علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد

اقرأ في هذا المقال


علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد:

علم الاقتصاد كما نعرف يهتم بدراسة نظم الإنتاج والتوزيع والاستهلاك وقد عرفه آدم سميث، بأنه العلم الذي يدرس طبيعة ثروة الأمم ومظاهرها الخارجية، كما يعرفه مارشال، بأنه دراسة الناس في حياتهم العلمية العادية، هذا ويهتم الاقتصاد بصياغة وتحديد المفهومات المرتبطة بنواحي الإنتاج والتوزيع والاستهلاك مثل مفاهيم رأس المال، والرأسمالية، والعرض والطلب، والنمو الاقتصادي، والربح والدخل والاستثمار والتبادل والتكاليف والضريبة والثروة وما إلى ذلك.

ومع ذلك فإن هناك مجالات، وموضوعات لم تلق الاهتمام الواجب من جانب علماء الاقتصاد، وأصبحت مجالاً خصباً لعلم الاجتماع وعلم النفس، ومن هذه المجالات دور القيم والتفضيلات في التأثير على فرص عرض العمل، وتأثير العادات والتقاليد على أسعار السلع، والانتماءات الطبقية لطائفة المنظمين أو المديرين، والبناء الدافعي لدى أبناء هذه الطائفة ومدى إسهام التعليم والتربية في مجال الإنتاج، والعلاقة بين التعليم والتدريب، والكفاية الإنتاجية، وعلاقة الاتجاهات والدوافع الاجتماعية، والسياسية بالإنتاج، هذا فضلاً عن الدراسات أو الموضوعات الخاصة بالأداء البيروقراطي داخل المصنع وأثره.

ولما كانت النظم والظواهر المختلفة في المجتمع تتفاعل فيما بينها، وتتبادل التأثير وأن علماء الاجتماع يحاولون دراسة علاقة النظام الاقتصادي، ببقية النظم الاجتماعية الأخرى كالنظام السياسي، والديني والعائلي، ودور النظام الاقتصادي ووظيفته داخل المجتمع فإن هناك العديد من الظواهر وأشكال السلوك لا يمكن فهمها دون إدراك علاقتها بالبناء الثقافي السائد داخل المجتمع.

ورغم ما حققته علم الاقتصاد من تقدم في تحديد مفهوماته وموضوعاته، واتفاق علمائه والمشتغلين به على الكثير من القضايا العامة، والنظريات، ومقدرتهم على تطبيق هذه النظريات وتنفيذ المقترحات التي يتوصلون إليها، ورغم كل هذا فإنه أصبح من المتفق عليه أن علم الاقتصاد وحدة كعلم نوعي، وعلماء الاقتصاد وحدهم كعلماء متخصصين ليس بإمكانهم التكفل بعمليات التنمية والتطوير الاقتصادي دون الاستعانة بالدراسات التي تجري في مجالات علم الاجتماع، وما توصل إليه هذا العلم من فحص لمشكلات المجتمع وأسبابها فهناك ولا شك مجموعة من العوامل الاجتماعية، مثل القيم والمعايير، والمؤثرات السيكولوجية والعادات، والتقاليد والاتجاهات، وهذه لها دورها الكبير في تحديد مسارات واتجاهات العمل الاقتصادي ذاته.

وهذه الأمور تكشف عن العلاقة القائمة بين علم الاجتماع وعلم الاقتصاد، فضلاً عن أن هناك اتفاقاً شبه تام بين المشتغلين بالعلمين على بعض الأمور من المفهومات والقضايا مثل الاهتمام المشترك بقياس العلاقة بين المتغيرات والنظرة إلى النسق العام، والأنساق الفرعية، وكذلك استخدام أسلوب المعالجة الإحصائية والرياضية وغير ذلك.


شارك المقالة: