يتضمن تقسيم المستويات في علم العلامات ثلاث مستويات، ألا وهي الأيقونة والمؤشر والرمز، وهي من أهم مستويات علم السيميائية.
كيفية تقسيم المستويات في علم العلامات
1- المستوى الأول الأيقونة
وهي العلامة التي تحيل إلى الشيء التي تدل إليه بفضل خصائص تكتسبها منفردة بها، في ارتباط تناسب بين الصورة والمشار إليه الموضوع.
والأصل الذي يقوم عليه هذا التطابق نجده من العامية بحيث يفترض معه أن أي نوع من التماثل بين العلامة والشيء الذي تدل عليه يكفي ليقيم من حيث المبدأ علاقة أيقونية، كنماذج الصور الفوتوغرافية والملصقات المعلنة أو التجارية فجميع هذا يحول بنا إلى الارتباط الثاني في الشيء المشار إليه.
2- المستوى الثاني المؤشر
وهي التي تعني الرمز الذي يدل على الشيء الذي يدل إليه بفضل سقوط هذا الشيء عليها في الحقيقة، وله خصائص كثيرة منها الشاهد أو العلامة الدلالية أو المؤشرية، حيث تكون العلاقة بين المصورة والمشار إليه الموضوع سببية منطقية، مثل الأعراض الطبية التي تدل إلى علة عند المريض والآثار التي يتركها المجرم بعد ارتكابه للجريمة، والطرق على الباب الذي يؤدي إلى وجود زائر، وعلة وجود الدخان بالنار واحمرار الوجه.
3- المستوى الثاني الرمز
ونقصد به العلامة التي تؤدي إلى الشيء التي تدل إليه بفضل قانون، حيث في الغالب ما يستند على التداعي بين الأفكار عامة، يسميه شارل بيرس باسم العادات والقوانين والعلاقة بين الدال والمدلول والمشار إليه في جميعها هي، علاقة محض عرفية وغير مفسرة فلا يوجد بينهما تطابق، أو صلة فيزيقية، أو علاقة تجاور، إنما يؤكد في عقل المواطنين أن هذا الأمر يؤدي إلى نتيجة كذا، أو عمل كذا مثل البياض ودلالته على السلام والمحبة والسواد ودلالته على الحزن، والكآبة والكراهية والحقد، والشمس ودلالاتها على الحرية، وكل هذا معروف عليه من طرف المقيمين في بيئة ما.
كما أن شارل بيرس لم يتوقف عند هذه المستويات الثلاثة فحسب من العلامات، بل قسمها وجزئها حتى تبلغ في نهاية المسار إلى ستة وستين مستوياً من العلامات.
كما أن السيميائية البيرسية لا يذهب كامل اهميتها إلى الرموز فحسب، بل يتعداها إلى ما تولده هذه الرموز مما هو فرعي، وغير أولي إلى مستوى أن يكون ذا شأن، كتذاكر الحافلات، أو ذو شكل إبلاغي كالتعبير عن العواطف وكالتعبير الأدبي.