علاقة الملك عبد العزيز مع الأسرة الحاكمة

اقرأ في هذا المقال


الأعمال الخيرية للملك عبد العزيز على الصعيد الشخصي:

لقد كان الملك عبد العزيز آل سعود يقوم بالعديد من الأعمال الخيرية الخاصة والعامة التي كان يقدمها لرعيته وغيرهم في داخل البلاد وفي خارجها، فإنّ الملك عبد العزيز يقتدي بتأدبه بآداب القرآن الكريم، وكذلك بتعلمه تعالیم الرسول صلی الله عليه وسلم والتزامه بتلك التعاليم، فكان الملك لم يغفل عن توجيه الاهتمام اللازم بشؤون الأقربون من الأسرة من آل سعود.

فقد عرف عن الملك عبد العزيز رحمه الله بحرصه الكامل على صلة الرحم وعلى حسن العلاقة فيما بينه وبين أفراد أسرته من آل سعود أو فيما بينهم أنفسهم، وكذلك عرف عنه رحمه الله بحرصه الكامل على تقدير والده الإمام عبد الرحمن الفيصل رحمه الله، كما اشتهر عن الملك عبد العزيز في الوقت نفسه الأهتمام بشؤون أفراد الأسرة وقضاء ما تحتاج إليه من الشؤون العامة والخاصة، مع الحرص على إقامة العدل والمساواة في ذلك بينهم وبين الرعية.

فقد اهتم الملك عبد العزيز اهتماماً بالغاُ في تربية أفراد الأسرة وتعليمهم وتأديبهم حتى أصبحوا نماذج مقتدى بها في هذا الشأن، بالإضافة إلى اهتمامه بجوانب الرعاية والخير الخاصة والعامة التي قدمها الملك عبد العزيز لأفراد أسرته.

صلة الرحم بين الملك عبد العزيز وأفراد أسرته:

لقد اشتهر عن الملك عبد العزيز رحمه الله بصلة الرحم وحسن العلاقة بأفراد الأسرة من آل سعود، ويتضح ذلك من خلال عطفه الكامل والتام على أفراد العائلة من آل سعود حيث كان لا يفرق في ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين صغیر و کبیر، فالجميع منهم وبحسب منزلته وحاله مكانة عالية عند الملك، فقد اهتم الملك بالجميع على السواء وكان ممّا يذكر له في هذا الشأن حرصه على تفقد أحوال نساء الأسرة من آل سعود والسؤال عنهنّ والاجتماع بهنّ، فهو مع الكثير من المهام المطلوبة منه إلا أنّه خصّص لهنّ أوقات محددة في الوقت ما بين المغرب والعشاء من ليلة الجمعة، بحيث أصبحت تلك الأوقات معروفة عند الجميع.

كما هو معتاد لدى الملك عبد العزيز فقد كان يقوم في عزيمتهم على الغداء في القصر بعد الظهر من يوم الجمعة، فلا يتخلف منهن أحد، حيث كان يتفقدهن جميعهم ويسأل عن كل واحدة باسمها، فإن افتقد منهنّ أحد وعلم أنّها مريضة بادر بالقيام بما يلزم لها من إرسال طبيبه الخاص للكشف عليها وإجراء العلاج اللازم لها، ومن ثم يقوم الطبيب برفع تقرير له عن حالتها، كما كان يقوم  بالإضافة إلى ذلك على الاتصال بها عن طريق التلفون للسؤال عن أحوالها والاطمئنان عنها.

من أهم الأحداث التاريخية على مكانة المرأة من آل سعود لدى  الملك عبد العزيز ما قامت بذكره المصادر التاريخية عن العلاقة الودية المشتركة بين الملك عبد العزيز وبين أخته الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل أكبر شقيقات الملك عبد العزيز التي شاركت الملك الاغتراب في الكويت، والتي كان لها دور هام في شد وتشجيع همة أخيها الملك عبد العزيز في استرداد ملك آبائه وأجداده، وحين استقر الملك عبد العزيز عادت أخته مع من عاد إلى أرض الوطن، وتزوجت من الأمير سعود بن عبد العزيز بن فيصل بن تركي بمبادرة خير من الملك عبد العزيز، ورغم ارتباطاتها العائلية إلّا أنّ علاقاتها بأخيها قد ازدادت حتى أصبحت زيارته لها مرتين وبشكل يومي من عادته الجميلة التي لا يتركها إلّا في السفر أو عند الظروف الطارئة.

وكان للأميرة نورة دور هام في مساعدة الملك عبد العزيز حيث كانت رحمها الله  العين الأول له في الاهتمام بشؤون الأسرة ودلالته في هذا الجانب، وكانت كذلك  موضع أسراره، لقد عرف الشعب العام والخاص إنّ لهذه المرأة أدوار كبيرة في الشفاعة عند الملك عبد العزيز فطلبوا شفاعتها وكثيراً ما كانت تعمل الخير وتفعله، فكانت أشبه بمستشار شخصي للملك.

الأحداث التاريخية التي تشير إلى حسن علاقة الملك عبد العزيز بأفراد عائلته:

وتذكر المصادر التاريخية العديد من الدلائل التي تشير على حسن العلاقة والتشاور بين الأخ وأخته فيما يصلح أحوال الأسرة من آل سعود أو أحوال بعض الأسر من الرعية، ومن تلك الشواهد التي تدل على طبيعة العلاقة بين الملك عبد العزيز وشقيقته الأميرة نورة، الرسالة التي بعثتها في عام 1339 هجري رداً على رسالة من الملك عبد العزيز.

وجاء بموجب الرسالة ما يلي: قيامه بالطلب منها العناية العامة بوالدة ضيدان ابن حثلين، وتخبره عن وضعها كما تخبره عن أخبار الأسرة العامة، حيث تقول فيها: الخط المكرم وصل، وسرنا طيبكم وصحة أحوالكم، تذكر أدام الله وجودك من طرف أم ضيدان، والذي جنابكم يوصي عليها إن شاء الله ما أمرتم على الرأس، وقدمت علينا وهي الآن لدينا، نبشر جنابك عن الأطفال والعنود وأنّهم طيبين ونسرك أحوالهم، ولا حدث من الأخبار ما يوجب رفعه إليك إلّا دايم العافية، إلّا سعود ابن عبد الرحمن جاءه ولد عساه مبارك، نرجوا من الله أن يديم لنا حياتك وسلامة عمرك وعز الإسلام، هذا ما لزم تعريفه جنابك ومن عندنا سيدي الوالد والعيال كافة طيبين ويسلمون ويردونك دائماً سالماً محروساً.

وممّا يذكر الملك عبد العزيز في هذا الشأن قيامه بالاهتمام بشؤون أفراد الأسرة العامة والخاصة وحرصه رحمه الله على تأمين احتياجاتهم على مختلف مستوياتهم وأعمارهم. حيث كان الملك عبد العزيز مدركاً الحمل المادي والمعنوي الذي يعانيه أفراد الأسرة من آل مسعود في المجتمع السعودي، والذي يتطلبه منهم نفقات كبيرة مقارنة بغيرهم من أفراد المجتمع الآخرين، ولذلك فقد كان رحمه الله مهتماً بتتبع شؤون الأسرة العامة والخاصة.

فقد أظهر الملك عبد العزيز حرصه رحمه الله على تأمين حاجاتهم المالية والغذائية في مختلف مراحل حياته، كما يدل على ذلك العديد من الأحداث والمصادر التاريخية، ومن نماذج ذلك الخطاب الذي أرسله الأمير محمد بن عبد الرحمن الفيصل أخر أبناء الملك عبد العزيز إلى محمد بن شلهوب، ففي ذلك إشارة على مدى وكبر الاهتمام الذي أولاه الملك عبد العزيز في الأسرة الحاكمة.

فقد كان ذلك الاهتمام من الملك في مختلف الجوانب، دليل على عدل وسخاء الملك وحسن خلقة وتربيته، فلم يغب عن باله أي فئة من فئات المجتمع في المملكة إلّا وقد حرص على تأمين احتياجاته، فقد عد الملك عبد العزيز من الحكام العظماء على مر العصور التاريخية، المتمثل في ورعه وإلمامه في جميع السّمات والصفات الحسنة الحميدة، لذلك أخذ قدوة للشعب بالشكل الخاص والحكام بالشكل العام.


شارك المقالة: