، وهذا النوع من التعدي موجود في مختلف علاقات السلطة. - إن شرعية علاقات السلطة تشمل إحدى وظائف النسق القانوني أو العادات والمعايير شبه القانونية، حيث أن العقاب يكون نتيجة لعدم الخضوع للأوامر، ولذلك فإن السلطة ذات وجهين، فهي من جانب تنتج الصراع، ومن جانب آخر تقدم تسهيلات وظيفية للمجتمع ككل.
في إطار علاقات السلطة يميز رالف دارندورف بين السيطرة والخضوع، وهما المزدوجية التي تولد الصراع، فالسيطرة تعني المشاركة في ممارسة السلطة، أما الخضوع، فيشير إلى الافتقار من السلطة، أو الاستبعاد من ممارسة السلطة، إن الصراع يخلق بين موقع السيطرة ومواقع الخضوع، حيث أن مصالح هذه المواقع متعارضة في جوهرها وفي اتجاهها، ويثبت رالف دارندروف أن المصالح هنا تتصل بالأفراد، أي رغبتهم بفعل شيء ما، وليست خاصية للموقع، وهي بهذا المفهوم تتمثل مصالح كامنة، تختلف عن المصالح الموضوعية المرتبطة بالمعايير المؤسسية.
يرى رالف دارندورف أن الفرق بين القوة والسلطة، يتمثل في أن القوة ترتبط بالضرورة بشخصية الأفراد، بينما تتمركز السلطة في المواقع والأدوار التي ترتبط بالتوقعات التي تكون مستقلة عن الأشخاص.