اقرأ في هذا المقال
قضايا تثيرها دراسة المستشفى في علم الاجتماع الطبي:
يعتبر المستوصف ذو أنساق اجتماعية طبيعية مختصة في المجتمع، وإن ظروف الشفاء وتجارب المرضى تثبت على طبية الثقافة المختصة بالمستوصف، وإن الثقافات المختصة تتباين فيما بينها بتباين مكان المستوصف وأقسامه الإدارية واختصاصه العلاجية، فلا تتماثل مثلاً ثقافة المستوصف القروي مع ثقافة المستوصف الحضري أو المركزي، ولا ثقافة المستوصف الذي يتبع للوزارة الصحية مع المستوصف التعليمي الذي يتبع للجامعة، ولا ثقافة مستوصف الأورام مع ثقافة مستوصف الأمراض العقلية، ومع ذلك فهناك قضايا مشتركة تضم هذا الشتات من ثقافات المستوصفات المتفاوتة لعين معالم ظاهرة لثقافة المستوصف تصدق على اختلاف أنواعها بشكل أو بآخر.
ومن هنا تشغل الدراسة مسألة الثقافة المختصة لكل مستوصف كأهمية تستوجب الكثير من التركيز، ولا تقل شأناً عن تركيز الأطباء بدراسة الوسائل العلاجية نفسها، ويمكن تعين معالم هذه الثقافة المختصة عن طريق مقابلة عميقة نحدثها مع المريض الذي عاشها خلال استشفائه، وبعد خروجه من المستوصف، ونبحث معه عن الآثار اﻹيجابية والسلبية التي زاولها عليهم المستوصف يتقافته المختصة.
تفسير النظرة السوسيولوجية للنسق الاجتماعي للمستشفى:
ومن جانب آخر تفسر النظرة السوسيولوجية للأنساق الاجتماعية للمستوصف، أن هناك نظام رسمي وآخر غير رسمي، وبينهما ارتباطات متكامله فيها بينها حيناً، وتتنازع حيناً آخر، وتتجانس حيناً ثالثاً، ويؤثر كل ذلك على السلوك الوظيفي للخدمة الصحية، وعلى دور المستوصف في مقابلة المرض وعلاجه، وتساعدنا النظرية إلى المستوصف كأنساق مفتوحة على الاهتمام على الارتباطات المعروفة بينها وبين المجتمع المحلي، الريفي أو الحضري الذي يحيط بها.
وقد أثبتت بعض البحوثات والدراسات المتوفرة على أن أداء الخدمة الصحية بالمستوصف يتعين في ضوء طبيعة التكوين الاجتماعي الحالي، والارتباطات الاجتماعية المعروفة، وهذا المنطلق الذي يبرر تصدي الباحث لدراسة هذه الخدمة الصحية، مما يشجع ويرغب هذا هدف أن الخدمة الصحية التي تشرف بها المستوصف تتضمن ميكانزما متوافقاً في الأنساق الاجتماعية الكبرى، بحيث أنها تعالج ما يقلق أفرادها من مرض يعجزهم عن فعل أدوارهم بكفاءة، وبهذا يبيّن لنا عمق الارتباط بين المستوصف وبين المجتمع الواسع، والتأثير المتبادل بينهما، ولا بدّ لنا التركيز على دراسة المستوصف كأنساق مفتوحة لبيان عن تلك التأثيرات التبادلية، والتحقق من المسببات الدافعة التي تنشط الأداء وتدعمها، والتقليل من الأسباب المثبطة ومقابلتها.