النمو الحضري يُعَد ظاهرة عالمية إلّا أنّ طابع السرعة ومعدلات النمو وعواملها تختلف من مجتمع لآخر ومن مرحلة إلى أخرى، هناك مجموعة من العوامل التي تعتبر مسؤولة عن هذه الاختلافات منها: معدلات النمو السكاني ومستوى التطور الاجتماعي والاقتصادي وطبيعة البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
واستخدام وتصنيع أشكال التكنولوجيا المستخدمة، والطريقة التي يتم من خلالها التوجهات السياسية والأيديولوجية، والتباين في معدلات الهجرة الريفية الحضرية والمشكلات الحضرية المرتبطة بها.
عوامل النمو الحضري في البلدان النامية:
أنَّ النمو الحضري في البلدان العالم الثالث وفي المجتمعات النامية ظهر في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهذه البلدان لاحظت تطور ونمو حضري غير مسبوق، وهذا النمو الحضري صاحبة مجموعة من العوامل منها :
ارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدن الحضرية وبشكل خاص العواصم، مع الاستمرار في ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية من قبل السكان الريفيين، ممَّا أدى إلى وجود عوامل طرد قوية في الأقاليم أو المجتمعات الريفية مما أدى إلى وجود عوامل جذب واضحة في المجتمعات الحضرية، بشكل خاص في العواصم.
ومن ناحية أخرى فإن سياسات التحيز الحضري أو المركزية الحضارية التي استخدمت في الدول العالم الثالث، أدت إلى وجود فجوة بين المدن العواصم والأقاليم الأخرى الريفية والحضرية، ممَّا أدى إلى ارتفاع معدلات الهجرة العشوائية في تلك المدن وأصبحت تعاني من مشكلات حضارية كثيرة وكبيرة.
كما أنّ الهجرة الريفية تعتبر هي المسؤولة الأولى عن نمو المدن الأوروبية خلال القرن التاسع عشر، والتي نتج عنها تطور صناعي كبير الذي شهدته هذه المجتمعات، لأن النمو الحضري في المدن أو البلدان النامية يرجع السبب الرئيسي فيها إلى الزيادة الطبيعية بنسبة 50% للسكان الحضريين و 50% بسبب الهجرة الريفية.
تأثير عوامل الطرد الريفي وعوامل الجذب الحضري والذي يُمثل أصلاً انعكاس لمجموعة من العوامل المتداخلة والمتشابكة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وتشير البيانات الإحصائية التي تتوفر عن نماذج المدن في المجتمعات في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى أنّ ظاهرة النمو الحضري السريع الذي شهدته هذه المدن في نصف القرن العشرين بشكل خاص أدى إلى وجود اختلافات واضحة بين أحجام بعض هذه المدن وتطور عدد سكانها.
تُعَد الهجرة الريفية الحضرية وبشكل خاص في المدن الكبيرة من أحد العوامل والمتغيرات الداخلية الأساسية التي تؤثر في معدلات النمو الحضري في البلدان والمجتمعات النامية بشكل عام، كما أنّ استمرار قدوم المهاجرين الريفيين إلى المدن الحضرية يؤدي إلى وجود مجموعة من المشكلات ليس فقط على المستوى الريفي المجتمعات الطاردة ولكن أيضاً على مستوى المجتمعات الجاذبة في المجتمعات الحضرية.