في جعبتي خرافة

اقرأ في هذا المقال


في هذا المجتمع الذي نعيش فيه يبقى العقل البشري باحثًا عن كل شيء غير مألوف ومجهول؛ فصارت العقول تستند إلى معتقدات وعادات، كانت في أغلبها لا ترتكز على أي أساس من الصحة، وتلك لم تكن إلا خرافات، آمن بها البعض وأيقنتها أفئدتهم واستهوتها؛ ومنهم من صرف تفكيره عنها معلنًا أنها خرافة لا تسمن ولا تغني من جوع.

أصل تلك الخرافات والمعتقدات الخاطئة يرجع كما تعرفون إلى ذلك الرجل من بني عذرة، الذي اختطفته الجن في بعض أسفاره، وذهبت به إلى عالمهم، وبينما هو مقيم بينهم وقع في هوى جنية، وعشقها وبادلته هي الشعور كذلك؛ ليتزوجا بعد ذلك، وبقيا كذلك إلى أن طرده ملك الجنّ، رافضًا لزواجهما، ولما رجع إلى قومه، فأخذ يحدثهم بما رآه في ذلك العالم، إلا أنهم كذبوه واعتبروا حديثه خيالًا لا يمكن استيعابه، وأضحت الأحاديث المكذوبة غير القابلة للتصديق تنسب إليه، فصاروا يقولون: حديث خرافة.

خرافات لاقت رواجاً بين الناس:

ابتلاع الحوت للقمر: 


كان هناك اعتقاد عند كثير من الناس بأن حوتًا ضخمًا يبتلع القمرعند خسوفه، فيتطيرون ويتشاءمون تشاؤمًا عظيمًا، ويقومون بالخروج إلى الشوارع، يحملون معهم الصحون والطناجر كي يضربوا عليها راجين الحوت أن يعيد القمر ويقذفه من فمه، ليرجع إلى السماء كما كان، والذي لا شك فيه أن كل ذلك خرافة مستحيل أن تصدق، ففي حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم:” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده”، وقد أمرنا بالدعاء والصلاة عند حدوث الكسوف أو الخسوف، ولم يُذكر في السيرة أوالأحاديث ما يدل على أن حوتًا قد ابتلع القمر أو شيء من ذلك القبيل.

لصق العجين على باب منزل العروس ليلة الزفاف:


في القرى وأحيانًا في المدن تقوم العروس عند بعض العوام، بإلصاق قطعة عجين تكون جاهزة ليلة الزفاف؛ حيث أنها فور دخولها المنزل مع عريسها، تقوم برمي تلك العجينة على باب المنزل، فإذا ثبتت مكانها فإن الحب والحنان سيُتوجان ذلك الزواج وبالتالي سيكون ميمونًا موفقًا، وإن سقطت فالفأل السيء والشؤم، ولربما يسود الظن بأن الطلاق سيكون ختامًا لحياتهما، وعلى الأغلب ستصبح حياتمها جحيمًا لا يطاق خصوصًا إن سكنت الكنّة مع حماتها.

الإناء المكسور والزواج الثاني:

خرافة مضحكة تقول أن المرأة إذا شربت من كوب مكسور الطرف، عندها لن ينفعها الرجاء، فهذا فأل سيّء وبشارة نحس بالزوجة الثانية، التي ستكون عمَّا قريب شريكة لها زوجها وبيتها تقاسمها كل شيء، ولربما كان الشرب بإناء مكسور الطرف نذير شؤم بوفاة أحد الطرفين.

أوراق الوردة: 

هذه الخرافة تشيع بين الفتيات أكثر من الشباب، وهي أن تقوم الفتاة بقطف وردة، وتقوم بقطع أوراقها، ومع كل ورقة ترميها تقول: (بحبني) والورقة التي تليها: (ما بحبني) ويا لسوء الحظ إن انتهى رمي الأوراق على ورقة قالت فيها: (ما بحبني)، حينها ستكون العنوسة صديقتها، إلى أن توارى في قبرها.
إن ما سبق ذكره ليس إلا نزر يسير من فيضِ خرافات التي لا صلة لها بالواقع، ولا يُصدقها إلا من كان قلبه أعمى، ونهجه بعيد عن الفطرة السليمة.

المصدر: معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982الخرافات هل تؤمن بها؟ سمير شيخانى، 2011


شارك المقالة: