علاقة علم الاجتماع بالأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


علاقة علم الاجتماع بعلم الإنسان:

تدرس الأنثروبولوجيا موضوعات متنوعة، ولذلك فهي ترتبط بالعديد من العلوم الأخرى، مثل علم الآثار، وفي وصف بقايا الثقافات الماضية، والأنثروبولوجيا، هي العلم الذي يدرس نشأة وتطور الأشكال الاجتماعية، والعادات الإنسانية، والاثنوجرافيا وهي الفرع الذي يهتم بالدراسة الوصفية المقارنة للأحداث والظواهر الثقافية التي توجد في زمن واحد، وكذلك للأنثروبولوجيا علاقة بالتاريخ الثقافي، واللغويات وبعض العلوم الطبيعية، وعلوم الحياة.

وهناك فرعان متميزان من فروع الأنثروبولوجيا يهتمان بدراسة البناءات الاجتماعية، والثقافية للمجتمعات، والنظم والعلاقات وأوجه التفاعل الاجتماعي، وبالتالي فإنهما يشاركان علم الاجتماع في اهتماماته الأساسية، وهذا الفرعان هما الأنثروبولوجيا الثقافية، ولتداخل مواضيع ومنهج البحث في علم الاجتماع، وعلم الأنثروبولوجيا، فقد تم دمج قسم الاجتماع، مع قسم الأنثروبولوجيا في كثير من الجامعات الأمريكية، ورغم هذا التشابه والترابط الكبير.

إلا أن هناك مجموعة من الاختلافات بين علم الاجتماع وعلم الإنسان مع أن هذه الاختلافات في طريقها إلى التلاشي أو الزوال، فقد ارتبطت الأنثروبولوجيا الاجتماعية منذ نشأتها بدراسة المجتمعات البدائية، وهي مجتمعات لها سماتها المحددة بعكس الحال في علم الاجتماع الذي ارتبطت نشأته بدراسة أكثر المجتمعات تطوراً وتقدماً، وهي المجتمعات الأوروبية، وقد ترتب على هذا التباين اختلاف في مداخل الدراسة في كل من هذين العلمين.

فعلماء الأنثروبولوجيا يميلون لدراسة المجتمعات الصغيرة أو المعزولة، أو المكتفية ذاتياً، دراسة كلية شاملة، بينما يدرس علماء الاجتماع عادة أحد جوانب المجتمع وغالباً ما يتخصص كل عالم في دراسة موضوع أو نظام، فهذا يدرس نظام الأسرة، وذلك يدرس التغير الاجتماعي، وثالث يدرس التنقل الاجتماعي، ورابع يدرس الطبقات وخامس يدرس مجتمع المصنع، وسادس يدرس الجوانب السياسية وغير ذلك.

ووفقاً لتقاليد البحث الأنثروبولوجي فإن على الباحث أن يقيم في مجتمع الدراسة إقامة كاملة لفترة زمنية معينة مشاركاً في كثير من نظمه وعاداته وتقاليده حتى يتمكن من ملاحظة كافة ملامح الحياة الاجتماعية للمجتمع بنفسه وتسجيلها كما يراها أو كما يستمع إليها من الإخباريين، بينما يعتمد علم الاجتماع على المناهج الإحصائية والأسلوب الكمي والأدوات الخاصة كالاستبيان وجدول المقابلة وغيرها.

وعلى كل حال فإن التمييز الحاسم بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا أمر غير علمي خاصة في العصر الحديث الذي أخذت فيه الأنثروبولوجيا تطور ميدان دراستها، فبدأت في دراسة مجتمعات أوسع نطاقاً وأكثر تقدماً وتحضراً وتعقداً، مثل التنظيمات الصناعية والإدارية الكبرى من خلال المدخل الأنثروبولوجي هذا فضلاً عن الاتجاه المتزايد نحو استخدام المعلومات الكثيرة في الدراسات الأنثروبولوجية.

من كل هذا يتضح العلاقة أو الروابط بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، كما تتضح في نفس الوقت الفروق الدقيقة بين العلمين من حيث مجالات البحث ومداخله.


شارك المقالة: