الكتابة وأوراق البردي عند القدماء المصريين:
كان القدماء المصريون أول من اخترع الكتابة بهدف التعبير عن أفكارهم، حيث يعود لهم الفضل الأول على العالم في معرفة طريقة خطية وتدوينها على مواد مختلفة ومن أهم هذه المواد حسب الترتيب التاريخي كما يلي:
- العظم.
- الطين: وجد الكثير من صحائف الطين يعود تاريخها إلى الأسرة 11.
- الطين المحروق: استخدم منذ الأسرة 18 بلوحات تل العمارنة والخط المسماري.
- الجلد: احتفظ ببعض من صحائفه بالمتحف المصري والمتحف البريطاني.
- الكتان: استعمل في معظم العصور.
- المعادن: كان من أهمها البرونز.
- الحجر: استعمل في المقابر والمعابد والتوابيت.
- الخشب: استعمل في المقابر والمعابد والتوابيت.
- البردي: يعد من أهم صحفهم للكتابة ويعد كشف البردي أهم كشف لتاريخ الكتابة إذ يعد الحلقة الأولى للكشف عن الورق.
حيث كان لهم لغة رفيعة عالية لها أسمائها وأفعالها ونحوها وصرفها وضمائرها وصفاتها، وقد وصلت هذه اللغة العلو من ناحية الفقه والنحو، حيث وضع لها العلماء المؤلفات الكثيرة ذات قيمة عالية مثل(جاردنر) ووضع علماء الألمان لها أيضاً معجماً في عشر مجلدات كبيرة، كان يحتويها قاموس برين العظيم.
ولم يقم العلماء بوضع كتاباتهم أو مؤلفاتهم عن الهيروغليفية إلا بعد أن تم الكشف عن حجر رشيد عام 1799م من خلال البعثة الفرنسية التي أحضرها معه نابليون أيام حملته على مصر وقد كشف (بوسرد) أحد قواد الحملة أثناء حفرة أساس بيت بالقرب من رشيد حجر أسود كبير وهو محفوظ الآن في المتحف البريطاني، وجد على هذا الحجر كتابة بقيت غامضة فترة من الزمن حتى حاول لأول مرة العالم الفرنسي شمبليون حل رموزها.
وكان يوجد على الحجر ثلاث أنواع من الكتابة كانت تحت بعضها البعض، عبارة عن أمر ملكي كان قد صدر أيام بطليموس الثاني الكتابة العليا وكانت بالهيروغليفية الوسطى بالديموتيقية (الكتابة العامة)، السفلى أو الثالثة باليونانية القديمة وبعد محاولات شديدة قوية تمكن العلماء من معرفة هذه الكتابة وهي عبارة عن ثلاث تراجم مختلفة بثلاث كتابات، حيث كانت لأمر ملكي واحد صدر أيام بطليموس الثاني عام 198 ق.م وتم الكشف عن المفتاح الأول للكتابة الهيروغليفية من خلال مقارنة هذه التراجم الثلاث.
تعد الكتابة الهيروغليفية من أقوى الحجج على حضارة مصر الطبية؛ إذ أنّ أجزاء جسم الإنسان والحيوان التي يستخدمها الخطاطون الهيروغليفيون تدل على أن المصري عرف التشريح إلى حد بعيد، ويعد من أروع الحقائق أن الأجزاء المستخدمة للإشارة إلى الأعضاء الداخلية جميعها هي أجسام الحيوانات الثدية وليست للإنسان كما قال علماء التشريح.
يعد هذا بالدليل القاطع أن الفراعنة قد أجادوا تشريح الحيوان قبل الإنسان بمدة بعيدة جداً وأن الجراحة البشرية والتشريح البشري ظهرا في وقت متأخر؛ وذلك بسبب تقديس الجسم البشري أما معرفة خواص النباتات وصناعة العقاقير فهي أقل بكثير من صناعة الجراحة والتشريح وبناءً على ذلك تكون الصيدلة أقدم المهن الطبية، يكون متعاطي هذه الصناعة الطبية أعشاباً قبل أن يكون طبيبا وجراحاً.
كيف صنع المصريون أوراق البردي؟
يعد نبات البردي من عائلة الحلفاء وكان ينمو في منافع الدلتا ثم انتقل بحكم الظروف الطبيعية والجوية الى جنوب السودان والحبشة، استعمله قدماء المصريين في أغراض كثيرة قد ذكر بعضها هيرودوتس كذلك بليني وتيوفراست لكن كان أهمها صناعة شرائح الورق للكتابة، وسُمّيت بالعربية البرديات أو قراطيس البردي، وكانت هذه أول محاولة للإنسان في صناعة الورق، يتراوح طول نبات البردي الحديث بين (7-10) أقام عدا الجذر والقمة المزهرة وقطر الساق (1.5) بوصة والقطاع العرضي من الساق على شكل مثلث، يتكون من القشرة ولب داخلي الذي أُستعمل في صناعة البردي.