علاقة الملك عبد العزيز آل سعود مع أعوانه ورعيته

اقرأ في هذا المقال


 علاقة الملك عبد العزيز مع رعيته:

لقد كتب الكثير من الكتّاب عن صفات الملك عبد العزيز آل سعود وطريقة تعامله مع الأشخاص المحيطين به، والذين يثق بهم ممن حوله، وهنا نشير إلى جزء من بعض ما كتب في الكثير من الكتب، لقد كُتب بالشكل الخاص عن حياة الملك اليومية، وكذلك مواقفه مع الأشخاص والكثير من الأحداث، حيث تكشف الكتب والأشخاص الذين  عاشوا معه عن طبيعته السامية وأخلاقه الرفيعة حيث سارت حياته فكان أميراً ثم اصبح سلطاناً وبعدها ملكاً مسلم عربي.

وذكر طريقة الملك في التعامل مع الأشخاص المحيطون به ورعيته، أو في تعاملة مع القوى المجاورة، حيث كانت الصفات في الملك عبد العزيز آل سعود صفات حاكم عربي مسلم، فليس غريباً أن تجتمع في الملك، ولكن الشي الغريب هو عدم توافرها في غيره من الملوك والحكام الذين عاصروه، حيث تميز الملك عبد العزيز عن الحكام الذين وجدوا في عصره.

إنّ الإمارة والملك والسلطان تحتاج إلى الكثير من الصفات والمؤهلات الذاتية، فمن يتمتع بهذه الصفات وهم قلة في جميع الأماكن والأزمنة هم الذين يكتب عنهم التاريخ ويخلّد ذكرهم بين حكام المسلمين، وقد كان من أهم هؤلاء الملك عبد العزيز آل سعود، حيث كان ملك إمام  وملك في عصره، وكان من أهم ما تميز به الملك هو معرفته في الأشخاص، كان الملك عبد العزيز يحسن اختيار من حوله من الأعوان والرعية، حيث يحتاجون لمن يقدم لهم الخدمه ومساعدتهم في إخلاص وأمانة، عندما يقوم الملك في اختار أعوانه لا يتأثر في العاطفة حيث كان أساس اختياره لهم هو الأمانة والقوة والإخلاص في العمل،ولم يتقيد الملك عبد العزيز في الاختيار من اقاربه بل إنّ الملك تجاوز ذلك إلى عدم اعتبار الجنسيات في اختياره لأعوانه.

لقد عمل مع الملك  خبراء ومستشارون وسفراء من العرب والمسلمين من المملكة، وكذلك عمل معه من الدول الأُخرى، فعمل معه المصري واللبناني والليبي والعراقي وغيرهم، فتمكن هؤلاء من النجاح بالبقاء في البلاد وكان ذلك دليلاً على لين وحُسن معاملة الملك لهم، لم يكن أعوان الملك ورعاياه بعيدين عنه ولم يكن الملك من النوع الذي يقوم في إصدار التعليمات والأوامر لهم، بل كان يقوم في الاجتماع بهم ومشاورتهم في العمل، وهذه السمة العامة للعمل لدى الملك عبدالعزيز  فيقوم بذلك في الإشراف عليهم وتقييم عملهم.

كانت هناك اجتماعات مختصة لتقوم في دراسة الأمور السياسية، وكان يحضرها والده الإمام عبد الرحمن والعلماء ومستشاري الملك عبد العزيز، وفي بعض الأحيان كانوا رؤساء العشائر يحضروا مجلس الملك قبل أنّ يكتمل التنظيم الإداري للمملكة، وأيضاً هناك الاجتماعات العامة التي كانت تضم مئات الأشخاص منهم العلماء والأعيان وأمراء المدن، وكان الملك عبد العزيز يمنح الثقة لمن يقوم في تعينه على أمور البلاد، ومن أقواله التي تشير إلى حكمته في التعامل مع أعوانه: “لا أريد أوهاماً، بل حقائق، أريد رجالاً يعملون، فإِذا اجتمع أولئك المنتخبون، وأشكل عليّ أمر من الأمور رجعت إِليهم في حله، وعملت بمشورتهم” .

كان جدير في اختيار الأعوان صفةٌ في الملك منذ شبابه، وعندما رغب على استرداد الرياض كان معه 40 رجلا من آل سعود والتابعون لهم،والباقي من الرجال الذي بلغ عددهم العشرين، وقد تفقدهم قبل أن يترك واحة يبرين، وأخبرهم في نصيحة والده له وهي العودة إِلى الكويت، وخيرهم بين الاستمرار معه في هذه المهمة، وبين الرجوع للراحة والأمن والسلامة، ولكنهم جميعاً بقوا معه، وقبلوا قيادته.

 مواقف الملك عبد العزيز مع رعيته:

كان الملك على رأس أعوانه في الخطر، وأولهم في العمل ومواجهة العدو، وليس كل الملوك والقادة يقومون في ذلك، وما يكون من عمل بين الناس والأمراء والولاة. لم يكن هناك شيء يمنع الملك عبد العزيز من العدل حتى لو كان شخص من أفراد عائلته فقد طبق القانون على الجميع، وفي يوم أُخبر الملك  إنّ بلدية مكة قصرت في بعض المهام المطلوبة منها، فقام في استدعاء مجلس الشورى، وقام في لوم الأعضاء على السكوت مجاملةً لأن أحد الأعيان كان على قرابة من الملك عبد العزيز، وقام الملك في عزل المسؤول الذي قصَّرَ في عمله حتى وإنّ كان مقرباً منه، وولى غيره.


شارك المقالة: