قانون الحالات الثلاثة عند أوجست كونت في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


قانون الحالات الثلاثة عند أوجست كونت في علم الاجتماع:

أولاً: العصر اللاهوتي أو الوهمي وهو طفولة الإنسانية: وفيه يبحث الذهن عن سبب الظواهر إما أن تنسب إلى الأشياء أو المواد مقاصد، أو بافتراض وجود كائنات خارقة للطبيعة، ويتضمن العقل الإنساني الظواهر كمنتجات للفعل المباشر والمستمر لعوامل خارقة للطبيعة عديدة إلى هذا الحد، هذا هو زمن الافتراضات السحرية والأرواح والأديان، عالم يتجه إلى ما هو أبعد من الواقع، عالم حيث الموتى يحكمون الأحياء.

ثانياً: العصر الميتافيزيقي أو المجرد: وهو عصر شباب الفكر وفيه تخلي العوامل غير المتوقعة للطبيعة وإرجاع مكانها إلى قوى مجردة، مثل الطبيعة، عند سبينوزا، والمادة عند ديدرو، والعقل في قرن الأنوار، وهذه المرحلة هي تقدم مقارنة مع مرحلة التشبه بالبشر السابقة، لكن الفكر بقي حبيس تصورات فلسفية مجردة وكونية، ويرد الواقع إلى مبادئ أولية، هذا هو منهج الفيلسوف عند كونت.

ثالثاً: العصر الوضعي: الذي يصفه كونت على أنه الحالة الرجولية لعقلنا، حيث يرفض الذهن الوضعي البحث عن لماذا نهائية، بخصوص الأشياء من أجل تفحص الوقائع، وقوانينها الفعلية، أي علاقاتها الثابتة في التعاقب والتشابه، إن اللجوء إلى الوقائع إلى التجربة واختبار الواقع هو ما يسمح بالخروج من الخطابات التأملية، هذا هو المبدأ الأول في الوضعية.

ففي حين أن العقل الميتافيزيقي يلجأ إلى تصورات أبدية وكونية لا تستجيب للواقع، فإن الذهنية الوضعية تواجه الاعتقادات مع العالم الحقيقي، حيث يؤدي هذا المنهج إلى التخلي عن النظريات العامة لصالح معارف دقيقة، عملياته ومرتبطة بترتيب الحيثيات المعطاة ونظامها.

يعلن كون مزدريا النظريات المطلقة والكونية ﻷنها جوفاء وغير نافعة، أن الكل نسبي ذلكم هو الشيء الوحيد المطلق، باختصار تقوم الوضعية على التخلي عن التأملات التي لا طائل منها والتصورات الآتية من التخيل، كي تقتصر على معارف مبنية بالتجربة وبملاحظة الواقع وبالمحاكمة العقلية الصارمة، هذا هو مبدأ الوضعية، المعتقد المضاد للميتافيزيقا، الذي سيصبح أحد التيارات الفكرية الأكثر أهمية في القرن التاسع عشر.

بدا العقل الوضعي بمجيء عصر حديث  للفكر، حيث يطرح كونت تصنيفاً عاماً للعلوم، يتأسس هذا التصنيف على مستوى التعقيد المتزايدة للمواضيع المدروسة، فعلم الفلك والفيزياء يدرسان المواضيع غير الحية، ومنهجهما تجريدي وبسيط.


شارك المقالة: