فروع علم الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


البحث في معطيات الأنثروبولوجيا والتحليل النفسي بدأت مع فرويد، بحيث أكد بأن الميول أثبتت أن الثقافة (ثقافة المجتمع) لها دور في تهذيب الغرائز، يقول فرويد أن المجتمع هو كائن اجتماعي يجب معاملته ككائن فردي؛ ذلك يعني أن المجتمع عبارة عن تجمعات بشرية، إلا أنه في حقيقة الأمر هو مجموعة من الأفراد يتميزون ويختلفون فيما بينهم في السلوكات والطباع وفي طريقة التفكير، وحتى في الأذواق وهذا يعني أن الأنثروبولوجيا تهتم بدراسة التجمعات البشرية وربطها بالظواهر النفسية. فروع الأنثروبولوجيا متعدة ومتشعبّة ولكن يمكننا أن نذكر التالية:

الأنثروبولوجيا العضوية أو الفيزيقية:

هو حقل يحاول البحث في أصول الإنسان والبحث كذلك بالطبيعة وفي مفهوم التطور والأسباب والعلل التي تتحكم بالاختلافات البيولوجية عند الإنسان، ومقارنته مع الأنواع الأخرى من الكائنات الحية.

وـهم الأمور التي يتحدث عنها هذا الفرع هو: علم الوراثة ودورة في تطور الإنسان، وهنا نجد أن الأنثروبولوجيا تجتمع مع العلوم الطبيعية باعتبارها من العلوم الاجتماعية. علم الأنثروبولوجيا بحاجة إلى العلوم الطبيعية للبحث في الأصول البشرية من خلال طريقتين:

  • الطريقة المباشرة: وتقوم من خلال دراسة الكائنات الحية من غير الإنسان، من خلال علم الأنسجة وعلم الوراثة، مثال على ذلك اعتقاد أن الإنسان في أصله قرد، لكن هذه الفرضية أصبحت باطلة من خلال دراسة الهرمون لدى الإنسان والقرد، من خلال الدراسات تم إثبات أن الإنسان يملك نسبة هرمون الحامض النووي (DNA) عند الإنسان 100% وعند القرد 90%.

وأما التنوع البيولوجي للإنسان فيتم عن طريق الكيمياء العضوية الخلوية، من خلال علم يُدعى المورفولوجيا (أي الشكل أو الهيئة الخارجية)، ومن خلال علم الفيزيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) ومن خلال الباتولوجيا (علم الأمراض) ومن خلال علم النفس. وهذا أدى إلى طرق وتقنيات عديدة استفاد منها علم الأنثروبولوجيا
.

  • الطريقة العلمية: ويعتمدها الأنثروبولوجي علم الحياة ويتهم بالتغيرات المرتبطة بالمناخ والغذاء وعلاقتها باستمرارية أو تدمير التجمعات البشرية.

ويهتم أيضاً بالممارسات الثقافية كالزواج بأشكاله مثل الزواج (المكرر والأقارب والأجانب) ويهتم بأصول التجمعات البشرية مثل: أمريكا وهي خليط من الشعوب والأعراق والجزائر وهي خليط من القبائل والأثنيات بالأضافة إلى الأمازيغ و الأسبان و الرومان والوندال وهي (الشعوب التي هاجرت من أوربا للمغرب العربي).

الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية:

الأنثروبولوجيا الاجتماعية حاولت أن تكون علم مقارن لعلم الاجتماع، وتدخل ضمن مجالاتها الإثنولوجيا وعلم الاجتماع باعتبار أنهما مجالين معرفين ولهما خصوصيات دقيقة في دراسة المجتمع.

وبذلك أصبحت الأنثروبولوجيا الاجتماعية مرادفة لأثنولوجية المدينة والريف، الأنثروبولوجيا الاجتماعية تدرس المجتمعات ووظائفها الحيوية من خلال الصراع والنزاع والتغير، تم التميز بين الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية فهي تهتم أيضا بالأعمال الفنية والإبداعية مثل الرموز والطقوس الدينية والأساطير والتقسيم الطبقي والإيدولوجيات.

واهتم أيضاً بالسلوكات الاجتماعية كممارسات الزواج (نظام الزواج) ونظام الأسرة في المجتمعات غير المتحضرة مثل قبائل الهنود الحمر في الأمازون. وارتبطت بالإنتاج الرمزي لهذه المجتمعات مثل: اللغة و طريقة التعبير و الرقص والإبداعات الفنية واللباس.

فلا فرق بين الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وقد عرفت أيضاً بالنزعة الثقافية، الأنثروبولوجيا الثقافية تأثرت بعلم النفس والتحليل النفسي من خلال دراسة العلاقة الموجودة بين الثقافية والشخصية، وانطلقت من خلال تكون الشخصية خلال فترة الطفولة وهي انعكاس للثقافة التي مر بها وستتشكّل فيما بعد الثقافة الأثنية أو الاجتماعية، ويصبح الفرد مطبوع بطابع ثقافة المجتمع.

الأنثروبولوجيا اللغوية:

وهنا تظهر العلاقة بين الثقافة واللغة وتم التعبير عنها بـ(الإثنولغوية) ودورها يتمثّل في الوصف والتحليل الشكلي والظاهري للغات المحلية والتقليدية، وعلى مستوى علم الأصوات ومستوى النحو.

وأكد (سبير وهمبولت) أن كل لغة تعبّر عن المجتمع وتصور خاص لهذا المجتمع، الذي يتحدث أفراده بها، أي أنها تعكس أفكاره وشخصيته وثقافته وهذا التصور تبين أنهُ ذو أهمية وقيمة في مجال الأنثروبولوجيا وفلسفات اللغة، والنقد الذي يمكن أن نوجهه لها.

وأن اللغة يمكن أن تتغير ولكن الثقافة والتصورات الذهنية تبقى ثابته والعكس صحيح. وفي كثير من الأحيان نجد أن تشابه في بعض الكلمات والمفردات في لغات مختلفة.

مثال على ذلك في الفرنسية كلمة (toubib)، مأخوذة من الكلمة العربية (طبيب)، كلمة (chimi) من الكلمة العربية (كيمياء)، يلعب المحيط دور مهم في تغير معاني الكلمات ودلالاتها، فالاسكيمو في المحيط المتجمد الشمالي لديهم الكثير من الكلمات للتعبير عن سقوط الثلج.

الأنثروبولوجيا التربوية:

هو ذلك العمل الذي نمارسه على الأخر لتنمية قدراته وملكاته العقلية والبدنية، ويعتبر دوركايم هو المؤسس للأنثروبولوجيا التربوية، درس الأنظمة التربوية وأبرزها (كيف يمكن للمجتمعات أن تتكيف خلال هذه الأنظمة التربوية؟)

وربط هذا التكيف في الأنظمة التربوية بأشكالية تقسيم العمل:

  • عمل ميكانيكي آلي متعلق بعمل الالآت.
  • عمل عضوي مرتبط بالجهد العضلي والطبيعي للإنسان العامل.

ويتسائل دوركايم عن دور المدرسة في تقسيم الأفراد حسب قدراتهم داخل المجتمع، وتبعه الكثير من العلماء في تطوير هذة النظرية والتساؤلات، وطرح نفس المشكلات ولكن بإضافة جديدة وهو الفهم المتبادل والثقافة المشتركة بين المعلم والمتعلم واهتمت أيضاً بدراسة تحليل محتويات العملية التعليمية.

والبحث في أسباب اعتماد هذة البرامج في المنظومة التربوية الوطنية، ودراسة الفروقات الموجوده بين التعليم العام والخاص والبحث في مختلف برامج الدول وأهدافها الاجتماعية بالدرجة الأولى.

علم الأثار أو الأركيولوجيا:

التعريف الأشتقاقي: مشتقة من الكلمات الأغريقية (archeologia) ومعناها العلم الذي يهتم بكل ما هو قديم.

التعريف الفلسفي: يعرفها الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو هو بحث في القطائع والأنفصالات في التاريخ بواسطة منهج يعتمد على مجموعة من القواعد والمعطيات والخطابات المميزة.

بالنسبة ل(فوكو) الأركيولوجيا ما هي في الأكثر أو الأقل وأعادة الكتابة في شكلها الخارجي وانها تتغير وتنظيم لما كتب سابقاً.

التعريف الاصطلاحي: هو علم يهتم بالأشياء القديمة، وخصوصاً بالفنون والأثار القديمة.

المصدر: مصطفى تيلوين،مدخل عام في الانثربولوجيا،2011بيرتي ج بيلتو،دراسة الانثروبولوجيا المفهوم والتاريخ،2010،ترجمة كاظم سعد الدينhttp://www.anthropologiesproject.org/


شارك المقالة: