تحليل التنظيم غير الرسمي في النظرية الكلاسيكية المحدثة في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تحليل التنظيم غير الرسمي في النظرية الكلاسيكية المحدثة في علم الاجتماع:

يتردد مصطلح التنظيم غير الرسمي في بعض الدراسات الحديثة لأنصار النظرية الكلاسيكية، ولكنهم لم يعالجوا قضية التنظيم غير الرسمي بنفس الأسلوب المنهجي المنظم الذي نجده عند أنصار النظرية الكلاسيكية المحدثة.

ويقصد بالتنظيم غير الرسمي التجمعات التلقائية التي تنشأ داخل موقف العمل وتتجاوز الأشكال والعلاقات والمعايير والقيادات الرسمية، ويظهر هذا التنظيم استجابة للحاجات النفسية والاجتماعية للعاملين داخل التنظيم الرسمي، وعلى الرغم من وضوح هذا التعريف إلا أنه غير مرضٍ من الناحية التحليلية، وقد كشفت بعض الدراسات عن مجموعة من العوامل التي تقف وراء ظهور التنظيمات غير الرسمية.

العوامل التي تقف وراء ظهور التنظيمات غير الرسمية في النظرية الكلاسيكية المحدثة:

1- الموقع المكاني في التنظيمات غير الرسمية:

ويقصد بهذا العامل أن يكون أعضاء الجماعة أو التنظيم على درجة من القرب المكاني والاستمرار، بحيث يتاح لهم فرصة الاحتكاك المباشر وتكوين علاقات اجتماعية، وهكذا يعد الموقع الجغرافي أو وحدة الموقع الفيزيقي أحد عوامل تكوين التنظيم غير الرسمي.

2- المهنة في التنظيمات غير الرسمية:

هناك اتجاه بين أبناء المهنة الواحدة داخل تنظيم العمل نحو التجمع معاً، خاصة وإنهم تجمعهم مصالح ومشكلات مشتركة.

3- المصالح في التنظيمات غير الرسمية:

وتعد المصالح المشتركة من أهم عوامل تكوين الجماعات غير الرسمية، فعلى الرغم من وجود عدد كبير من الأفراد معاً داخل تنظيم واحد، إلا أنهم ينقسمون إلى عدة جماعات غير رسمية، لكل منها معاييرها وقيادتها وأهدافها، ويمكن هذا الانقسام في ضوء تعدد المصالح، فكل مجموعة من الأعضاء يتفقون في مصالحهم يميلون نحو تكوين جماعة غير رسمية.

الخصائص التي تميز التنظيمات غير الرسمية في النظرية الكلاسيكية المحدثة:

1- تعمل هذه التنظيمات كأجهزة الضبط الاجتماعي، حيث أنها تطور ثقافة خاصة بكل منها تتضمن مجموعة من المعايير والقيم التي تحكم أعضائها.

2- تتطلب دراسة العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين أعضاء التنظيم غير الرسمي أسلوباً منهجياً يختلف عن ذلك الأسلوب الذي يمكن من خلاله دراسة العلاقات الاجتماعية بين أعضاء التنظيم الرسمي.

3- تتضمن التنظيمات غير الرسمية أنساق معينة للمكانات والمراكز الاجتماعية لا تشتق أو لا ترتبط الضرورة بالأنساق المقابلة داخل التنظيم الرسمي.

4- يتطلب استمرار التنظيم غير الرسمي توافر العلاقات الثابتة والمستمرة بين أعضائها واستمرار المصالح المشتركة بينهم.


شارك المقالة: