هناك دور للعالم والطبيب المعالج فيما يرتبط بنظرتهم الشخصية للعالم، وهل تؤثر هذه النظرة على نتائج العالم، وتبحث تأثيرها على الملاحظات العلمية للباحث، وعلى عمل الطبيب الذي يعالج مرضاه.
كيف تؤثر رؤية العالم لدى الطبيب المعالج والعالم في عملهما؟
وضحت الدراسات نظرة الطبيب المعالج للعالم من حيث تأثيرها في أفعال العلماء كأطباء معالجين، ومن حيث مفعولها على أدوارهم بالنسبة للاعتناء وعلاج المريض، كما عينت بعض المعايير البسيطة للارتباط بين الطبيب والمريض داخل حدود الارتباط المهني بدون تعصب أو تعاطف، وقد خلصت هذه الدراسات إلى:
1- النظرة إلى المريض كإنسان خلقه الله ضعيفاً، تؤثر على لهجة وسلوك الطبيب المعالج نحو المريض، كما أنها تحول دون التصرف مع المريض كمجرد حالة مرضية، ينبغي أن يتم تقييم أعراضها لملاحظة الربط بينها للتشخيص المناسب، وتشجع السلوك الذي يوجه نظر الطبيب إلى ما وراء أسباب المرض، وأن ينظر إلى المريض كإنسان مثله، له خصائصه الخاصة وبنفس الآمال والتخوفات والطموحات والمشاعر وربما نفس التنازعات أيضاً، وما يعانيه الإنسان، وخاصة الإنسان الضعيف الذي اضطره المرض للاستناد على الطبيب.
2- إن التصرف مع المريض تبعاً لهذه النظرة سوف تكفل قدر من التواضع لدى الطبيب وتجنبه الترفع والكبرياء الذي يصيب من يتولى المنصب والسلطة على الآخرين، كما كما تعطي المريض المودة والاحترام التي تعطى لزائر محترم أو قريب محبوب أو شخص مرغوب، وتشجع الرغبة لديه أن يخدم المريض ويخفف من معاناته وآلامه.
3- هذه النظرة ترشد الطبيب إلى ابتغاء الأفضل للمريض والتصرف طبقاً لذلك، سواء أكان المريض يثير المشاعر الموجبة أو السيئة، فإنها تتطلب درجة ليست قليلة من النضج الروحي من قبل الطبيب كما تقتضي منه أيضاً أن يبذل الأهمية بالمريض بصرف النظر عن مشاعره التي قد يضطر إلى عكسها وعن المكانة الخاصة بالمريض.
كما تؤكد دراسة الطب الشعبي والمعتقدات الصحية من وجهة نظر المواطنين على أهمية قضية الرعاية الصحية التي أصبحت تمثل جدلاً متواصلاً في بعض المجتمعات، وتؤكد أيضاً على أن هناك تبايناً كبيراً بين الاستخدام الفعلي والاستخدام المنشور المسجل والمعلن لخدمات الرعاية الصحية، حيث يزيلون الباحثون والمزاولون قسماً كبيراً من المواطنين حينما لا ينظرون إلى الطب الشعبي كنظام بديل قابل للتنفيذ في تقليد الرعاية الصحية.