كيف يتم اكتساب الثقافة؟
إنّ عملية اكتساب الثقافة عملية مستمرة ومتكررة لمختلف أبناء المجتمع على اختلاف ثقافاتهم، إلّا أنّ الكثير من المفاهيم الثقافية المختلفة، يعمل الفرد على اكتسابها في سنّ مبكر من مراحل الطفولة من حياته، إذ يكتسبها الفرد من عدة مصادر كالآباء أو الأقارب أو المدرسة أو التقاليد الدينية وغيرها من التقاليد المتنوعة، فعند وصول الفرد إلى سن الخامسة يكون قد اكتسب عدداً من المفاهيم الثقافية الأساسية، ثمّ بعد ذلك يتمّ تطويرها تدريجيّاً في سن المراهقة من خلال التنشئة الاجتماعية وتفاعل الفرد مع مجتمعه.
ومن أهم الأمور التي تساعد على اكتساب كافة الثقافات بين مختلف أبناء الشعوب، اللغة الأم وعملية النمذجة “Modeling” وأساليب الآخرين، وهناك صلة قويّة جداً بين اللغة واكتساب الثقافة، إذ يتمّ ترميز مفاهيم الثقافة، ومصطلحاتها، ودلالاتها في بُنية اللغة الأم، إذن فإن الأشخاص الذين يستطيعون التكلّم بأكثر من لغة يدركون أنّ كلّ ثقافة لها مفاهيم وقواعد وعواطف مرتبطة بها وغير مرتبطة بالثقافات الأخرى.
إذّ يمكن للفرد اكتساب الكثير من الثقافات المختلفة، ذلك من خلال زيادة نسبة الوعي لدى الفرد، عن طريق ملاحظة تصرفات الآخرين وخطاباتهم ومعاملاتهم مع بعضهم البعض، وكذلك التعرُّض للأحكام، ويُمكن التعرّف على ثقافات أخرى واكتسابها من خلال العيش في مجتمعات ذات ثقافات مختلفة، أو التفاعل المستمر مع أشخاص من ثقافات أخرى، وفي هذه الحالة يُمكن دمج جزء من الثقافة الجديدة ضمن ثقافة الفرد نفسه، ومن الجدير بالذكر أنّ عمليّة اكتساب الثقافة قد تتمّ أحياناً بشكل غير واعٍ، والذي قد يُعدّ أمراً جيداً أحياناً، وأحياناً أخرى قد يكون ذا أثر سلبي.
إذ قد يتعرّض الفرد للعديد من المواقف السلبية أو المفاجئة، التي يستطيع أن يتصرّف بها بشكل تلقائي وسريع ومناسب، ذلك بسبب القيم الثقافية التي يتحلّى بها الفرد والجماعة، والتي تساعد الفرد على تقييم تصرفات الآخرين وأفكارهم والتعامل معهم بناء على ذلك، أمّا في حال تمّ اكتساب القيم الثقافيّة بصورة غير صحيحة وسيئة دون قصد فإنّ ذلك قد يتسبب في حدوث مشاكل مع الآخرين، مما قد يؤدي إلى محي الكثير من الثقافات، والعمل على اكتساب ثقافات جديدة ومميزة.
