نشاطات علمدار مصطفى باشا في الدولة العثمانية:
كان علمدار مصطفى باشا من أشد المؤيدين للسلطان سليم الثالث، مع تولي مصطفى الرابع حكم العرش والمتمردين الرجعيين بقيادة كابكجي مصطفى في قيادة العاصمة العثمانيّة، جمع علمدار مصطفى باشا مجلسا في روسك وقرر المجلس اتخاذ إجراء.
في (21) يونيو (1808)، وصل علمدار مصطفى باشا وجيشه المكون من حوالي (15000) رجل إلى القسطنطينيّة، سيطروا بسهولة، وأمرعلمدار مصطفى باشا بقتل المتمردين أو نفيهم، عندما علم مصطفى الرابع بهذه الأحداث، قرر قتل عمه سليم الثالث وشقيقه الأصغر، الأمير محمود، ليظل العضو الوحيد في العائلة الإمبراطوريّة.
وصل الجلادون أولاً إلى غرفة سليم الثالث في القصر، قاوم سليم الثالث، الذي كان يعزف على الفلوت القصب وليس لديه أسلحة، الناي الخاص به، لكن جهوده باءت بالفشل وتم خنقه، تم إحضار جثته أمام علمدار مصطفى باشا الذي بدأ يبكي ظنًا أنه فشل في كل أهدافه.
حذّره رجاله من أن رجال مصطفى الرابع يخططون لقتل الأمير محمود أيضًا، اقتحم الجلادون غرفة الأمير، لكن الخدم أخفوا الأمير على السطح، وصل علمدار مصطفى ورجاله وكسروا أبواب القصر، قتلوا المتمردين وأنقذوا الأمير في النهاية.
أعلن علمدار مصطفى باشا أن الأمير محمود هو السلطان الجديد بإسم السلطان محمود الثاني، وأصبح وزيرًا له، في خدمة السلطان محمود الثاني لكن سرعان ما ظهرت خلافات في الرأي بين الاثنين، بادئ ذي بدء، عقد اتفاقًا مع ممثل المتمردين من أراضي الأناضول، والذي أطلق عليه اسم “ميثاق التحالف” (Sened-i Ittifak).
ظن السلطان محمود الثاني أن سلطته مقيدة بتلك الاتفاقيّة، وسحب دعمه للباشا، ثانيًا، أعاد تأسيس جيش نظام السيد تحت اسم مختلف: جيش سيكبان الأول، كان جيش نظام السيد منافسًا لسلك الإنكشاريّة، لذلك كره الإنكشاريّون هذا الجيش، يمكن تفسير الاسم الجديد على أنه محاولة لعدم إغضاب الإنكشاريّين، علاوة على ذلك، أجرى بيرقدار تحقيقا بين فيلق الإنكشاريّة وأطلق النار على الرجال الذين لم يكونوا في الحقيقة من الإنكشاريّين ولكنهم كانوا يتلقون رواتب الإنكشاريّة.
وفاة علمدار مصطفى باشا:
أدت إجراءاته في النهاية إلى تمهيد الطريق لمزيد من الإصلاحات في الإمبراطوريّة العثمانيّة، لكن في غضون ذلك، استاءت النخب الحاكمة منه، في (15) نوفمبر (1808)، داهم حوالي ألف إنكشاري منزل علمدار مصطفى باشا، بعد أن أدرك أنه لا يستطيع النجاة من الهجوم، أشعل مخزون البارود في قبو منزله، فقتل نفسه وحوالي (400) من الإنكشاريّين في الانفجار الذي أعقب ذلك، دفن علمدار مصطفى باشا في باحة مسجد زينب سلطان في اسطنبول، سمي شارع في اسطنبول بالقرب من الباب العالي على اسم علمدار مصطفى باشا، هناك لوحة تذكر أن والده كان إنكشاريًا من روسكوك.