فروع علم الاجتماع وأقسامه عند دور كايم

اقرأ في هذا المقال


فروع علم الاجتماع وأقسامه عند دور كايم:

أخذ ميدان علم الاجتماع في الاتساع والتشعب بعد أن غلب الاتجاه العلمي على دراسة ظواهر الاجتماع، ولهذا فإن كل مجموعة من الظواهر تتصل بناحية من نواحي المجتمع أخذت في الاستقلال النسبي، واتخاذ صفة العلم الجزئي، حتى أصبح أمامنا الآن علم الاجتماع العام من ناحية، والعلوم أو الفروع الاجتماعية الخاصة التي ينطوي عليها من ناحية أخرى.

وكانت وجهة نظر دور كايم تتمثل في أن تقسيم وتبويب هذه الفروع لا يزال أمر سابقاً ﻷوانه لأنه لا يزال هناك نمواً مطرداً في نواحي النشاط الاجتماعي، ولكنه مع ذلك يشرح الدعائم التي يجب أن يقوم عليها هذا التقسيم.

المورفولوجيا الاجتماعية: فالإنسان يعيش في بيئة جغرافية، تتضمن أراضي ومصادر للثروات، وتختلف المجتمعات من حيث عدد السكان وكثافتهم والبيئة والمناخ والتضاريس كلها أمور تؤثر على وجود السكان وتوزيعهم، وكثافتهم، وهذه الناحية الخارجية يجب أن موضوعاً لعلم اجتماعي يدرسها ويحللها، ويطلق دور كايم على هذا العلم المورفولوجيا الاجتماعية أو علم البنية والتركيب الاجتماعي، وهذا العلم يجب ألا يقتصر على الوصف، بل إن عليه أن يدرس ويحلل، ويستنبط الأسباب العميقة التي تكمن في طبيعة الحياة الاجتماعية، فيدرس مثلاً أسباب تكاثف السكان في جهات أو مناطق دون أخرى.

وأسباب الهجرة من الريف إلى المدن والعكس، وعوامل تطور المدن وتدهورها فكأن موضوع هذا العلم هو الدراسة الجغرافية للبيئة وسكانها وعلاقة ذلك بالتنظيم الاجتماعي من ناحية، ودراسة السكان من حيث التخلخل والتوزيع على المساحة وما يتصل بذلك.

علم الوظائف الاجتماعية: وهو علم يشتمل على عدة علوم خاصة وذلك لتعدد الظواهر الاجتماعية التي يتضمنها وهذه العلوم الخاصة هي: علم الاجتماع الديني، فالدين هو أهم الظواهر الاجتماعية، وأقوى دعائمها ويؤثر على مختلف أوجه النشاط الاجتماعي، فالعقائد والطقوس والعبادات تفرض نفسها عل المجتمع، وتجعل من أفراده وحدة حية متماسكة.

وأيضاً علم الاجتماع الأخلاقي، والظواهر الأخلاقية هي الأخرى ذات أهمية في المجتمع، فهي مجموعة من الأحكام والعادات والتقاليد التي يخضع لها الأفراد في تعاملهم، والأخلاق التي يقصدها دور كايم هنا، هي الظواهر التي يمكن دراستها دراسة علمية قائمة على الملاحظة والتحليل التاريخي المقارن، وليست الأخلاق النظرية القائمة على فروض فلسفية متعلقة بالخير والشر واللذة والألم، الفضيلة والرذيلة والحسن والقبح، كما فعل فلاسفة اليونان.

وعلم الاجتماعي القضائي: وهو يدرس ناحية هامة من نواحي الحياة الاجتماعية وهي الناحية التشريعية والقضائية، والاجتماع القضائي يرتبط بالاجتماع الأخلاقي، ﻷن الأفكار الأخلاقية هي روح القانون ودعامته وقوة القانون تأتي من المثل الأخلاقية التي يجسدها، والتي توجد في المجتمع، وكذلك علم الاجتماع الاقتصادي، وهو يدرس الظواهر المتعلقة بإنتاج الثروات وتبادلها وتوزيعها واستهلاكها، والآثار الاجتماعية التي تحدثها.

القسم الثالث عند دور كايم: هو علم الاجتماع العام وهو يعبر عن فلفسة العلم العامة، فكما إتضح من القسم الثاني نجد أن مجال العلم قد اتسع، وتفرع إلى فروع عديدة، ولا يعني هذا التنوع أنه لا توجد صلة بين هذه الفروع، ولكنها كلها تحصل على مادتها من مجال واحد، هو المجتمع ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى علم تركيبي يدمج النتائج والقوانين التي تتوصل إليها هذه العلوم الفرعية، وهذه الأمور العامة المشتركة تشكل موضوع علم الاجتماع العام.


شارك المقالة: