علم الاجتماع عند فرديناند تونيز

اقرأ في هذا المقال


علم الاجتماع عند فرديناند تونيز:

ولد فرديناند تونيز في مقاطعة في شمال ألمانيا عام 1855، ﻷسرة تعمل بالزراعة منذ فترة طويلة، وقد درس فرديناند تونيز فقه اللغة وقد أثر هذا النوع من التعليم في اتجاهه لدراسة الفلسفة الاجتماعية، والعلوم الاجتماعية، حيث قد تأثر بعدد من العلماء والكتاب، وخاصة أحد علماء الإقتصاد ويدعى فاجنر، وكان هذا الأخير يؤمن بضرورة وأهمية قيام الدولة بتنظيم متزايد للحياة الاجتماعية، لذلك تأثر فرديناند تونيز بفكرة أو مذهب اشتراكية الدولة، وبعد ذلك اهتم فرديناند تونيز بكتابات توماس هوبز وكان هوبز من أعظم المدافعين عن سلطة الدولة التي لا نهاية لها.

وقد أدى ذلك إلى أن يكون فرديناند تونيز جهداً كبيراً لقراءة الفلسفة السياسية، والقانون الطبيعي، فضلاً عن العلوم الاجتماعية، وقد ألم بقدر كبير من الكتابات الألمانية، والإنجليزية والفرنسية ومن مجمل قراءات فرديناند تونيز تصور أن كل صور التفكير غير العقلاني أو غير الرشيد لها معناها الخاص، وهي في النهاية مشتقة من الإدارة الإنسانية، وأصبحت النظريات الاجتماعية من وجهة نظر فرديناند تونيز تعبيرات عن الإرادة الاجتماعية، وانعكاس للظروف الاجتماعية الواقعية.

كذلك اتضح أن فرديناند تونيز له بعض الأفكار كالشيوعية، والاشتراكية، لا ينبغي اعتاربها مجرد صور ذهنية أو خيالية، بل في حقيقة الأمر صور من الحياة الاجتماعية الواقعية، فالدراسات الاثنوجرافية الحديثة أثبتت وجود الشيوعية البسيطة، وانتقلت إلى مراحل مختلفة من النزعة الفردية، ثم إلى الاشتراكية العالمية، وقد عرض فرديناند تونيز كل هذه الأفكار في مؤلفه الشهير المجتمع المحلي والمجتمع العام.

ولقد كان فرديناند تونيز محافظاً، ومع ذلك فقد اشترك في كل الحركات التقدمية الهامة والضرورية التي ظهرت في عصره، فقد اشترك في فرعين من فروع الحركة العمالية المنظمة، وهما الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، والنقابات العمالية المنظمة، معتقداً أنهما قد يمهدان الطريق لقيام مجتمع أفضل.

كذلك اشترك فرديناند تونيز في تأسيس الجمعية السوسيولوجية الألمانية، وظل رئيساً لها عدة سنوات، وكان فرديناند تونيز عضواً شرفياً في الجمعية السوسيولوجية الأمريكية، وكان فرديناند تونيز على صلة وثيقة بكل مشاهير عصره من الكتاب والفنانين ورجال السياسة.


شارك المقالة: