فترة حكم عبد الحميد الثاني

اقرأ في هذا المقال


الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني:


غالبًا ما يُنظر إلى عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) على أنّه رد فعل ضد التنظيمات، ولكن نظرًا لأنّ جوهر إصلاحات التنظيمات كان المركزيّة وليس التحرير، فقد يُنظر إلى عبد الحميد على أنّه المنفذ لها وليس مدمرها.


إنّ التطور المستمر للجيش والإدارة، وتشكيل الدرك، وتطوير الاتصالات – لا سيما التلغراف والسكك الحديديّة – وتشكيل نظام تجسس متطور، مكّن السلطان من السيطرة على السلطة وسحق المعارضة.


في عهد عبد الحميد حقق أيضًا تقدمًا إيجابيًا في التعليم (بما في ذلك تجديد جامعة اسطنبول في عام (1900))؛ الإصلاح القانوني، بقيادة وزيره الأكبر محمد سعيد باشا؛ والتنمية الاقتصاديّة، من خلال إنشاء السكك الحديديّة في آسيا الصغرى وسوريا برؤوس أموال أجنبيّة وخط سكة حديد الحجاز من دمشق إلى المدينة المنورة بمُساعدة اشتراكات المسلمين في البلدان الأُخرى.


شكلت سكة حديد الحجاز عنصرًا واحدًا في سياسات السلطان عبد الحميد الإسلاميّة، ظهرت الوحدة الإسلاميّة السياسيّة لأول مرة في السياسة العثمانيّة في معاهدة كوجوك كيناركا (1774) مع روسيا، عندما أعلن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بالولاية القضائيّة الدينيّة على المسلمين خارج أراضيه، لا سيما في شبه جزيرة القرم.


بعد بضع سنوات، تمّ تطوير المسؤولية تجاه المسلمين، حيث يذكر بعض المؤرخون أنّه في عام (1517) تمّ نقل الخلافة العباسيّة إلى السلطان العثماني، مع انقراض العديد من الدول الإسلاميّة المّستقلة واندماجها في إمبراطوريّات القوى الأوروبيّة، كانت مسؤلية الخلافة على المسلمين، نقطة إيجابيّة في السياسة الدبلوماسيّة العثمانيّة، واستغلها السلطان عبد الحميد كوسيلة لردع القوى الأوروبيّة عن الضغط عليه بشدة، لئلا يخلق الشقاق داخل أراضيهم.


بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التأكيد على الإسلام الشعبي من خلال الصحافة والمطبوعات الأخرى ومن خلال رعاية السلطان لأوامر الدراويش أدى إلى حشد الرأي الإسلامي داخل الإمبراطورية خلفه.


قدّم السلطان عبد الحميد الثاني إنجازات دائمة لنظام التعليم في الإمبرطوريّة العثمانيّة، وأنشأ المدارس والمؤسّسات التي لا تزال قائمة حتى اليوم، وفقًا لموسوعة بريتانيكا، “تمّ إنشاء (18) مدرسة مهنية، وأسّس دارولفونون، التي عُرفت فيما بعد باسم جامعة اسطنبول، في عام (1900)، تمّ توسيع شبكة المدارس الثانويّة والابتدائيّة والعسكريّة في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانيّة.


شارك المقالة: