اقرأ في هذا المقال
- كيف استطاع الأمويين التوغل في أعظم الإمبراطوريات
- سر نجاح الأمويين في الفتوحات الإسلامية
- دور موسى بن نصير في الفتوحات الأموية
كيف استطاع الأمويين التوغل في أعظم الإمبراطوريات
حتى الآن، هناك سؤال يثير الاستغراب والمعرفة كيف تمتع المسلمون الأوائل في زمن الصحابة والتابعين بالقدرة على التوغل في أعظم إمبراطوريتين عرفهما العالم في ذلك الوقت، ثم سيطروا على جميع المناطق التي شقوا طريقهم اليها سيطرة كاملة في وقت قياسي لم يستطع أحد أن يفعل ذلك في هذا الوقت القصير، هذه الفترة كانت فقط تسعين عاما.
هذا الأمر يثير دهشة الفكر الغربي وعلومه العسكرية، في حين تصادمت هاتان الإمبراطوريتان، بلاد فارس والرومان، مرارًا وتكرارًا على مر القرون، ولم يتمكن أي منهما من السيطرة على منطقة الآخر لفترة طويلة من الزمن، فضلاً عن كونها هذه الفترة التي جاوروا بعضهم بها فترة طويلة.
سر نجاح الأمويين في الفتوحات الإسلامية
هذه القصة تتجاوز موضوع الاستراتيجية والقدرات العسكرية إلى شيء أعمق من ذلك، الإيمان بالفكرة التي تحرك أصحابها وتجعلهم لا يخافون من الموت والمخاطر التي تؤدي لها الفكرة، ثم في إعداد هؤلاء المحاربين ثقافيًا وعقليًا وجسديًا ومعرفتهم الدقيقة للخصم، وكذلك الإمكانيات المتاحة لهم.
وإذا كان أول معركة عسكرية إسلامية قد قاد لواءه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وظهر فيه قسم كبير من الصحابة عمر وعلي وعمرو بن العاص بالإضافة إلى كل من خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، والخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، وأبو عبيدة بن الجراح، بالإضافة إلى عدد من الصحابة من الجيل الثاني منهم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنه، والمئات غيرهم الذين لحقوهم في الجيل الثالث الذين كانوا قد أدركوا أنهم قد شربوا من خيولهم تلك الفنون القتالية والحنكة العسكرية.
كان المسلمين قد استفادوا جدا من التجارب الميدانية التي خاضوها حيث كان لها فائدة ملحوظة ومثيرة للإعجاب، فلمع الكثير من القادة منهم عقبة بن نافع الفهري وابن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مسلمة بن عبد الملك الأموي بالإضافة القائد الكبير محمد بن القاسم الثقفي والكثير من غيرهم من الصحابة.
دور موسى بن نصير في الفتوحات الأموية
ومن بين هؤلاء القادة والجنرالات الكبار القائد المسلم موسى بن نصير اللخمي الذي كان قد قاد جيوشه ببراعة وتألق تألقًا رائعًا وكان يفتح المدن بسرعة مدهشة، سار في الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا في بلاد المغرب العربي، من برقة إلى بلاد المغرب الأقصى، وأزال كل العوائق، والعقبات، ومهد الطريق من أجل بدء الفتوحات في الأندلس.
قام هذا الجنرال المسلم بتخليد اسمه كواحد من هؤلاء الأبطال العظماء في بداية تاريخ الإسلام وذلك بسبب شهرته الواسعة التي نالها جراء فتوحاته المهمة في شمال أفريقيا التي ذاع صيتها وأفادت دولته (الدولة الأموية) في العديد من الجوانب، كالجانب العسكري عن طريق توظيف البربر في الجيش الأموي، والجانب الاقتصادي كفرض الضرائب على طرق التجارة في شمال أفريقيا والأندلس.