نشأ أرنولد توينبي لأسرة إنجليزية ذات مكانه ثقافية مرموقة، كانت تشمل عدداً من الفكر والأدب والثقافة، وكذلك في ميدان التاريخ وعلم الاجتماع، حيث تعلم أرنولد توينبي مساقين في اللغة اليونانية واللاتينية في كلية باليول بجامعة أكسفورد البريطانية العظيمة، وقد بلغ مستوى الزمالة في هذه الكلية، وقد عمل في البيئة الأكاديمي أيضاً بمهام أستاذ للدراسات اليونانية والبيزنطية في جامعة لندن.
علم الاجتماع عند أرنولد توينبي:
حقق أرنولد توينبي شهره واسعة اهتمامه بالتاريخ السوسيولوجي، أو علم الاجتماع التاريخي، أو المقارن وكان كتاب دراسة التاريخ أهم كتبه وأشهرها.
أثرت الحرب العالمية الأولى في أرنولد توينبي وجعلته يتجه للشؤون العامة، ومنذ ذلك الوقت ربط بين الكتابات التاريخية، خاصة تاريخ الشرق الأدنى المعاصر، وبين نشاطه في الحياة العامة، وكتب كتاباً عن القومية والحرب، حيث تناول علاقة القومية بالحرب العالمية الأولى، كذلك كتب كتاباً عن اليونان المعاصرة، وتركيا المعاصرة، وقام بزيادة عدد كبير من بلدان العالم القديم والحديث.
وقد درس أرنولد توينبي حضارات العالم التي ظهرت من قبل، وكرس جهوده في هذه الدراسات لمشكلة نمو الحضارات وانهيارها، والمبادئ التاريخية التي نلاحظها عند دراسة الحضارات والعمليات الداخلة في تكوين هذه الحضارات وكتب بعد ذلك عن نضوج الحضارات وانحدارها وسوء تكاملها.
كذلك اهتم أرنولد توينبي بكتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية، اعتقاداً منه أن على المؤرخ أن يهتم بالمسائل العامة ويضع تعاليمه وطاقته في خدمة بلده والعالم بأسره وقد كان أرنولد توينبي مسيحياً مخلصاً، يرى أن الخلاص الكلي للإنسانية يكمن في تمسك الحضارة الغربية بالتعاليم والقواعد المتضمنة في المسيحية.
وتتمثل إسهامات أرنولد توينبي في علم الاجتماع فيما يطلق عليه حالياً دراسة الثقافة دراسة قائمة على أسلوب دراسة الحالة، وقد قدم لنا أمثلة هامة ﻹمكانية دراسة الثقافة من وجهة نظر علم الاجتماع التاريخي.
هذا وتعتبر دراسات أرنولد توينبي من وجهة نظر علم الاجتماع إسهاماً بارزاً في مجال علم الاجتماع المقارن، وتختلف عن الدراسات الأولى لعلماء الانثروبولوجيا والاجتماع التاريخي، من حيث أنه اهتم بالحضارات التاريخية بدلاً من أن يكرس كل جهده لدراسة المجتمعات البدائية.