ما هو علم الضحايا المقارن وعالم الجريمة

اقرأ في هذا المقال


علم الضحايا هو الدراسة العلمية للضحايا، حيث يركز علماء الضحايا على مجموعة من القضايا المتعلقة بالضحايا بما في ذلك تقدير مدى الأنواع المختلفة من الإيذاء وشرح سبب حدوث الإيذاء لمن أو ماذا وآثار وعواقب الإيذاء ودراسة حقوق الضحايا داخل النظام القانوني، وكذلك مجالات مختلفة من الإيذاء هي أيضا ذات أهمية، وفي الأطر الدولية هناك اختلاف في معدلات الجريمة؛ وذلك طبقًا لاختلاف العوامل المسببة للجرائم بين الدول، بالإضافة إلى اختلاف تعريفات الجرم بين الدول حيث أنّ تناول الكحوليات في دولة (أ) يعتبر جريمة ليس كذلك في دولة (ب)، وهناك مصادر دولية تعتمدها الدول لجمع هذه البيانات والإحصاءات.

عالم الجريمة وعلم الضحايا المقارن

يتميز علم الضحايا بأنّه مجال متعدد التخصصات، حيث يركز الأكاديميون والممارسون والدعاة في جميع أنحاء العالم من مجالات علم الإجرام والاقتصاد وعلوم الطب الشرعي والقانون والعلوم السياسية، والصحة العامة وعلم النفس والعمل الاجتماعي وعلم الاجتماع والتمريض والطب على محنة الضحايا.

تعتبر دراسة علم الضحايا في الولايات المتحدة على سبيل المثال بشكل عام أضيق نطاقًا مقارنة بالطبيعة الأوسع للإيذاء التي يركز عليها العديد من الباحثين في المجتمع الدولي، وفي جميع أنحاء العالم هناك أشكال خطيرة من الإيذاء الشخصي يركز عليها الباحثون وواضعو السياسات والمدافعون بما في ذلك الإرهاب وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وقتل النساء (القتل المنظم للنساء)، وغالبًا ما تعبر الجرائم الدولية الأخرى مثل جرائم الإنترنت والاتجار بالبشر حدود البلدان المختلفة.

المصادر الدولية لبيانات الضحايا

تقيس العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم الإيذاء داخل حدودها، حيث تساهم منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في فهمنا للضحايا ومحنتهم، وهناك مصدران لبيانات الإيذاء الدولية وهما دراسة الجريمة البريطانية (BCS) والمسح الدولي لضحايا الجريمة (ICVS)- وهما من بين أكثر المصادر شهرة.

دراسة الجريمة البريطانية

يعد دراسة الجريمة البريطانية (BCS) مسحًا تمثيليًا على المستوى الوطني لسكان إنجلترا وويلز والذي يقيس الإيذاء ومستويات الجريمة والخوف العام من الجريمة وقضايا العدالة الجنائية الأخرى من سنة إلى أخرى، وقد بدأ في عام 1982 حيث تم إجراء (BCS) من قبل مكتب أبحاث السوق البريطاني المحدود نيابة عن وزارة الداخلية، وتم إجراء المسح لأول مرة في عام 1982 وشمل اسكتلندا التي اعتمدت منذ ذلك الحين مسح الجريمة الخاص بها وهو المسح الاسكتلندي للجريمة والضحايا.

تمت إدارة (BCS) أيضًا في الأعوام المتتالية 1984 و 1988 و 1992 و 1994 و 1996 و 1998 و 2000 و 2001 ومنذ ذلك الحين يتم إجراؤها كل عام، وتشمل الموضوعات داخل (BCS) الخوف من الجريمة والإيذاء في مكان العمل وتعاطي المخدرات بشكل غير قانوني، وتشير الاتجاهات في (BCS) إلى أنّ الإيذاء العام في إنجلترا وويلز بلغ ذروته في عام 1995 وانخفض منذ ذلك الحين إلى مستويات إطلاق (BCS).

المسح الدولي لضحايا الجريمة

تم تصميم المسح الدولي لضحايا الجريمة (ICVS) لقياس تجارب الإيذاء وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالجريمة في جميع أنحاء العالم، مع مشاركة 30 دولة في الموجة الأخيرة وما مجموعه 78 دولة مشاركة طوال فترة الدراسة، وتم إجراء (ICVS) لأول مرة في عام 1989 ثم تمت إدارته لاحقًا في الأعوام 1992 و 1996 و 2000 و 2005 و 2009، وأحد أهداف (ICVS) هو السماح بإجراء مقارنات دولية للجريمة والإيذاء عبر البلدان، ولا يمكن استخدام الإحصاءات الرسمية بسهولة لأنّ التعريفات القانونية للجرائم تختلف من دولة إلى أخرى ولأنّ الكثير من الجرائم لا تعرفها السلطات أبدًا.

يجمع (ICVS) معلومات عن مجموعة متنوعة من الجرائم بما في ذلك سرقة السيارات والسرقة من السيارات وسرقة الدراجات النارية وسرقة الدراجات والسطو والسرقة الشخصية والسرقة والجرائم الجنسية والاعتداءات والتهديدات واحتيال المستهلك والفساد وجرائم الكراهية والمخدرات والجرائم ذات الصلة، وتشير اتجاهات الإيذاء العامة إلى ذروة في الإيذاء في منتصف التسعينيات وتراجع منذ ذلك الحين.

المسح الدولي للعنف ضد المرأة

تم تطوير المسح الدولي للعنف ضد المرأة (IVAWS) للبحث في إيذاء النساء في جميع أنحاء العالم ولا سيما في البلدان النامية، حيث يولد نظام (IVAWS) تقديرات للعنف الذي يرتكبه الرجال ضد النساء بما في ذلك الاعتداء الجسدي والاعتداء الجنسي والإساءة النفسية أو العاطفية وجرائم أخرى مثل الاتجار بالبشر وقتل الإناث ووأد البنات.

يقيس نظام (IVAWS) أيضًا تأثير العنف على المرأة والخطوات المتخذة بعد الإيذاء لطلب المساعدة، وتم تطوير منهجية المسح على أساس تلك المستخدمة من قبل (ICVS) بهدف إجراء مقارنات دولية لانتشار وعوامل الخطر للعنف ضد المرأة، وتشمل القضايا المنهجية الاختلافات الثقافية بين البلدان وقضايا الترجمة وطرق إجراء المقابلات والذاتية (على سبيل المثال ما هو الاعتداء الجنسي في بلد ما قد لا يعتبر كذلك في بلد آخر)، وتم جمع البيانات من عام 2003 حتى عام 2004 في 11 دولة بما في ذلك أستراليا وكوستاريكا وإيطاليا والفلبين وبولندا.

عالم الجريمة عبر الدول

تختلف معدلات الجريمة بشكل كبير من بلد إلى آخر وتتأثر بالعديد من العوامل، على سبيل المثال تميل مستويات الفقر المرتفعة والبطالة إلى تضخيم معدل الجريمة في البلد، وعلى العكس من ذلك فإنّ تطبيق الشرطة الصارم والعقوبات القاسية تميل إلى تقليل معدلات الجريمة، ومن هنا أتت عالم الجريمة (World Crime) لتقوم بإحصاءات لمعدلات الجريمة في الدولة نفسها ومقارنتها بالدول الأخرى.

تتجمع مخاطر الإيذاء العنيف في جميع أنحاء العالم بين بلدان داخل مناطق معينة من العالم، فيوجد في إفريقيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا الشرقية أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، وبناءً على معلومات من 110 دولة، فإنّ البلدان التي يكون فيها المرء أكثر عرضة لخطر القتل هي سوازيلاند وكولومبيا وجنوب إفريقيا مع أقل المخاطر التي تتمتع بها ميانمار وقبرص والمغرب وإسرائيل، ومقارنة بالدول الأخرى تقع الولايات المتحدة في النطاق المتوسط ​​لمخاطر القتل ولكن إذا تم فحص الدول المتقدمة فقط فإنّها ترتفع بسرعة إلى أعلى القائمة.

بالنسبة لجريمة الاعتداء فإنّ المنطقة الأكثر خطورة هي إفريقيا مع أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا (ميكرونيزيا وميلانيزيا وبولينيزيا) كمنافسين بعيدين، والدول الأكثر خطورة للاعتداء هي جنوب إفريقيا وزيمبابوي وسوازيلاند مع كون المكسيك والفلبين وتركيا هي الأقل خطورة، وتصنف بابوا غينيا الجديدة وكولومبيا ونيجيريا والهند على أنّها أكثر البلدان خطورة بالنسبة للاعتداء الجنسي على النساء، في حين أنّ أذربيجان وهونغ كونغ والفلبين هي الأقل خطورة، ويُقدر أنّ العنف ضد المرأة من قبل الشركاء الحميمين هو الأكثر انتشارًا في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

بالنسبة لجرائم الملكية فإنّ الأماكن في العالم الأكثر تعرضًا للخطر ليست هي نفسها الأماكن التي يقع فيها الإيذاء العنيف، وتحدث سرقة السيارات غالبًا في إنجلترا وويلز ونيوزيلندا والبرتغال، حيث يعاني سكان النمسا واليابان وألمانيا من ذلك أقل، وتبلغ مخاطر سرقة الدراجات النارية أعلى مستوياتها في إيطاليا وإنجلترا وويلز واليابان وأقلها في المكسيك ولوكسمبورغ وبلغاريا.

تعتبر مخاطر سرقة دراجة واحدة أكبر في هولندا والدنمارك وفنلندا، ومخاطر السطو هي الأعلى في إنجلترا وويلز ونيوزيلندا والمكسيك والأدنى في السويد وإسبانيا وفنلندا، كما إنّ خطر الوقوع ضحية النشل هو الأعلى في اليونان وإستونيا وأيرلندا والأدنى في اليابان والمكسيك ونيوزيلندا.


شارك المقالة: