اقرأ في هذا المقال
فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية تشير في معناها العام إلى عملية وجود الشيء أي لماذا هذا الأمر؟ والفلسفة هي: المبادئ والحقائق التي تفسر قيام علم أو نشوء ظاهرة محددة توضِّح أهمية وجود الخدمة الاجتماعية الطبية.
الحقائق التي قامت عليها الخدمة الاجتماعية الطبية
قامت الخدمة الاجتماعية الطبية على عدَّة حقائق هي:
1- تكامل شخصية الفرد بجوانبها الأربعة الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية، وعندما يحدث اضطراب من أي من هذه الجوانب، تتأثر باقي الجوانب بهذا الاضطراب ممّا يستدعي التعامل مع الإنسان كوحدة كلية، وليس من منظور فردي فقط.
2- لكل إنسان حقُّ الرعاية، والحق في المحافظة على كرامته والاهتمام بإنسانيته، وتساهم الخدمة الاجتماعية الطبية في إشباع الاحتياجات النفسية والاجتماعية، بطريقة مناسبة حتى يستفيد الفرد من الخدمات العلاجية المختلفة.
3- لكل إنسان فرديته، ولكل حالة خصوصيتها، ممّا يستدعي التوسُّع في الخدمات الاجتماعية للمرضى، ومراعاة لظروفهم وأحوالهم التي تتأثر بشكل واضح بمرضهم.
4- تنشأ كثير من الأمراض لدى الأطفال والمراهقين والمسنين نتيجة لعوامل اجتماعية ونفسية، وإهمال هذه العوامل في عمليتي الدراسة والتشخيص، يعوِّق عملية العلاج بل وقد يعوِّق العلاج ويزيد من أعراض المرض.
5- تتأثر كثير من الأمراض بالأحوال الأسرية والاقتصادية ولظروف البيئة المحيطة بالمرض، ومن ثمَّ فإنَّه من الضرورة أنْ يتزامن العلاج الاجتماعي مع الطِّب وأحياناً النفسي في كثير من الحالات وإلّا فقَد العلاج مصداقيته وتعثَّر في تحقيق هدفه.
6- لا تنتهي أبداً عملية العلاج لحالات المرض النفسي والعقلي وحالات الإعاقات الخاصَّة السمعية والبصرية والجسمية، بخروج المريض من المستشفى أو العيادة، بل إنَّ الأمر يتطلب متابعة في البيئة من خلال خدمات الأخصائي الاجتماعي الطبي.
7- من حق الأفراد على المجتمع أنْ يزودهم بالثقافة الصحية الاجتماعية اللازمة لمنع انتقال العدوى إليهم من الآخرين خاصَّة إذا كانوا من المخالطين أو المتعايشين مع هؤلاء المرضى، مثل حالات الدَّرن والجزام والإيدز والأمراض الجنسيَّة.
8- من حقّ المرضى أنْ يجدوا من يتقبَّلهم ويقدِّر مشاعرهم ويحترم فرديتهم ويقيم علاقة مهنية متزنة معهم، ويأتمِنَهم على سريَّة معلوماتهم، ويزيل جوَّ رهبة المستشفى والمرض لديهم.
9- من حقِّ المريض، خاصَّة عندما يكون مرضه مزمناً أنْ يجد الرعاية الاجتماعية الكريمة له، والتي تسهِّل له الحصول على الخدمات المتخصِّصة الطبيَّة، وتعاونه في حلِّ مشكلاته بالدراسة أو العمل أو الأسرة والتي تضطرب نتيجة المرضى.
التكامل بين الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي
ترتكب فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية إلى تكامل حيوي بين مجالي الرعاية الصحية والخدمة الاجتماعية، حيث يتم التركيز على تحقيق رعاية شاملة للمرضى تأخذ في اعتبارها الجوانب الطبية والاجتماعية للفرد. تقوم هذه الفلسفة على فهم العلاقة الوثيقة بين الصحة الجسدية والظروف الاجتماعية، وكيف يمكن للتداخل الاجتماعي أن يعزز العلاج الطبي ويحسن نوعية الحياة.
في أساسها، تسعى الخدمة الاجتماعية الطبية إلى توفير دعم شامل للمرضى وعائلاتهم خلال تجربة العلاج الطبي. تعتبر هذه الفلسفة أن الجوانب الاجتماعية، مثل الظروف المالية، والدعم الاجتماعي، والظروف المعيشية، تلعب دورًا حاسمًا في التأثير على تحسين الحالة الصحية وفعالية العلاج.
أحد الجوانب الرئيسية لهذه الفلسفة هو تعزيز التواصل والتعاون بين الفرق الطبية والفرق الاجتماعية. يعمل الخبراء في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية على تقديم دعم متكامل للمرضى من خلال تقديم المعلومات والتوجيه والتدخلات الاجتماعية التي تساهم في تحسين نتائج العلاج.
تهدف الفلسفة أيضًا إلى تعزيز التوجيه والدعم النفسي للمرضى وعائلاتهم. يتمثل هذا في فهم التحديات النفسية والاجتماعية التي قد يواجهها المريض أثناء مرحلة العلاج، وتقديم الدعم اللازم لتخطي هذه التحديات بفعالية.
من خلال إشراك الخدمة الاجتماعية في الرعاية الصحية، يمكن تعظيم استفادة المريض من الخدمات الطبية المقدمة. يشمل ذلك تحسين مستوى التواصل بين الطاقم الطبي والمريض، وتحديد الاحتياجات الاجتماعية والنفسية للفرد، وتوجيهه نحو الخدمات والموارد المتاحة.
في الختام، تمثل فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية استجابة هامة لتطورات الرعاية الصحية الحديثة. من خلال التفاعل الوثيق بين الجوانب الطبية والاجتماعية، يمكن تحقيق رعاية صحية شاملة وفعالة، تأخذ في اعتبارها الفرد بكل جوانبه وتعزز الشفاء والرفاهية الشاملة.