اقرأ في هذا المقال
ماذا كلف تمسّك السلطان عبد الحميد بالقدس؟
في أواخر القرن التاسع عشر، دعت الحركة الصهيونيّة إلى قيام دولة يهوديّة في فلسطين، اتخذ السلطان عبد الحميد الثاني سلسلة من الاحتياطات لحماية فلسطين، ومع ذلك عندما تمّ خلع السلطان وتولى الأتراك الشباب المسؤولية، كانت الحركة الصهيونيّة قادرة على تحقيق أهدافها في فلسطين.
انتشر اليهود في جميع أنحاء العالم بعد أن أحرق الرومان القدس في عام (70) م، كان عليهم تحمل العذاب في كل مكان ذهبوا إليه، منذ تلك الأيام، كانوا ينتظرون مُخلّصاً، يجمعهم في ظل دولة واحدة.
مع تأخر وصول هذاالمُخلص الذي طال انتظاره، تجمع بعض المتشددين اليهود لتأسيس دولة إسرائيليّة، وهي المجموعة التي اجتمعت في بازل، سويسرا، في عام (1897) كانت تسمّى الصهاينة، وكان على رأسهم هرتزل.
ماذا قال السلطان عبد الحميد في قضية فلسطين؟
“انصحوا هرتزل بألّا يتخذ خطوات جديّة في هذا الموضوع فإنِّي لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلاميّة، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنَّهم يستطيعون آنذاك أنّ يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. ولكنَّ التقسيم لن يتمّ إلّا على أجسادنا”
أرض الميعاد
قام اليهود بطلب مُساعدة الإمبراطوريّة البريطانيّة، والتي كانت أقوى دولة في ذلك الوقت، ولكن لم يُؤخذ مطلبهم بعين الاعتبار، ومع مرور الوقت أيقنت الإمبراطورّية أنّ هذه الحركة اليهودية كانت بمرور الوقت تكتسب القوة والنفوذ وقامت بتقديم أراضي لهم، مثل أوغندا وسيببريا وقبرص، لكنّهم رفضوا، أرادوا فلسطين، موطن مئات الآلاف من العرب، وهي الأراضي الموعودة المذكورة في التوراة.
اتخذت الحكومة العثمانية بعض الاحتياطات ضد هذه الحركة الصهيونيّة والتي تهدد الأراضي المُقدّسة، ففي عام (1871) ، قبل وقت طويل من قيام الصهاينة بالتحرك، أعلن العثمانيون أنّ (80٪) من فلسطين مُلك للدولة.
بعد خلافة السلطان عبد الحميد الثاني، زادت الإجراءات الوقائيّة ضد الاستيطان اليهودي في فلسطين، ففي عام (1883)، قيّد الاستحواذ على الأراضي الفلسطينيّة وقرّر الاستيلاء على الأراضي الاستراتيجيّة بنفسه، وفي عام (1900)، حدّد السلطان عبد الحميد الثاني إقامة اليهود في الأراضي الفلسطينيّة بـ 30 يومًا.
كما حظر الاستحواذ على الأراضي لليهود الأجانب في الإمبراطوريّة العثمانيّة، بما في ذلك فلسطين، أُعلن أنّ الإمبراطوريّة العثمانيّة لم تكن منطقة استيطان لليهود الذين تمّ نفيهم من أوروبا.