نهاية آل الحجاج على يد الخليفة سليمان بن عبد الملك:
كان الخليفة الوليد بن عبد الملك يريد خلع أخيه سليمان بن عبد الملك عن الخلافة، فقد كانا وليا العهد بعد أبيهما عبد الملك بن مروان، فلما بقي الأمر للوليد أراد ولاية العهد لابنه عبد العزيز بن الوليد، ولكن سليمان رفض الأمر فأرسل الوليد لعمَّاله حتى يأخذ البيعة منهم، فلم يقم بإجابته إلا الحجاج بن يوسف الثقفي وقتيبة بن مسلم وخواص من الناس.
فقال العباد بن زياد للوليد: إن الناس لا يجيبونك إلى هذا، ولو أجابوك لم آمنهم على الغدر بابنك، فاكتب إلى سليمان فليقدم عليك، فإن لك عليه طاعة فأرده على البيعة لعبد العزيز بعدك فإنه لا يقدر على الامتناع وهو عندك فإن أبى كل الناس عليه، فقام الوليد بالكتابة إلى سليمان وأره بأن يأتي إليه فأبطأ بالمجيء إليه، فقرر الوليد أن يذهب هو إليه ويخلعه عن الخلافة، ولكنه مرض وتوفي قبل أن يتم خلع سليمان.
وبعد أن تولَّى سليمان بن عبد الملك الخلافة قام بالانتقام من كل من ناصر الوليد وتركه، وعلى رأسهم الحجاج وقائده قتيبة، وكان يزيد بن المهلب من أحب أصدقائه إليه، وكان يتقاسم معه كل ما يأتيه ، فعندما تولَّى الخلافة ظلَّ يشاوره في كل الأمور، وقام بإعادته لإمارة كل من خراسان والعراق.
وكان يزيد بن المهلب يكره الحجاج كرهاً شديداً؛ لأنه قام بخلعه عن حكم خراسان والعراق التي كان يحكمهما أبوه المهلب ووضعه في السجن، على الرغم من أنه زوج أخته هند، وكان يزيد ذو حظوة بعد أن تسلم سليمان الخلافة، فكان يريد الانتقام من أسرة الحجاج وكان هذا طبيعياً في عهد سليمان.
كانت معيشة وأمر أسرة الحجاج بعد وفاته على خير حال خلال الأشهر القليلة التي عاش بها الوليد بن عبد الملك، وبعد وفاة الحجاج لم يعش الوليد كثيراً فقد مات بعد تسعة أشهر وذلك في 96هـ، وقام سليمان بإصدار أمر تعيين صالح بن عبد الرحمن على الخراج في إقليم العراق وكلَّفه بالانتقام من أسرة الحجاج وقتلهم، فكان صالح بمساعدة أخيه يعذب آل الحجاج، فقام بسجن الحكم بن أيوب بن أبي عقيل وعذبه حتى الموت.
وقام سليمان بن عبد الملك بإطلاق سراح كل من سجنه الحجاج، وكان عدد المساجين بالألآف، وقام يزيد بن المهلب بالقبض على أولاد الحجاج فنقلهم من الشام إلى العراق، وكان من المساجين أخت الحجاج وهي زوجة يزيد بن عبد الملك وتعذيبها، وأعطى سليمان الأمر بلعن الحجاج على المنابر فنفذوا الأمر، وعندما سمع خالد القسري والي مكة بأمر لعنه، قام باللعن على المنبر في يوم الجمعة، وبهذا تكون نهاية آل الحجاج.